الطريق إلى جهنم مفروش بحسن النوايا والبقعة السوداء فى الثوب الأبيض تكون أكثر قبحاً وإذا كانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد قدمت لمصر فى مشروع قناة السويس الجديدة الكثير جداً من الخدمات والدعم اللوجستى ولديها عمل شاق خلال المرحلة القادمة من أجل تغيير وجه الحياة فى مصر كلها وبصفة خاصة فى منطقة القناة من أجل تحويلها إلى أفضل مكان فى العالم العربى جاذب للاستثمار الأجنبى وبتفوق عن جبل على وسنغافورة وهونج كونج وأى ميناء آخر فى العالم لأن أمل الشعب المصرى العظيم كله معلق بنجاح مشروع تنمية محور قناة السويس وهو ما يعنى زيادة الدخل إلى 259 مليار دولار أى أكثر من ميزانية مصر كلها حالياً ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الجاد المخلص وبدون أى تهاون أقصد أن يكون العمل بانضباط شديد عسكرى. وعدم إضاعة الوقت والجهد فيما لا يفيد فليس لدينا رفاهية الخطأ والكسل والاستعباط والاستعراض فقط نريد إنجازات على الأرض وهذا ما ينادى به أو بالأحرى يأمر به الرئيس السيسى ووضح هذا جيدا من اللحظة الأولى عندما أمر باختصار كل مراحل تنفيذ مشروع القناة فى سنة واحدة بدلاً من 3 سنوات. ما نريد أن نقوله هنا إن المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعمل ليل نهار بجد وإخلاص وتفان ولا يكل ولا يمل من متابعة العمل ميدانياً يومياً، ولا يكتفى بالتقارير ولكن جاءته الضربة من حيث لا يحتسب فكانت فضيحة طابع البريد التذكارى لمشروع القناة الذى تضمن قناة بنما بدلاً من قناة السويس والأغرب أن يتم تسريب الطابع عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشماتة فى الوزارة قبل أن يتم تدشينه رسمياً فى موقع الحفر. ويبادر الوزير بسرعة بتدارك الفضيحة فى مهدها ولكن هيهات هيهات لأن الإنترنت يفضح كل شىء. ويسارع الوزير ويأمر بالتحقيق وينام الموضوع. وكنا ننتظر من الوزير الشجاع وله مواقف سابقة أن يعترف بالخطأ ويتخذ إجراء قوياً يناسب حجم الفضيحة التى تناولتها وسائل الإعلام فى الخارج بشكل ساخر جداً. والآن بعد تدشين 3 طوابع جديدة ننتظر إجراء قوياً من الوزير لأن ما حدث ليس خطأ عادياً وإهمالاً جسيماً إنما قد يكون جريمة.