تقع محافظة المنيا بمنتصف وادى النيل وهى واحدة من أكبر المحافظات من ناحية الآثار فهى الثالثة بعد محافظتى الجيزة والأقصر فى عدد الآثار وبها متحفين كبيرين أحدهما بمدينة المنيا، وهو المتحف الآتونى ومتحف مدينة ملوى وتعتبرالمنيا متحفا وسجلا خالدا لجميع العصور التاريخية التى مرت على مصر (الفرعونية - اليونانية – الرومانية – القبطية – الاسلامية – ثم العصر الحديث). ويرجع أصل كلمة المنيا إلى الكلمة الهيروغليفية (منعت) وهو مختصر من الإسم الكامل القديم (منعت خوفو) الذى ورد في نقوش مقابر بني حسن وهو اسم مرضعة الملك خوفو ثم تطور هذا الاسم إلي (مونى) في القبطية وتعني المنزل ومنه جاء الإسم الحالي (المنيا) وعبارة منية ابن خصيب التي تمناها ولايتها الخصيب بن عبد العزيز بن الخليفة العباس وتحققت أمنيته بولايته عليها وكنية منيا الفولي تقال نسبة إلي العالم الإسلامي والعارف بالله الشهير باأحمد الفولي تيمنا بإقامته ثم دفنه بها ويقول عاطف سامى مرشد سياحى بالمنيا أنه يوجد بها الكثير من المناطق الأثرية والتى ترجع إلى العصور(الفرعونى – الرومانى- القبطى – الإسلامى- العصر الحديث) ومنها تل العمارنة وهى العاصمة التى أنشأهاء الملك إخناتون ,وهى تقع على بعد 45 كيلومترا جنوب منطقة آثرية هى بنى حسن وقد كان اسمها (أخت أتون) أو(أفق أتون)ولاتزال بقايا العاصمة القديمة موجودة حتى الآن بتل العمارنة" وقد بنيت على البر الشرقى للنيل على سهل منفرد وتشتمل جبانة "تل العمارنة" على مجموعتين من المقابر مجموعة شمالية عند الطرف الشمالى للمدينة, ومجموعة جنوبية عند الطرف الجنوبى للمدينة وتتميز هذه المقابر بلوحاتها الحائطية الملونة التى تصور الحياة أثناء ثورة" اتون " الدينية. مضيفا أنه تقع مقبرة (أخناتون ( الملكية فى واد ضيق صغير على بعد حوالى 6 كم من الوادى الكبير الذى يفصل بين المقاطع الشمالية والجنوبية ويلاحظ أن العديد من هذه المقابر لم يتم استكمالها ونسبة قليلة جداً منها هى التى تم استخدامها بالفعل ويوجد 25 مقبرة مرقمة من 1 إلى 6 فى الشمال ومن 7 إلى 25 فى الجنوب وبها مقابرمتميزة مثل مقبرة (هُيا( و الذى كان مراقب الحريم الملكى للملك"أخناتون". وتوجد صورة للفرعون وعائلته فى مدخل المقبرة ناحية اليمين وكذلك مقبرة (أحمس( حيث أن (صاحب هذه المقبرة) واحداً من حاملى مروحة الملك ويوجد له تمثال فى مقبرته ومقبرة (ميريرى) وكان "ميريرى" الكاهن الأكبر ل (آتون) واللوحات المرسومة بمقبرته تصور الفرعون راكباً عربته فى جولة حول المدينة وزيارته لمعبد (أتون ) كما يوجد مقبرة (بانيهس( والذى كان وزيراً وأيضاً خادماً ل"أتن". وأغلب المشاهد فى مقبرته تصور (أخناتون( وعائلته وهم يحضرون مراسم وطقوس فى معبد الشمس إضافة إلى مقبرة ( ماهو) هى واحدة من أفضل المقابر الباقية بحالة جيدة، وصور الحائط بها تزودنا بتفاصيل مثيرة لأعمال وواجبات "ماهو" كرئيس للشرطة فى عهد (أخناتون( وكذلك مقبرة (آى) وهذه المقبرة هى أجمل وأفضل مقابر "تل العمارنة". واللوحات الحائطية بها تُصور مشاهد من الشارع والقصر، وتوجد لوحة يظهر فيها أخناتون و(نفرتيتى) وهما يقدمان ل"أى" وزوجته قلادات ذهبية. وعن آثار بنى حسن تحدث أمير ماهر مرشد سياحى أنها تقع على الضفة الشرقية للنيل على بعد حوالى 20 كم جنوبىالمنيا. ويوجد بها أكثر من 30 مقبرة متميزة ترجع إلى عصر الدولة الوسطى وهى ذات أحجام مختلفة وتم نحتها فى جرف من الحجر الجيرى وبعض هذه المقابر مفتوحة للزيارة ومنها مقبرة (خيتى) والذى كان حاكماً لمنطقة "أوريكس" فى عهد الأسرة ال11 (حوالى 2000 ق.م). والمشاهد الحائطية فى مقبرته تصور الحياة اليومية فى عصر الدولة الوسطى ومقبرة (باقيت( والذى كان والد "خيتى" ومقبرته مزينة بصور حائطية غريبة لمصارعين، وغزلان، ومشاهد صيد لحيوانات من نوع وحيد القرن ووحوش مجنحة.