بصيص أمل أوجده القرار الوزارى الذي أصدره المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، في 4 سبتمبر العام الجاري، بتفويض الوزراء في اختيار الشباب للعمل كمعاونين لهم، بعد مجاهدات عدة من أجل بث دماء جديدة للمجالس الحكومية. تضاربت الآراء السياسية الشبابية عن ملف التقارب بين الدولة وإمكانيات شبابها، ما أسماه البعض ب"تمكين شباب الدولة" بينما أطلق عليه البعض الآخر "تمكين للدولة من شبابها"، وفي هذا السياق استطلعت "بوابة الوفد" آراء بعض شباب القوى الثورية في هذا الموضوع. فمن جانبه قال تامر القاضي، عضو تكتل القوى الثورية، إن هذا القرار لا يخصنا كشباب ثوري، بينما يخص الشباب المتواجد بالوزارة نفسها، حيث أن المهندس إبراهيم محلب كان يقصد في قراره تخصيص الشباب المعين بالوزارات كمعاوننين للوزراء ولم يذكر أن يعين شباب من خارج الوزارة، مع العلم بأنه وضع بعض الشروط لاختيار كوادر فالتخصيص لم يكن يوماً لصالح الدولة. وأشار القاضي، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الجمعة، إلى أن القوى الثورية طالبت منذ فترة طويلة بتمكين الشباب من القيادة الحكومية ومحاولة تواصلهم مع الوزارات، لافتاً إلى أنه يرجح فكرة بث دماء جديدة للحكومة المصرية والتخلص من حكومة "العواجيز"، أياً كان هؤلاء الشباب من داخل أو خارج الوزارات. بينما أكد عضو تكتل القوى الثورية، أن كون اختيار الشباب المعاون للوزراء سيكون مقتصرًا على شباب الوزارة نفسه فإن ذلك سيحجم الاختيار ويربك الكوادر الصاعدة، مشيراً إلى أنه يحبذ انفتاح الاختيار لتنشيط الجهاز الإداري للحكومة، وحتى تتحقق الأهداف المرجوه وهو نجاح خارطة الطريق. وعلى صعيد آخر، أوضح عمرو الجندي، أمين لجنة الشباب لجبهة الإنقاذ الوطني، أن هذا القرار في مجمله جيد ولكن في مغزاه لا يصلح، لأن المعاون في اللوائح القانونية له تعريف معين لا نستطيع أن نتخطاه، وهو ينص على أن المعاون شخص ملازم للوزير وليس بديل عنه في الوقت الذي يتغيب فيه، كما إنه ليس له الحق في إصدار القرارات بدلا من الوزير نفسه. وأضاف الجندي، أن منصب معاون وزير في مضمونه سيكون كمنصب السكرتير الخاص التابع للوزير، مطالبا بأن يكون المنصب سياسياً وليس إدارياً حتى لا يحجب الرؤية عن باقي الشباب ذوي الكفائة العٌليا. وتابع أمين لجنة الشباب لجبهة الإنقاذ الوطني، أن الصفة الإيجابية لهذا القرار تختصر في أن الشباب سيحصل على الخبرات اللازمة خلال عملهم كمعاونين للوزراء، حتى يتأهلوا ليكونوا وزيراء مشرفين أو سفراء لمصر في أى دولة في العالم. وأكد الجندي، أن جبهة الإنقاذ الوطني لن تقف يوم أمام قرار حكومي يساعد على الإعلاء بالوطن، ولكنهم سيبدون ملاحظاتهم فقط إن شعروا بأن ما يذاع من قرارات ليست من مصلحة الوطن. وعن صفوت عمران، مؤسس تحالف شباب مصر، قال إن قرار الحكومة هي خطوة إيجابية تسير على طريق انقسامات ثورتى يناير ويونيو، وهي في حد ذاتها ترجمة حقيقية للغة الشباب الذي يمثل 60% من حجم الشعب المصري. وأشار عمران، إلى أن وجود عدد من الشباب بمواقع القيادات العليا بالدولة للاستفادة من تجاربهم مستشهداً بديفيد كاميرون، رئيس وزراء المملكة المتحدة، الذي تولى منصبه عن عمر يناهز 41 عاماً. وتابع مؤسس تحالف شباب مصر، أن هذا القرار في المقابل - للأسف- مجرد تفتيت للشباب وتشتيت لهم حيث أن هذه الخطوة تمت في حكومة الدكتور حازم الببلاوى فكان بعض الشباب أثبتوا كفائتهم ومع مرور الوقت تراجع مستواهم كثيراً. بينما أوضح عمران، أن القوى الثورية كانت خطتها أن يكون عدد معاونى الوزير الواحد أربعة بحيث ينقسمون إلى اثنين منهم داخل الوزارة ومعاون من القوى الثورية التى تدري مشاكل الطبقة الفقيرة والأخير من الشباب الذي يملك التجارب الخارجية والشهادات الدولية.