استعدت المملكة العربية السعودية بكامل طاقتها لاستقبال وخدمة قرابة 1.9 مليون حاج من الداخل والخارج، يصلون تباعاً للأراضي المقدسة من أكثر من 180 دولة لتأدية مناسك الحج بتيسير وسهولة وطمأنينة وأمان، من خلال ما رصدته المملكة من إمكانات مالية وبشرية وتقنية. وتعمل كل الجهات الحكومية السعودية المعنية على مدار الساعة، وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، المستمرة لجميع القطاعات الحكومية والأهلية بتوفير كل ما يحتاجه الحجاج منذ أن تطأ أقدامهم الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم بعد أداء المناسك. وتبادر جميع الجهات المعنية باتخاذ مزيد من الإجراءات لتلافي الصعوبات وضمان سلامة وأمن الحجاج وإعانتهم على أداء المناسك بسهولة ويسر، وتشمل الإجراءات الأمنية على المنافذ الحدودية والمطارات، وإجراءات الوقاية الصحية، والسيولة المرورية وتفويج الحجيج، وغيرها. ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة السعودية عن توفير 22 ألف طبيب ومختص خلال موسم الحج موزعين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، متخذةً كامل الاستعدادات والإجراءات للمراقبة الصحية في المنافذ تحسباً لدخول أي حالات مرضية معدية أو وبائية بين حجاج بيت الله الحرام. وعلقت سفارة المملكة في غينيا 7200 تأشيرة حج لمسلمي ثلاث دول أفريقية، نتيجة انتشار فيروس (ايبولا) بهذه الدول، وذلك كإجراء احترازي لمنع انتقال المرض إلى أوساط الحجاج في الموسم الحالي. وفي خطوة أخرى لمواجهة المخاطر الصحية من فايروسي (كورونا وإيبولا) التي قد تؤثر على الحجاج، ألزمت وزارة الحج شركات ومؤسسات حجاج الداخل بتخصيص خيمة تتضمن عيادة طبية داخل كل مخيم في مشعر منى. كما أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن عدد رجال الأمن الذين سيتم الاستعانة بهم لحج هذا العام يقدر بنحو 60 ألف كادر، لضمان أمن وسلامة الحجاج ومساعدتهم. ووضعت أمانة العاصمة المقدسة خططها التشغيلية وبرامج عملها الخاصة بأعمال موسم حج عام 1435ه، وتم حشد الطاقات البشرية والمادية كافة, وتجنيد أكثر من 23 ألف شخص لتنفيذ الخطة التي تشمل جميع المجالات. وفي سياق متصل، وجه أمير منطقة المدينةالمنورة بتوفير خارطة حديثة، يوضح من خلالها الدور السكنية والخدمات الحكومية والخاصة داخل المدينةالمنورة، يتم طباعتها لتوزع على جميع المستفيدين، مع العمل على إدراجها كتطبيق آلي في الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى وضع المزيد من اللوحات الإرشادية في المناطق المحيطة بالمسجد النبوي تشتمل على الخارطة. نجحت وزارة الحج، في تطبيق نظام "التفويج الإلكتروني" الذي أسهم في مغادرة 98% من الحجاج والمعتمرين في موسم العام الماضي. وأكدت الوزارة على قدرة النظام بجدارة على تفويج الحجاج في مواعيدهم ومنع حدوث أي تكدس لهم داخل المنافذ. كما تم تجهيز 660 كاونترا ل"الخدمات" بصالات الحج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، بالإضافة إلى 16 نقطة تشغيلية للجمارك، و10 سيور للحقائب، و90 موقفاً للحافلات. أما فيما يخص المنافذ الحدودية، فقد قامت الأجهزة الأمنية والرقابية بتجهيز منافذ مكةالمكرمة آلياً وبشرياً، لتسهيل عملية نقل وتمرير المعلومات من الموقع، ورصد مخالفي أنظمة الحج، واستجوابهم ومحاكمتهم فورياً، عبر لجان إدارية شُكِلَت لهذا الغرض من مختلف الجهات المعنية. وقامت حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الحج، بتشغيل وحدة العمليات اللاسلكية، والتي تعمل على تغطية مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والطرق الرابطة بين جدةوالمدينةالمنورةومكةالمكرمة لمتابعة حركة الحافلات وللتبليغ عن أي حالة طوارئ. وتوفر حكومة المملكة، خلال الموسم الحالي، مليون و390 ألف مقعد لنقل الحجاج بمشاركة 19 ألف حافلة تملكها 18 شركة نقل، إضافة إلى توفير 452 حافلة بقيمة 200 مليون ريال. كما تعكف 4 وزارات على وضع وتنفيذ خطة تفويج الحجاج إلى جسر الجمرات والمسجد الحرام، وهي وزارات الشؤون البلدية والقروية والداخلية والحج والصحة. وفي سابقة إنسانية، تقوم وزارة الحج هذا العام، بتأمين عربات جولف لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى في موسم حج هذا العام، وهذه العربات موزعة في مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز.
