السياسة فن المراوغة. وكلما كان السياسي بارعا في المراوغة كان له مستقبل كبير هكذا علمونا في مصر والشرق الأوسط وعندما يريد أحدهم ألا يعطيك إجابة واضحة تقول علي الفور هذا رد دبلوماسي. وكأن اسم الدلع للكذب هو الدبلوماسية. وقديماً عرفنا وزراء يحلفون بالطلاق ويقدمون بيانات كذباً في كذب وبالطبع كان الرئيس يعلم انهم يكذبون ولكن ما المانع فكلنا ياعزيزي كاذبون، إن الشعب ينخدع بالكلام المزوق والإعلام ينتظر التصريحات كل دقيقة والحقيقة مرة وصعبة ومقلقة ويمكن القول أن نتائج إعلان الحقائق من شأنها الإطاحة بالحكومة أو التنكيد علي الشعب وعلي إيه الكذب مريح لكل الأطراف وكلنا في الوسط السياسي والصحفي نعلم أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان في آخر أيام حكمه لا يرحب بأن يعرض عليه أحد وزرائه أو رئيس الوزراء ما يعكر الصفو وينكد عليه وقد كان رئيس الديوان يهتم بهذا الموضوع اهتماماً كبيراً ويعرف أولاً ماذا يريد أن يقول من يريد مقابلة الرئيس فادا كان خيراً فأهلاً وسهلاً وإذا كان غير دلك يطلب من المسئول أنه بلاش يضايق الرئيس وكان كل المسئولين في مصر عارفين الحكاية فأصبح مبدأ أن كله تمام هو المسيطر تماماً كما كان الأمر أيام جمال عبدالناصر وعارفين طبعاً حكاية برقبتي ياريس كلما سأل عبد الناصر عن الاستعداد للحرب قالوا له تمام برقبتي ياريس وطبعاً كان لازم تكون النتيجة كارثة أكبر هزيمة في التاريخ واستمر الكذب الفظيع أثناء الحرب أسقطنا 50 طيارة وأسرنا 10 آلاف إسرائيلي ووصلنا أبواب تل أبيب وعندما انكشف الكذب قالوا للشعب نكسة وبرضك ما قالوش الحقيقة إنها هزيمة رهيبة راح ضحيتها أفضل شباب مصر بدون دنب ضحايا الكذب والتضليل والخداع. والحقيقة أن الإعلام أخطر الكذابين في زمن لم يكن هناك إعلام حر مستقل، إن كل الصحف والإذاعة والتليفزيون تأتمر بأمر الحكم ولا مجال للاجتهاد ولا مجال لرفض الأوامر ذيع ياصبري يذيع ادبح يازكى قدرة يدبح وخرج كلام كتير بعد ذلك يؤكد أن الرئيس عبد الناصر لم يكن يعرف الفظائع التى كانت ترتكب في عهده وتلك مصيبة أكبر فهل عدم علمه بما يدور في البلاد يعفيه من المسئولية؟ بالتأكيد لا فهو في النهاية الرئيس ومسئول عن كل شىء. أقول لكم اليوم هذا الكلام إنه في غياب الرقابة على أعمال الوزراء يمكن أن يكون مسرحاً لكذب كثير فليس هناك برلمان يراقب أداء الحكومة ويتابع تصريحات الوزراء هل هي مجرد كلام طق حنك يعنى لا وجود له علي الأرض وفقط للاستهلاك المحلي ومن أجل مانشيتات الصحف ونشرات الأخبار وبرامج التوك شو. طبعاً البرلمان في العالم كله يقوم بدور الرقيب خاصة علي الفلوس الموازنة يعني ومن أجل ذلك قامت البرلمانات أساسا أما في مصر فحدث ولا حرج فأكثر السياسيين كذباً أعضاء البرلمان وهم مضطرون فقد وضعت أنظمة الحكم الأغلال في أعناقهم فهم مهمومون ليل نهار بقضايا فرعية أبناء الدائرة ولابد أن يحسن النائب علاقته بالوزراء من أجل قضاء مصالح الناس ويضيع الدور الرقابي والتشريعي وتتسع دائرة الكذب وإذا استمر الحال كما هو عليه يبقي مفيش فايدة ولا أمل في أى شىء. ومن هنا أدعو لسن تشريع يجرم الكذب ونذكر هنا أن الرئيس الأمريكى العملاق كلينتون قد حقق للشعب الامريكى الكثير الا أن إنجازاته لم تشفع له أمام الكذب وقد دفع الثمن غاليا ليس لعلاقته مع مونيكا وإنما أنه كذب. خلاصة القول أن مصر في مرحلة خطرة جدا ولا وقت للخداع والكذب وقد أرسي الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي مبدأ مصارحة الشعب بالحقيقة ليكون شريكاً في المسئولية ولن يسمح أحد أن يكذب علي الشعب أو يكذب عليه وهى بداية صائبة، إن الاعتراف بالمشكلة أول الطريق لحلها أما الكذب والخداع فيجعلان المسئول مثل النعامة يضع رأسه في الرمال حتى لا يرى الخطر. فكرة للتأمل إذا كان الكذب منجاة فأكيد الصدق أنجى