سألنى صديق: هل سمعت عن رجال الأعمال الذين كانوا يغازلون قيادات الإخوان خلال عام حكم مرسى للبلاد لتوفيق أوضاعهم، وإضفاء الشرعية على الثروات التى حازوها بطرق غير مشروعة قبل ثورة 25 يناير؟ قلت له تردد أن محمد محسوب الوزير الإخوانى الأسبق الهارب كان قد افتتح مكتبًا فى لندن لتوفيق أوضاع الحرامية، واستدرج إليه بعض رجال الأعمال الذين كونوا ثروات مشبوهة فى عهد نظام مبارك، ودفعوا المعلوم لزوم التظبيط، كما يتردد أن أحدهم دفع الحلاوة مليار جنيه لنائب المرشد خيرت الشاطر بعد أن سمع كلمة «نعيمًا» من محسوب وقبل أن يرد صاحبنا «أنعم الله عليك» كان رجال الشاطر يقبضون على الشيك أبومليار، وغنى الجميع سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة ولكنهم اكتشفوا أن دواء محسوب ما هو إلا مسكن فقط ولم تغلق الملفات نهائيًا، قال الصديق: كمان غنوا قلت له كله بيغنى على مصر، ولسة بيغنوا عليها قال: محتاجون شرطة المصنفات قلت: محتاجون مباحث الآداب لأن البعض احترف الدعارة السياسية ومش عايز يبطلها. قال الصديق: الأغانى الوطنية تلهب الحماس وتفجر الانتماء قلت: هناك فرق بين أن تغنى للوطن وأن تغنى على الوطن، مثلًا أم كلثوم غنت لمصر فى أزماتها وسافرت شرقًا وغربًا تقيم الحفلات وتتبرع بالعائد للمجهود الحربى وغنى عبدالحليم للنصر وغنى عبدالوهاب للفلاح لكن لو كان عبدالوهاب عايش حاليًا لكان اعتذر للفلاح على الحال الذى وصل إليه، قال الصديق: هل سمعت أغانى فى حب مصر من أجل صندوق تحيا مصر قلت لم أسمعها، ولكن سمعت عنها، قال الصديق: بالمناسبة ما آخر أخبار هذا الصندوق؟ قلت: رجال الأعمال تخلوا عنه، معظمهم خذلوا الفكرة الطيبة التى كانت نواة لتطوير العشوائيات وتحسين أوضاع المناطق الفقيرة. قال: أعرف رجال أعمال تبرعوا بالملايين، قلت قلة منهم فقط، ولكن هناك رجال أعمال تبرعوا بالأغانى والدعاية لشركاتهم وهؤلاء كانوا أعضاء فى برنامج زواج المال بالسلطة فى عهد مبارك قال: وباقى فئات المجتمع ماذا فعلوا؟ قلت: كبار الفنانين خذلوا صندوق تحيا مصر، لم نسمع عن الفنانين الذين يتقاضى بعضهم 30 مليون جنيه فى مسلسل واحد تبرع بمليم لصندوق تحيا مصر رغم أن مصر لم تبخل عليهم، ولم يبخل عيلهم المصريون وخاصة الناس العادية البسيطة التى منحتهم الشهرة بتشجيعها لهم، وكان يجب أن يكون هؤلاء قدوة، ويسارعوا إلى رد الجميل ولكنهم تواروا خلف نجلهم. قال الصديق: ومن غيرهم؟ قلت: غيرهم الفقراء الذين سارعوا بالتبرع بجزء مما يملكون هناك السيدة الطيبة التى تبرعت بحلقها، واستقبلها الرئيس السيسى وقرر إيداع الحلق فى متحف خاص بقصر الرئاسة تقديرًا لها، هذه السيدة أفضل من ألف رجل أعمال وفنان أعطوا ظهورهم للبلد ألم يقولوا امرأة بألف رجل؟ قال: وما الحل؟ قلت بسيطة: نتحاسب، قال فى دهشة: من يحاسب من؟ قلت: عندنا أجهزة رقابية مثل هيئة الرقابة الإدارية وجهاز المحاسبات وعندنا مباحث الأموال العامة وعندنا مباحث الضرائب. كل رجل أعمال سرق مليمًا من البلد أو شبر أرض لابد أن يرده وكل فنان كبير لابد أن يخضع للضرائب، قال صديقى: أسمع أن ملف رجال الأعمال سيفتح قريبًا قلت: لابد أن نسألهم من أين لكم هذا؟ لابد أن تعود أموال الشعب المنهوبة، الذين يريدون الغناء على مصر نقول لهم فوقوا هذه مصر غير مصر التى نهبتم ثرواتها، حسابكم مع الشعب عسير وملفاتكم ستفتح والعبوا غيرها وبلاش تغنوا عليها.