"لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك . لا شريك لك". كلمات رائعة يشعر معها المسلم بالإسلام والاستسلام .. فيها وهج الحياة.. كلمات تعد طريقًا كاملة ومنهاج حياة.. هى إستجابة متكررة لخالق عظيم رحيم. لبيك، استسلام وخضوع وانقياد لله رب العالمين.. تلبية تلخص لكل ما في الفريضة من معانٍ ودلالات.. تلبية واستجابة لنداء الخليل إبراهيم عليه السلام "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، فكانت إجابة البشر من مشارق الأرض ومغاربها طلباً لمرضات الله واستجابة لندائه. "سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الحج أفضل؟ قال العج والثج".. ومعنى العج "رفع الصوت بالتلبية" والثج: "إسالة الدماء بالذبح والنحر". يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا".. وقال صلوات الله وسلامه عليه: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".. ويقول أفضل الخلق: "أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية". إن التلبية وما تحمل ألفاظها من معاني الاستجابة لداعي الله وما فيها من تنزيه عن الشرك وأن الحمد له وحده والنعمة والملك له وحده، ثم إن تكرارها باللسان وانشغال القلب بها فيه تأكيد وتثبيت لمعاني الإيمان والتوحيد والشعور بفضل الله وفقرنا إليه. ومعنى التلبية كما نفهمه هو إجابة نداء الله عز وجل على الفور مع كمال المحبة والانقياد، أما تكرار كلمة "لبي" فهو وَعدٌ منك لربك بطاعة بعد طاعة وشهادة منك على نفسك بإجابة بعد إجابة