وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    جامعة المنيا تفوز بثلاثة مراكز متقدمة على مستوى الجامعات المصرية    انخفاض سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم في الأسواق ومحال الصاغة    خبير: يجب وقف قرار رفع سعر الخبز لهذا السبب    الخارجية العراقية: نحث الفلسطينيين على التعامل الإيجابي مع المبادرات المطروحة بما يحفظ حقوقهم    حزب الله: استهدفنا رادار القبة الحديدية في ثكنة يردن الإسرائيلية وأوقعنا الضباط والجنود    للمرة الثانية.. كوريا الشمالية تطلق بالونات قمامة تجاه جارتها الجنوبية    أوكرانيا: تدمير 24 طائرة روسية بدون طيار من طراز «شاهد» خلال يوم    مواعيد مباريات اليوم الأحد 2-6 - 2024 والقنوات الناقلة لها    «الأرصاد»: اضطراب الملاحة على شواطئ البحر الأحمر وخليج السويس    نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة قنا 2024.. تظهر خلال الأسبوع الحالي    122 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 30 ألف طالب بالتعليم الفنى لأداء الامتحانات    إحالة تشكيل عصابي للمحاكمة بتهمة سرقة الدراجات النارية بالقطامية    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    بدء تشغيل قطار 1935/1936 ثالثة مكيفة «مرسى مطروح - القاهرة»    رئيس جامعة القاهرة: استحداث جائزة «الرواد» لأول مرة لإبراز نخبة العلماء المؤثرين أكاديميًا ومجتمعيًا    وسام أبوعلي: معظم عائلتي استشهدت    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    تكدس مروري بالطريق الزراعي بسبب انقلاب سيارة في القليوبية    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    سيناتور أمريكي: نتنياهو مجرم حرب ولا ينبغي دعوته أمام الكونجرس    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 2يونيو 2024    الفنان أحمد جلال عبدالقوي يقدم استئناف على حكم حبسه بقضية المخدرات    أسعار الخضار في الموجة الحارة.. جولة بسوق العبور اليوم 2 يونيو    عبير صبري: وثائقي «أم الدنيا» ممتع ومليء بالتفاصيل الساحرة    ل برج الجدي والعذراء والثور.. ماذا يخبئ شهر يونيو لمواليد الأبراج الترابية 2024    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    توقيف يوتيوبر عالمي شهير نشر مقاطع مع العصابات حول العالم (فيديو)    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    نبيل فهمي: نتنياهو يعمل من أجل مصلحته وفقد اتزانه لتحالفه مع اليمين المتطرف    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البدوي: مخطط صهيوأمريكي لإجهاض الثورة‮
نشر في الوفد يوم 23 - 07 - 2011

حذر د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد من مخطط أمريكي صهيوني لإجهاض الثورة.. مشيرا إلى أن اللوبي الصهيوني يقف وراء رصد مبالغ مالية ضخمة لجمعيات المجتمع المدني في مصر من أجل إحداث الفتنة بين صفوف المصريين.
وطالب د.البدوي، في حواره له مع صحيفة "أخبار اليوم"، الجميع بالتكاتف في المرحلة الانتقالية لردء أي شائعات أو اتهامات من شأنها الابتعاد بالثورة عن مسارها الصحيح.
وأكد د.البدوي أن اختيار الوزراء من سلطة رئيس الوزراء وحده ولا يصح أن يتدخل الشعب أو المجلس العسكري في هذا الشأن.
وكشف د. البدوي في الحوار التالي أسرار غضب النظام السابق من حزب الوفد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وإلى نص الحوار:
هناك سؤال يتردد في الشارع بقوة .. إلي أين نحن ذاهبون؟
بداية انا متفائل.. فمصر امامها فرصة تاريخية بأن تتحول لدولة كبري في غضون سنوات قليلة.. إذا ما حدث التحول الديمقراطي بشكل سلس وتوحدت جميع القوي.. فالشعب الذي اشعل ثورة 25 يناير قادر علي تحقيق اهدافها والوصول بها إلي ما يحقق العدل والحرية.. إلا أن التحدي الاكبر الذي نواجهه هو مدة الفترة الانتقالية التي سيستغرقها التحول الديمقراطي والمعروفة بمدة الحراك الثوري.. تلك المدة استمرت في العديد من الثورات لسنوات طويلة.. إلا اننا نسعي ان تكون بضعة اشهر في مصر.. لان هذه المدة تنتشر فيها الشائعات واتهامات التخوين والفوضي الهدامة، بدليل ظهور من يسمون انفسهم قادة الرأي العام الجدد وهم معرفون بالاسم، وهؤلاء يسعون لهدم ما يتم إنجازه وتشويه صورة الرموز الوطنية، كما انه خلال هذه المدة تكون الارض خصبة لأعداء ثورة 25 يناير سواء في الداخل أو في الخارج بهدف خلق الفوضي التي تسيء لما حققته الثورة من إنجازات، ويجب ان ننتبه إلي ان هناك محاولات داخلية وخارجية لإحداث الفتنة والوقيعة داخل مصر.
ومن هم أعداء الثورة الذين تقصدهم ؟
اعداء الثورة في الداخل هم اصحاب المصالح الذين تضرروا من الثورة وتأثرت مصالحهم بسببها، ويتمنون الفشل لها، وهؤلاء متغلغلون في جميع المؤسسات السياسية والاقتصادية والحكومية، اما اعداء الثورة في الخارج فهما إسرائيل وأمريكا، ولا اقصد الشعب الامريكي لانه من الشعوب العظيمة التي تتمسك بالحرية وتحترم حقوق الانسان.. إنما أقصد مؤسسة الحكم الأمريكية سواء الكونجرس او غيرها من المؤسسات والتي تخضع للوبي الصهيوني في امريكا ، فهذا اللوبي مسيطر علي مؤسسات التمويل والإعلان و »يصنع« النواب الذين يسعون دائما للحفاظ علي مصالحهم من خلال الانحياز للكيان الصهيوني، وهؤلاء لا يرغبون في ان تحقق الثورة اهدافها لأن نجاحها يعني ان مصر ستصبح اكبر دولة ديمقراطية وسياسية واقتصادية وعسكرية في المنطقة، بعد أن استرد الشعب إرادته واصبح صاحب قرار.. وهو ما تخشي منه امريكا وإسرائيل، خاصة بعد أن كان القرار المصري في النظام السابق يصنع في أمريكا ويوجه من خلال فرد واحد، كان من السهل الضغط عليه وتوجيهه وفقا لمصالح امريكا واسرائيل .
وما المخطط الذي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية لإجهاض الثورة ؟
أمريكا تستخدم عدداً من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في مصر والتي يجري تمويلها من »اليهود« الأمريكيين من خلال سفارة أمريكا بالقاهرة، وذلك بغرض بث الفوضي والفرقه والفتنة بين المصريين، ولقد قام بعض الاشخاص بإنفاق ملايين الدولارات في فترة ما بعد الثورة لإحداث تلك الفتنة، ولقد اندهشت من تصريح السفيرة الامريكية الجديدة »آن باترسون« علي احدي المواقع الاخبارية الإلكترونية بأن واشنطن تصر علي تقديم الدعم المادي للجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في مصر من اجل نشر الديمقراطية، فبأي حق تصر واشنطن علي التدخل في شأن داخلي لدولة مستقرة ذات سيادة بحجم مصر، وتتدخل في امور شعب له من التاريخ ما سبق امريكا بآلاف السنين، وهذا الاصرار الامريكي بالتأكيد يهدف لأشياء اخري غير مصلحة المصريين، ونحن لسنا في حاجة لأن تعلمنا أمريكا الديمقراطية، فمصر لها تاريخ في الممارسة الديمقراطية تجعلنا نعلمها للآخرين، وسيظل حزب الوفد يدافع عن استقلال القرار والإرادة الوطنية، ولن نسمح للسفيرة الامريكية بالتدخل في شئون مصر بأي شكل من الاشكال.
هذا يأخذنا لمعركة سابقة خضتها ضد جمعيات أهلية ومنظمات مجتمع مدني انتشرت داخل حزب الوفد وتمول من أمريكا، وهناك اتهامات بأنها مازالت تمارس عملها بهذا التمويل .. فما تعليقك ؟
منذ شغلت منصب سكرتير عام حزب الوفد كنت ضد تلك الجمعيات، وحاولت مع عدد كبير منها التخلي عن التمويل الاجنبي والسعي للتمويل الوطني، إلا ان التمويل الاجنبي كان يصل لعشرات الملايين من الدولارات ولا يمكن لأي شخص تمويل تلك الجمعيات بمثل هذه المبالغ الضخمة، ولا أخفي ان هناك جمعيات منها مازالت موجودة برئاسة أعضاء في الحزب.. ولكن هناك قرار من الهيئة العليا للحزب بفصل اي شخص يثبت تلقيه تمويلا اجنبيا ايا كان موقعه، ولقد تم فصل أحد اعضاء الحزب بعد أن أعلن تلقيه 10 ملايين دولار من احدي الدول الاجنبية .
ولكن هناك أعضاء في الهيئة العليا للحزب رؤساء لجمعيات تتلقي تمويلا أجنبيا ؟
بالنسبة لهذا الامر نحن ننتظر الحصول علي المستندات التي تؤكد ذلك وفي حالة ثبوت صحته سوف يطبق عليه قرار الهيئة العليا بالفصل من الحزب .
هل حصلت الجمعيات التي يرأسها أعضاء بالوفد علي الدعم المالي الذي أعلنت عنه أمريكا؟
ليس لدي معلومات، ولقد علمت أن هناك 40 مليون دولار قدمتها امريكا لبعض الجمعيات والمنظمات وهى جزء من 160 مليون دولار سوف يتم انفاقها في الاسابيع القليلة القادمة، كما اعلن الاتحاد الاوروبي ايضا عن تقديم 20 مليون يورو لتلك المنظمات، وحقيقة لا أعلم إن كان اي من الجمعيات التي يرأسها وفديين قد حصل علي هذا التمويل ام لا، ولكنني اؤكد ان الحزب لديه اصرار علي اتخاذ موقف صارم ضد اي جمعية يثبت انها تتلقي تمويلا اجنبيا .
ما توصيفك للوضع السياسي الحالي في ظل الانقسامات في الرأي وتعدد الائتلافات والتحالفات ؟
من الطبيعي في بداية اي انفتاح سياسي واقتصادي ان يصاحبه نوع من عدم التنظيم.. فمثلا يوجد حتي الآن 186 ائتلافا لشباب الثورة واعتقد ان هذا الكم من الائتلافات جاء بسبب عدم قدرة هؤلاء الشباب علي إنشاء احزاب سياسية في ظل القيود التي فرضها القانون علي إنشاء الأحزاب السياسية، اما بالنسبة لظهور عدد كبير من الاحزاب فهذا يخدم ترسيخ مبدأ التعددية الحزبية التي كنا ننادي بها ، وأيا كان عدد الأحزاب ففي النهاية سيحدد الشعب الأحزاب التي ستبقي في المشهد السياسي.
يأخذنا هذا للحديث عن التحالفات التي اقامتها العديد من الأحزاب لتصبح هناك مواجهات بين تحالفات القوي الليبرالية ضد تحالفات اخري اشتراكية وإسلامية، خاصة أن حزب الوفد قد دعا للتحالف الديمقراطي وانضم إليه مايقرب من 30 حزبا منها القديم والجديد ؟
كنت أتمني ان يكون هناك تحالف موحد بين جميع القوي السياسة لمواجهة بقايا الحزب الوطني المنحل والمنتشرين في جميع المحافظات، وهؤلاء يحاولون تجميع انفسهم داخل أحزاب جديدة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وهم يمتلكون من الامكانات المادية ما لا تملكة الاحزاب الجديدة التي تم تأسيسها مؤخرا ، وإذا تركنا لهم الساحة سيكون برلمان 2011 نسخة من برلمان 2005 وكأن الثورة لم تقم وكأن ميدان التحرير غير موجود، وبالتالي كان من الضروري مواجهه بقايا الوطني بقوة من خلال تحالف قوي يضم أغلب القوي السياسية، اما الهدف الرئيسي من دعوتنا للتحالف الديمقراطي هو ضمان وجود تمثيل لمختلف القوي الوطنية في البرلمان القادم، فهذا البرلمان منوط به اختيار اعضاء اللجنة التي ستضع الدستور الجديد، والذي لا يمكن ان ينفرد بصياغته تيار سياسي دون بقية القوي الوطنية، وبالتالي لابد ان يضم البرلمان القادم جميع الاطياف السياسية، ولقد اتفقت الاحزاب المشاركة في التحالف علي إصدار وثيقة تتضمن وضع مبادئ اساسية للدستور الجديد، كما تم وضع معايير لاختيار لجنة ال 100 التي ستضع الدستور.. بحيث يمثل فيها الازهر والكنيسة والنقابات المهنية والمرأة، وهذه الوثيقة ملتزم بتنفيذها احزاب التحالف ونوابهم في البرلمان القادم حيث إننا اتفقنا علي ان يكون هذا التحالف انتخابيا من خلال الترشح بقوائم مشتركة سعيا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.. اما بالنسبة للاختلاف الفكري بين الاحزاب المشاركة في التحالف فهو امر لن يؤثر سلبا علي نجاحه فلقد تناسينا اختلافاتنا الايدلوجية واتفقنا علي إعادة بناء الدولة سياسيا.
ومن يضمن التزام أحزاب التحالف بتنفيذ ماجاء بالوثيقة ؟
في حالة عدم التزام حزب من الاحزاب المشاركة في التحالف بما جاء بالوثيقة سوف يتم إقصاؤه، وسنكمل مسيرتنا بدونه .
معظم التحالفات الانتخابية بين الأحزاب كان مصيرها الفشل فهل تتوقع النجاح لهذا التحالف؟
كان لحزب الوفد تحالفان انتخابيان ناجحان.. الاول عام 1984 عندما تحالف مع جماعة الاخوان، وخلال تلك الانتخابات تمكن الوفد من الفوز ب 60 مقعدا منهم 9 مقاعد للإخوان .. اما التحالف الثاني فكان من خلال الجبهة الوطنية للتغيير عام 2005 وتمكن مرشحو الجبهة من الحصول علي 123 مقعدا، ومن هذا المنطلق فأنا علي يقين من ان التحالف الديمقراطي سينضم إليه جميع القوي السياسية وسيحقق مرشحوه اغلبية ستحدث عزلا سياسيا طبيعيا لبقايا الحزب الوطني وستمنعهم من القفز علي البرلمان مرة أخري .
هناك تخوف من عدم نجاح التحالف في ظل اعتراض عدد من اعضائه علي وجود أحزاب إسلامية مثل الحرية والعدالة ؟
من خلال التعامل في الفترة الماضية مع اعضاء حزب الحرية والعدالة وجدناهم منفتحين جدا.. فضلا عن ان الليبرالية والإسلام ليسا علي طرفي نقيض، فالليبرالية تعني الحرية والاسلام دين الحريات، ويجب ان نفرق بين مايدعو إليه الاسلام الصحيح وبين الممارسات المغلوطة لبعض المسلمين.
ولماذا جاءت دعوة حزب التجمع لأعضاء التحالف وخاصة حزب الوفد بالخروج من التحالف بسبب ممارسات حزب الحرية والعدالة؟
حزب التجمع شارك منذ البداية في صياغة وثيقة التحالف، وقام بالتوقيع عليها.. ويمكن تفسير مادعا إليه د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بالانسحاب من التحالف علي أنه ناتج عن الخلافات التاريخية بين التجمع والإخوان.. لكن في هذه الفترة يجب علي الجميع نسيان خلافات الماضي، وان نبدأ من جديد .. فحزب الحرية والعدالة تم تأسيسه وفقا لقانون الاحزاب والدستور، والتحالف الديمقراطي يسعي لضم جميع الاحزاب مهما كانت مرجعيتها.
ولكن هناك تخوف من ان تستغل القوي السياسية الإسلامية مفهوم الديمقراطيه ثم تنقلب عليها ؟
لابد من وضع ضوابط تضمن عدم استغلال اي قوة سياسية للديمقراطية بهدف الوصول للحكم ثم الانقلاب عليها، والغرض من التحالف درء لأي محاولة لتقسيم مصر إلي دويلات اسلامية واخري غير اسلامية، ولقد تعهد حزب الحرية والعدالة بعدم رفع اي شعار اسلامي في حملاته الانتخابية، وإذا حدث وقام الإخوان بمخالفة هذا التعهد سيتم إبعادهم عن التحالف .
وفي ظل كثرة القوي السياسية واختلافها .. كيف تتوقع شكل البرلمان القادم؟
لن تكون هناك اغلبية في البرلمان القادم لتيار سياسي معين، بل سيكون تمثيلا متقاربا لعديد من القوي السياسية .. وبالتالي فلن تكون هناك حكومة اغلبية ولكن اتوقع ان تكون حكومة ائتلافية وهذا افضل لمصر في السنوات الخمس القادمة.
وما ردك علي الاتهامات الموجهة للأحزاب القديمة بأنها كانت موالية للنظام؟
هذه الاتهامات لا يقصد بها حزب الوفد، والدليل علي ذلك ان الاحزاب الجديدة المشاركة في التحالف والتي وجهت هذه الاتهامات حضرت جميع اجتماعات التحالف التي عقدت في حزب الوفد، وغابت عن بعض الاجتماعات التي عقدت خارجه . وحزب الوفد كان معارضا شرسا للنظام السابق، وكان انسحاب الحزب من الانتخابات الأخيرة بمثابة شرارة اندلاع الثورة لأنه كشف الوجه القبيح للنظام بسيطرة الوطني علي 97 ٪ من مقاعد البرلمان.
ولكن يتردد أن هذا الانسحاب جاء بعد عدم التزام الحزب الوطني بالصفقة التي كانت بينه وبين الوفد ؟
لم تكن هناك صفقات انتخابية بين الوفد والوطني.. والدليل علي ذلك أن منير فخري عبد النور عندما كان سكرتيرا عاما للحزب أبلغني قبل إجراء الانتخابات الماضية أن صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب الوطني »زعلان مني« لأنني لم أجلس معه لتقسيم مقاعد مجلس الشعب قبل الانتخابات.. فأبلغت منير أنني أذكي من أن أنتحر بالوفد سياسيا واتفق معي منير في هذا.. ولكن المغريات التي قدمت لأعضاء الوفد بعد قرار الانسحاب كانت كثيرة ومتنوعة .. حيث تلقي د.علي السلمي وعدا بالتعيين رئيسا لجامعة النهضة إذا رفض قرار الانسحاب.. فما كان من السلمي إلا ان تقدم باستقالته من الجامعة .. كما تلقي الحزب وعدا بنجاح مرشحيه ال 11 الذين كانوا في جولة الإعادة.. بالإضافة لضم 40 نائبا من المستقلين للوفد لتكون هيئته البرلمانية مكونة من 53 نائبا .. وهو ما رفضه الحزب وأصر علي انسحابه من الانتخابات بعد التأكد من وجود تزوير كبير في كل الدوائر .
حزب الوفد لم يعارض المجلس العسكري .. هل معني هذا انه راض عن أدائه في إدارة شئون البلاد ؟
لسنا في خصومة مع المجلس الأعلي.. ويجب أن نكون واقعيين فالمجلس العسكري جزء أصيل من نجاح الثورة .. حيث أصدر بيانه الأول في اجتماع عقده بكامل هيئته .. وكان مبارك لايزال في الحكم.. ومعني اصدار البيان أن الجيش قرر الإطاحة برئيس الجمهورية .. ولو كان مبارك استمر في الحكم كان سيعدم المجلس العسكري بالكامل.. وهذا ما قيل علي لسان الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة.. والمجلس العسكري لا يمثل الدولة ولن يكون.. وبالتالي فنحن لسنا في خصومة معه.. كما انه أكد أكثر من مرة حرصه علي إجراء انتخابات برلمانية، ووضع دستور جديد، وانتخاب رئيس جديد للبلاد، وأنا أثق في أن المجلس العسكري سيفي بوعوده .. ومع هذا كان لنا انتقادات كثيرة لأداء المجلس السياسي وأكدنا رفضنا أن تسير القوات المسلحة في دروب السياسة الملتوية.
وهل تلك الانتقادات التي وجهها الحزب لأداء المجلس العسكري كانت سببا في مشاركته في جمعة الغضب الثانية؟
يوم 8 يوليو كان تجديدا لثورة 25 يناير وقوة دافعة لتحقيق باقي مطالب الثورة، حيث تم الاعلان عن إجراء حركة محافظين واصبح هناك علنية لمحاكمات رموز النظام السابق وتمت الاستجابة لجميع مطالب الثوار.. ونحن مع حق الاعتصام والتظاهر وحرية التعبير والنقد ولكن بأسلوب حضاري فهذه هي الديمقراطية، وحزب الوفد في جمعة الغضب الثانية ظل معتصماً بميدان التحرير حتي يوم الاربعاء وانسحب بعدها لسببين.. الاول حدوث صراعات بين »منصات« بعض القوي السياسية والتيارات واصبحت تلك المنصات وسيلة للصراع والنزاع المتبادل فيما بينها .. والثاني قيام السلفيين بالدعوة بمظاهرة إسلامية وكان هناك تخوف من ان يحدث صدام بين المعتصمين.
وما رأيك في اتهام بعض القوي السياسية للمجلس العسكري بالانفراد بإصدار القوانين دون التشاور مع القوي السياسية؟
هذا خطأ الحكومة وليس المجلس العسكري، فالحكومة هي التي كانت تناقش مشروعات القوانين ثم ترسلها للمجلس العسكري ليصدرها، والحكومة ناقشت مشروعي قانوني مباشرة الحقوق السياسية والأحزاب دون طرحهما في حوار مجتمعي، ولم تأخذ برأي الاحزاب التي ستخضع لتلك القوانين، وهذه كانت سلبية من سلبيات التشكيل الوزاري السابق، وحتي إذا افترضنا ان المجلس العسكري فرض رأيه علي الحكومة في تلك القوانين.. فكان عليها ان تعترض وترفض هذا الفرض، فلقد انتهي عصر خوف الوزراء من الاعتراض، واعتقد ان الحكومة الجديدة سيكون اداؤها افضل وسيكون ذلك من ثمار جمعة الغضب الثانية.
بمناسبة الحديث عن تشكيل الحكومة .. ما رأيك في اعتراض عدد من معتصمي التحرير علي عدم اختيار د. عصام شرف رئيس الوزراء للاسماء التي اقترحوها لبعض الوزارات في التشكيل الجديد؟
اختيار الوزراء ليس مسئولية ثوار التحرير أو الشعب أو حتي المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. وإنما هي مسئولية رئيس الوزراء الذي يختار من يعاونه بنفسه ودون تدخل من احد بما يكفل له النجاح، اما فرض وزراء عليه يعد سلبا لاختصاصاته، فمن غير المعقول ان تقوم مجموعة باختيار الوزراء وتعترض عليها مجموعة اخري، وبهذه الطريقة لن تشكل حكومة مطلقا.
هل يمثل وجود ثلاثة وفديين في الحكومة الجديدة حائلا دون انتقاد الوفد لأداء الحكومة؟
لن يمنعنا ذلك عن انتقاد الحكومة الجديدة بل سننتقد اداء الوفديين اكثر من غيرهم من الوزراء، وسيقدم الحزب دعما للحكومة لاتمام عملها في المرحلة الانتقالية الصعبة التي اشفق فيها علي د.عصام شرف وأتمني ان يستمر رئيسا للوزراء فلقد تحمل فوق طاقته، ولكن الحكومة السابقة كان اداؤها في فترتها الاولي غير مرض لكنني اتوقع ان الحكومة الجديدة سيكون اداؤها افضل خاصة بعد ان منحها المجلس العسكري سلطات مطلقة.
ذكرت أكثر من مرة أن رئيس مصر لم يظهر حتي الآن .. ومع هذا طلب أعضاء الهيئة العليا بالحزب من عمرو موسي الترشح للرئاسة باسم الحزب ؟
مازلت أؤكد أن رئيس مصر الفعلي لم يظهر حتي الآن رغم كثرة عدد المرشحين المطروحين علي الساحة.. وإن كان من بينهم من يتمتع بمميزات جيدة .. لكنهم يفتقدون لكثير من القدرات التي يجب أن تتوافر في الرئيس القادم .. ومن بينها الرؤية الواضحة للمستقبل، والرغبة في إحداث نهضة لمصر.. وفيما يتعلق بطلب أعضاء الهيئة العليا من عمرو موسي الترشح باسم الوفد في انتخابات الرئاسة .. فهذا غير حقيقي، وإن كان موسي ينتمي لأسرة وفدية ونعتز بوجوده ضمن أعضاء الحزب .. لكن المؤكد أن حزب الوفد سيكون له مرشح في انتخابات الرئاسة القادمة.
وهل تفكر في خوض انتخابات الرئاسة ؟
لن أخوض انتخابات الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية .. ولن أكون إلا رئيس حزب الوفد .. وهذا قراري الشخصي.. ولا أعرف ما قد يحدث في المستقبل .. ومرشح الوفد في الرئاسة سيتم اختياره من أعضاء الهيئة الوفدية.. والفترة القادمة تتطلب انكار الذات .. لكن للأسف مايحدث الآن من صراع في الإعلام يعكس وجود »خناقة« من القوي السياسية التي صنعت الثورة علي غنيمة غير موجودة.
أخبار ذات صلة:
مؤتمر شعبي حاشد للبدوي بالإسكندرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.