تتواصل الاستعدادات فى سلطنة عُمان للاحتفال بالعيد الوطنى الرابع والأربعين والذى يتوج إنجازات أهم مراحل التاريخ العُمانى الحديث والتى بدأت إثر تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مقاليد الحكم فى مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى. وعلى مدار 44 سنة شهدت السلطنة اهتماما كبيرا برعاية الثقافة والفنون والآداب بوصفها من أهم عناصر النهضة الشاملة التى تحققت. نتيجة لذلك تتوالى فى السلطنة وكذلك فى مختلف دول العالم العديد من الفعاليات العمانية ذات الزخم الكبير لاسيما وأنها تكون زاخرة بحوارات عميقة وجادة . فى هذا الإطار افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية فى أوزبكستان المعرض الوثائقي: "عُمان قريبة وإن كانت بعيدة" والذى وصفه رواده بأنه أبرز حدث ثقافي يقام في أوزبكستان يحظى بهذا التميز والحضور الذي فاق التوقع. تقرر تنظيم المعرض فى إطار الاهتمام بمتابعة تفعيل الرؤى الإستراتيجية التى يوجه بتنفيذها السلطان قابوس بن سعيد وتستهدف مواصلة قيام السلطنة بدورها المحورى الذى يسهم بإيجابية فى دعم التعاون والعلاقات ما بين شعوب الأمة الإسلامية من جهة، وإثراء حوار الحضارات والانفتاح على ثقافات الشعوب من جانب آخر ،وفقا لمبادئ وقيم راسخة تؤكد على الاهتمام بإحياء التراث الحضارى فى جميع المجالات مع تجديده ليواكب العصر الحديث تعبيرا عن مفاهيم الأصالة والمعاصرة. الجدير بالذكر أن الرئيس اسلام كريموف رئيس جمهورية اوزبكستان قد قام بزيارة إلى سلطنة عمان في أكتوبر من عام 2009، حيث أجرى السلطان قابوس معه محادثات مثمرة فتحت صفحة جديدة في التعاون والعلاقات التاريخية بين البلدين . رعى احتفالية افتتاح المعرض رستم عظيموف النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير المالية بالجمهورية الأوزبكية كما شهدها شرفي عبدالعزيز كاميلوف وزير الخارجية ،ولفيف من الوزراء ورؤساء الجامعات والمثقفين وأساتذة التاريخ، ومن الجانب العماني ترأس وفد السلطنة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. بدأ الحفل بمعزوفات من الفنون التقليدية العمانية ، كما شاركت مجموعة من الفرق الموسيقية الأوزبكية بألحان فلكلورية جميلة . يروى المعرض الوثائقي جانبا من فصول الحضارات العمانية التاريخية والمعاصرة ، كما يستعرض إسهاماتها عبر حقب متعاقبة في مختلف مجالات الحياة ، كما يسلط الأضواء على جوانب مهمة من العلاقات المتميزة التي أسستها عمان مع دول العالم والتى يسودها السلام والإخاء وحسن الجوار وصدق الأداء فى إطار مواقف ثابتة لا تحيد عنها السياسات العمانية التى تعبر عن قيم التسامح والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية . من جانبه أوضح رستم عظيموف النائب الأول لرئيس الوزراء فى اوزبكستان في كلمة ألقاها أن العديد من العوامل الهامة تجمع بين شعبي البلدين وفى مقدمتها الروابط المتمثلة فى الدين الإسلامي الحنيف ، إلى جانب الصلات الحضارية والتاريخية والقيم المعنوية وأواصر الصداقة