أكد سامح شكرى وزير الخارجية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى التقى وزير الخارجية جون كيرى خلال زيارته لمصر وعقدا جلسة مباحثات مطولة، مؤكداً أن جلسة المباحثات كانت فرصة لتناول العلاقات الثنائية بين البلدين بصورة كبيرة. ووصف شكرى المباحثات بأنها كانت أكثر صراحة وعمق وتم خلالها تناول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وعلى رأسها سورياوالعراق وليبيا كما بحثنا تثبيت الهدنة فى قطاع غزة بين الإسرائيلين والفلسطينيين . جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك بين وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ونظيره الأمريكى جون كيرى عقب جلسة مباحثات بينهما بأحد فنادق القاهرة . وأضاف شكرى أن جلسة المباحثات بحثت أيضا تناول نتائج اجتماع جدة الذى عقد الخميس الماضى لبحث قضية الإرهاب والعمل المشترك لمقاومة ظاهرة الإرهاب بصفة عامة وانتشار تنظيم داعش فى سورياوالعراق . وشدد شكرى على أن الحديث تطرق أيضا إلى أهمية العلاقة الإستراتيجية التى تجمع مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية وتم الاتفاق على أهمية استمرارها وتدعيمها لخدمة مصالح البلدين وذلك على أساس الاحترام المتبادل. وقال شكرى إن كلا من مصر وأمريكا له تأثيره دوليا وإقليميا ولديهما القدرة على التأثير الإيجابى فى الكثير من القضايا فى المنطقة . وأضاف شكرى أن المباحثات تطرقت أيضا للقضية الفلسطينية وكان هناك توافق فى الآراء لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . وأوضح شكرى أن هناك اتفاقا فى الرأي بين الجانب الأمريكى والمصرى لحل المشكلة لأنه سوف يترتب عليه تحقيق الاستقرار فى المنطقة وإزالة الكثير من أسباب التوتر على المستوى الإقليمى والدولى . من جانبه قال جون كيرى إنه يتفق فيما قاله شكرى وأنه على اتصال مستمر معه. مضيفا "لدينا علاقة عمل قوية وأن هناك مبادرات كثيرة سنعمل عليها سوياً". وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى التحالف الذى تحاول الولاياتالمتحدة أن تبنيه لمحاربة داعش وملف المحادثات النووية الإيرانية والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه سنحت له الفرصة للقاء الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية موجها الشكر له على دوره فى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة. وأكد كيرى أن العلاقة التى تجمع القاهرةوواشنطن جزء هام جداً من علاقة أمريكا بالشرق الأوسط. وقال " أكدت خلال مباحثات مع الرئيس السيسى والوزير شكرى على رغبة أمريكا فى نجاح مصر فى التحولات الاقتصادية والسياسية التى تقوم بها حاليا، والانتخابات البرلمانية القادمة". وأضاف أن بلاده سوف تدعم مصر وهى تقوم بهذه الإصلاحات وتعمل على تعهداتها فى حماية حقوق الإنسان والاستقرار. وتابع " وعدنا القاهرة بالاستمرار فى العمل معا من أجل تعزيز المصالح المشتركة". وأوضح كيرى أنه أكد خلال مباحثاته على مدى تقدير واشنطن لقياده مصر ودورها فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزه، مشيرا الى أن المباحثات تطرقت الى ليبيا والعمل مع الحكومة المنتخبة من اجل التوصل لحل سلمى للقضية الليبية من خلال الحوار البناء منوها الى أنه جرت انتخابات ويجب على الجميع احترام نتائجها. ولفت وزير الخارجية الأمريكى الى أن مباحثاته تركزت حول الحاجة للإستمرار فى محاربة الاًرهاب والتطرف منوها الى أن مصر فى الخطوط الأمامية فى هذه الحرب، مشيرا الى أن واشنطن أعلنت الشهر الماضى عن عزمها تسليم 8 طائرات حربية لمصر وأنها مجرد مسألته وقت وستسلم لمصر بعد أن اصبح الاًرهاب خطر يهدد الجميع. وأكد كيرى ان تنظيم داعش فى وحشيتها لا ترى أى حدود ولا علاقه لها بالإسلام، وقال أنه من الواضح أن رسالة الكراهية التى تبثها داعش مرفوضة من جميع المسلمين لافتا الى انه استمع لذلك من كل قائد ورئيس التقى به كما أنها واضحة من البيانات من رجال الدين على العالم الإسلامى. واوضح ان اجتماع جده الذى شاركت فيه الاردنوالعراق ومصر ناقش الجهود الدولية لمحاربة داعش. وقال " مصر باعتبارها مركزا ثقافيا وفكريا فى العالم العربى لها دور يجب ان تلعبة كما أن بإمكان المؤسسة الدينية الممثلة فى الأزهر ودار الإفتاء دعم هذا التوجه وتأييده"، مشيرا الى تصريحات الرئيس باراك أوباما بأن الطريق الوحيد لمحاربة داعش بناء تحالف دولى لدعم الحكومة العراقية وتقديم الدعم لها فيما ذلك المعونة العسكرية. وقال " محاربة داعش لن تتم بالأعمال العسكرية وحدها، وإنما من خلال الإجراءات الأخرى مثل إيقاف تدفق المقاتلين الأجانب للعراق"، لافتا الى أنه سيلتقي من جديد شكرى والعربى فى باريس خلال أيام فى المؤتمر الدولى حول الأمن والإستقرار فى العراق، مؤكدا إستمرار بلاده فى بناء التحالف الدولى وأن كل دوله لديها القدرة فى أن تساهم فى الحرب ضد الإرهاب بأن تشارك بصورة أو بأخرى" الإرهابيين لا مكان لهم فى العالم الحديث وهذا هدفنا سواء فى اجتماع باريس او الاممالمتحده، وسنعمل لإضعاف وتدمير داعش أينما وجدت". وردا على سؤال حول رؤيته لمستقبل العلاقات الأمريكية المصرية، قال كيرى إن مصر هى حجر الأساس للشعوب العربية وهو مهمة لنا فيما يتعلق بهذا الجزء من العالم مضيفا أن مصر تمر بتحولات هائلة فى السنوات الأخيرة والشعب المصرى سنحت له الفرصة لإجراء آلإنتخابات الرئاسية وتحديد مستقبلة، والرئيس السيسى يحاول تطبيق هذا المستقبل مؤكدا أن بلاده تتمنى له النجاح. وأعاد التأكيد على أن مصر حليف هام لبلاده فى مجال الأمن الإقليمى وأنها تحلت بالشجاعة عندما وقعت إتفاقية سلام مع إسرائيل وهى اليوم تساعد فى جلب الأمن للمنطقة، مشيرا الى أن السيسى أكد له أن مصر سوف تجرى إنتخابات برلمانية قريبا وأنه تم إتخاذ العديد من الإجراءات لتحقيق الإستقرار وجذب الإستثمارات، وأمريكا تساعده فى ذلك، وقال " بالطبع الأصدقاء يختلفون فى وجهات النظر ولكنهم فى النهاية يركزون على المصالح المشتركة". من جانبه قال شكرى ردا على سؤال حول رؤية مصر لنتائج لاجتماعات الاأيرة فى جده، إن هذه الإجتماعات كان هدفها وضع تصور وتوافق بين الشركاء على مقاومة ارهاب وقال مصر طالما كانت داعية الى تكاتف المجتمع الدولى لمناهضة التطرف والإرهاب الذى يتخذ من الإسلام غطاء ومصر تدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وأشار شكرى الى أنه سيعقد فى 17 من سبتمبر الجارى إجتماع فى ليبيا بين دول الجوار الليبى والاتحاد الأوروبى للنظر فى كيفية إيجاد حل سياسى للأزمة فى ليبيا. وردا على سؤال ما اذا كانت مصر رصدت اتصالات بين داعش وأنصار بيت المقدس قال شكرى، نحن نرصد هذه العلاقات بين التنظيمات الإرهابية المختلفة ولا يوجد فرق بين هذه المنظمات التى تعتنق الفكر المتطرف والإقصائى مؤكدا على المسئولية الجمعية للمجتمع الدولى لمكافحة هذه التنظيمات. وردا على سؤال ما إذا كان جون كيرى تطرق فى مباحثاته فى القاهرة عن صحفي الجزيرة المحتجزين فى، قال إننا لا نقايض موضوعات بأخرى ، موضحا أنه تطرق مع السيسى والمسئولين إلى عده قضايا من بينها قانون التظاهر وقال " هناك فصل للسلطات فى مصر واثق أنه فى الأيام والأسابيع القادمة ستعالج هذه القضية".