نعم.. أنا المواطن المصري رقم 1 بعد ثلاثين مليون مواطن أمسكوا بأيديهم شهادات استثمارات قناة السويس الجديدة.. فقد ذهبت لبنك مصر في منتصف نهار منتصف الأسبوع الأول وكان رقمي 767 أي سبقني أكثر من سبعمائة مواطن رجالا ونساء وأطفالا ينشرح صدرهم وتنفرج أساريرهم بشراء شهادات الاستثمار في أكبر مشروع قومي بعد السد العالي. والفرق بين المشروعين أن السد العالي كان سيموله البنك الدولي فمنعته الولاياتالمتحدة نكاية في عبدالناصر فلجأ للاتحاد السوفييتي الذي تولي التمويل والمقاولة كلها من الألف الي الياء أي تسليم مفتاح السد ومحطة الكهرباء ومد خطوطها من أسوان الي الإسكندرية بعدما أعلن الرئيس عبدالناصر تأميم القناة، والذي جرّ علينا العدوان الثلاثي عام 1956 وتمركز قوات دولية في مداخل خليج العقبة لحماية سفن إسرائيل التي انتزعت حق مرورها في الخليج، وكان ذلك شوكة في ظهر مصر حاول عبدالناصر أن ينزعها في يونية 1967 فكانت النكسة الكبري باحتلال سيناء كلها وتعطيل المرور في القناة واحتلال الضفة الغربية في فلسطين واحتلال القدس ومرتفعات الجولان.. أي خراب واسع النطاق. ولكن شق القناة الجديدة الموازية للقناة القائمة لم يتم بتمويل البنك الدولي أو غيره وإنما بتمويل المصريين مائة في المائة عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن المصريين وحدهم هم الذين سيمولون مشروع القناة الجديدة الذي سيتكلف ستين مليار جنيه مصري، ولم يخيب المصريون أمل الرئيس إذ أقبلوا علي شراء شهادات الاستثمار جميعها في ثمانية أيام فقط، دافعين من عرقهم كل تكلفة المشروع،وهي معجزة بكل المقاييس وقد وصفها الفريق البحري «مميش» رئيس هيئة قناة السويس بقوله: «إن المصريين كانوا يقفون في طوابير لأخذ الفلوس ولكنهم لأول مرة نراهم في طوابير حاشدة لتوريد فلوس لمشروع حكومي». إنه الاستفتاء الكبير علي مشروع رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بل هو استفتاء عليه هو شخصيا رئيسا لمصر وقائدا لنهضتها التي تبدأ بالمشروع القومي الكبير لقناة السويس. وكما كانت ثورة الثلاثين مليونا في 30 يونية 2013 استفتاء علي رفض حكم الإخوان الذين فشلوا فشلا ذريعا في حكم مصر خلال سنة واحدة فقط جعلته يثور عليهم مناديا بسقوط حكم المرشد.. ولافتات تقول «ارحل.. ارحل» للرئيس مرسي كما كانوا يقولونها للرئيس مبارك في ثورة 25 يناير وخضع مبارك لإرادة الشعب وترك الحكم وهو ما لم يفعله الرئيس مرسي وجماعة الإخوان مما زاد من دعم الشعب للمشير عبدالفتاح السيسي عندما عرض خطة الطريق لحكم البلاد بعد سقوط الإخوان والتي أيدها الشعب في ثورته الثانية في 3 يوليو في استفتاء شعبي صريح علي خطة الطريق وإسدال الستار نهائيا علي حكم الإخوان. وتتابعت استفتاءات الشعب علي خريطة الطريق بالموافقة علي دستور 2014 في ظاهرة فريدة من نوعها إذ اصطفت طوابير النساء أكثر مما كانت عليه طوابير الرجال للتأشير ب«نعم» علي الدستور الذي تبعه إجراء الانتخابات الرئاسية واكتساح المرشح عبدالفتاح السيسي للمنافسة علي الرئاسة بحصوله علي أكثر من 90٪ من أصوات الناخبين في انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة وليس انتخابات واستفتاءات مزورة كما كان في عهود السابقين. ودخل الرئيس السيسي قلوب الناس التي أصبحت مهيأة لدعمه و تأييده تأييدا ساحقا في أي مشروع يطرحه عليهم وهو ما حدث في مشروع قناة السويس الجديدة.. إذ صدقه الناس واستأمنوه علي البلاد للأخذ بيدها من السقوط الي النهوض بها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ودوليا، واستجابوا له عندما صارحهم بأن هذا هو أول مشاريع النهضة للبلاد وأنه سيتكلف ستين مليار جنيه مصري عليهم هم أن يدفعوها.. ولم يتأخر الشعب فذهب فورا بالملايين الي البنوك لتوريد الستين مليار جنيه أي ما يعادل 60 ألف مليون جنيه مصري.. مبلغ مهول لم يسمعه الشعب من قبل.. ولم يضعه أحد في امتحان سابق لاختبار استجابته لنداء رئيس البلاد.. ولكن «السيسي» رئيس البلاد فعلها في شهر سبتمبر 2014، وظن البعض أن دفع هذا المبلغ الضخم سوف يستغرق وقتا طويلا.. ولكن ربنا سبحانه وتعالي رؤوف رحيم بهذه البلاد التي قادها للنصر العظيم في السادس من أكتوبر 1973، وقادها لثورة 25 يناير 2011، لوضع نهاية لثلاثين سنة من الجمود في حكم مبارك ودفعها لثورة الثلاثين مليونا في 30 يونية ضد حكم الإخوان بعد سنة واحدة فقط قبل انهيار البلاد الي الهاوية، ودفع قواتنا المسلحة للوقوف الي جانب الشعب في ثورته حتي وصلنا الي هذا التآلف والتلاحم بين الشعب ورئيسه فقام الملايين بتغطية كل تكاليف مشروع القناة في ثمانية أيام فقط.. وذلك استفتاء شعبي يضاف للاستفتاءات الشعبية العظيمة منذ 30 يونية.. وكما كنت قلبا وقالبا مع ثورة الثلاثين مليون مواطن وهم الذين قاموا فعلا بتوريد الستين مليار جنيه وأنا معهم في وسطهم أوبعدهم.. والشكر والحمد لله وتحيا مصر.