قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاستخبارات الأمريكية مازالت لا تعرف مدي خطورة تنظيم داعش علي الأمن القومي الأمريكي. وأضافت الصحيفة بقولها: قبل إعلان الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" بساعات عن خطته لمواجهه داعش، صرح مسؤل في شئون الجماعات الإرهابية أمام الكونجرس أن أعداد المقاتلين في تنظيم "داعش" يقدرون بحوالي 10 آلاف مقاتل. بينما في اليوم التالي صدر تقييما جديدا من وكالة "الاستخبارات المركزية" تقدر عدد المقاتليين فيه من 20 إلى 30 ألف مقاتل. ورأت الصحيفة أن هذه التباين الهائل بين تقدير كلاً من وكالة الاستخبارات المركزية ووتصريح المسؤل لعدد المقاتلين، يكشف أن الاستخبارات الأمريكية مازالت لا تتأكد من خطورة ما تمثله أعداد مقاتلي "داعش" علي الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونوهت الصحيفة إلي ماقاله أحد القيادات العسكرية: من المفترض أن يكون التفكير في الضربات الأمريكية فقط في حالات التهديد الوشيك لهجوم عنيف. ونقلت الصحيفة ما قالته "ليزا موناكو" مساعد الرئيس للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقابلة السبت مع الصحيفة: السرعة التي نمي بها تنظيم "داعش" وقيامه بتجميع الموارد اللازمة لتحقيق أهدافه وتجنيده للشباب المقاتليين تجعله يختلف عن التنظيات الإرهابية الأخري، وتجعل منه أكثر التنظيمات الإرهابية خطورةً. وقال "مات أولسن" مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب:" أن الدولة الإسلامية قد طغت إلى حد كبير على تنظيم القاعدة في استخدامه للإنترنت لنشر الدعاية وإغراء المجندين". وأكدت الصحيفة أن هناك عدة عوامل زادات من حدة القلق الأمريكي، منها استيلاء "داعش" علي مناطق شاسعة في كل من العراقوسوريا، وأيضاً الخطر الذي يشكله التدفق الهائل للمقاتلين الأجانب إلي سوريا بما في ذلك 2000 مقاتل يحملون جوازات سفر غربية تمكنهم من الخروج في أي وقت من سوريا والذهاب إلي تلك الدول. والتهديد الذي تمثله داعش علي منطقة الشرق الأوسط حيث انتشر مقاتليها في عدة دول بشكل واسع، مشيرة إلي أن الخطر الأكبر من انتشار داعش في هذه الدول هو أن قوات الأمن لهذه دول ضعيفة غير قادرة علي مواجهة "داعش". وأوضحت الصحيفة أن تنظيم "داعش" يعتبر من بديل أكثر خطراً عن تنظيم "القاعدة في العراق والذي تم تفكيكه إلى حد كبير قبل مغادرة القوات الأمريكية البلاد في 2011، مشيرة إلي أنه استفاد من الفوضى في سوريا والتوترات الطائفية في العراق لكي يعلن عن تواجده. وأشارت الصحيفة إلي أن تنظيم" داعش" استطاع أن يجمع موارده من استيلائه علي ترسانه للولايات المتحدة في العراق تضم العديد من الأسلحة، بالإضافة إلي ما تحصل عليه داعش يومياً من إيرادات لمبيعات النفط في السوق السوداء والتي تقدر بحوالي 1000000 دولار في اليوم.