عانى الشارع المصري من أزمات متعددة يراها البعض هينة ويتغاضى عنها البعض الآخر ونسلم جمعياً بالأمر الواقع، حتى تلفح الأزمة وجوهنا وتنال من جيوبنا لنبدأ الصراخ ومناداة المسئولين ونتساءل "أين الحل". "السايس" هو شخص تواجد بكثرة في شوراع القاهرة، ليساعد السائقين علي "ركن" سياراتهم الي جانب الرصيف والحفاظ عليها في فترة غيابهم، ولكن مع مرور الأيام تعالي صراخ اصحاب السيارات وكثرت شكواهم من "السُياس"، فما هي المشاكل التى يعانى منها هؤلاء السائقون؟ وكيف يتم تعامل كل من السائق والسايس في شوراع القاهرة؟ يؤكد إسلام علي شعبان "محاسب"، أن سائقي القاهرةوالجيزة يواجهون العديد من المشكلات في الشوراع، ففضلاً عن الزحام والقمامه توجد مشكلة السايس التى يعانى منها سائقو الأجرة والملاكى، والتى اتخذها كل عاطل ممن اختاروا البلطجة وسيلة للزرق، مشيراً إلى أن أكثر الأماكن التى يتواجد بها هؤلاء البلطجية (في إشارة إلى السايس) هي وسط البلد والدقي والمهندسين. فيما استنكر إيهاب محمد – سائق تاكسي – تسلط بعض السُياس (جمع سايس( الذين يصرون على تحصيل 5 جنيهات من كل عربة مركونة على جوانب الشوارع العامة، الأمر الذي يجلب المشاكل على السائق الممتنع عن الدفع ويعرضه لتكسير زجاج عربته أو أى أذى يلحق به، موضحاً أنه يتجنب تلك الأزمة بوضع سيارته في أحد الجراجات لحين الانتهاء من أعماله لتجنب أذى السايس. وقالت مريم محمد – طالبة – إن بعض السُياس يتقاضون أجرا منخفضا مقابل تقديم الخدمة في الشوارع من ركن السيارة وحمايتها لحين انتهاء أصحابها من أعمالهم، إلا أن هناك فئة أخرى من بعض صغار السن ممن يستغلون تلك المهنة للربح دون البحث عن عمل آخر يفيد البلد. ويؤكد أحمد رمضان – مندوب دعاية طبية – أن الصوت العالي هو أفضل وسيلة للتعامل مع هؤلاء البلطجية الذين يغتصبون الأموال من السائقين بعنف، ومن الممكن الاستغناء عنهم فالسائق يستطيع أن "يركن" سيارته دون مساعدة، مضيفاً أن أسعار السياس تختلف من مكان لآخر فأكثر الأماكن التى تزداد فيها الأسعار هى الأماكن الشعبية التى يتمركز بها البلطجية ومنطقة وسط البلد. وأعرب آسر محمد – سائق – عن حزنه من انتشار السياس في كل شوارع مصر أكثر من اللازم ووجود أكثر من سايس بكل منطقة، قائلاً: "في كل شارع فيه سايس بيبلطج علي العربيات وعلى الزبائن أنفسهم، ولو مش معايا فلوس مش هاركن لغاية ما ادفع". وأشار محمد مختار – سائق - إلى أن السياس في التحرير والعتبة يحاسبون السائقين بالساعة، وعلى كل ساعة خمسة جنيهات مقابل وضع السيارة بجانب الرصيف، مشيراً إلى أن الأمر تزايد أكثر من اللازم حيث تصل أجرة "الركن" في بعض الأوقات إلى ثلاثين أو أربعين جنيها مقابل عدد من الساعات ودون خدمة مقدمة منهم بالمقابل. بينما طالب نصحي سامي – موظف هيئة النقل العام – إدارة محافظة الجيزة بتعيين عدد محدد من السياس في شوراع القاهرة وتحديد أسعار معينة تحصل من السائقين أنفسهم لتجنب النصب، أو إلغاء تلك المهنة نهائياً ومحاربة بلطجة الشوارع التى نالت من جيوب المواطنين. وعلى النقيض نفى عبده محمد- صاحب شركة تأجير جراجات وساحات انتظار- وصفهم ب"بلطجية"، حيث إنه يقوم بتأجير الساحات من الحي مقابل 6 آلاف جنيه في الشهر ومعه تراخيص وأوراق تثبت ذلك، مشيرا إلى أنه يقوم بتأجير ساحة الانتظار للسياس مقابل مبلغ من المال، حيث يوجد سعر موحد لوقوف السيارات (جنيه لأول ساعة ولكل ساعة إضافية نصف جنيه) وأنه يوجد إيصالات مع السياس يعطونها لسائقى السيارات مختومة من الحي أو الشركة المؤجرة، مناشداً الحى في الوقت ذاته بأن يقوم بعمل حملات للتفريق بين من يقوم بتأجير الساحات ومن يعمل بالبلطجة. ويؤكد باسم صلاح- سايس بترخيص- أن قلة المرتبات هى السبب الرئيسي التى جعلته يلجأ إلى هذه المهنة، وكشف أن حصيلة ما يتقاضاه خلال ورديته 90 جنيها. بعد توريد الإيراد للمؤجر أي حوالي 65 جنيها يومياً، قائلاً: إنه لا يتعامل بالإيصالات، حيث إنها "ذوق" من السائق فهي مهنة غير معترف بها فليس إجباريا على السائق أن يعطيه مالا. واتفق معه عادل محمود - سايس- مؤكدا أن ظروف المعيشة والحاجة إلى المال هي التى جعلته يمتهن هذه الوظيفة، قائلا: "لو لقيت شغلانة محترمة هسيب شغلة السايس، واحنا عايزين ناكل عيش، واحنا مش قدامنا غير حلين السرقة أو المخدرات، ولو مشيت كده هنبيع مخدرات"، مشيرا إلى أن أمناء الشرطة يقومون بتهديد السائقين بالدفع أو المخالفة وهناك بعض السياس يقومون بأخد مال من السائقين إجباراً فبعض السياس بلطجية اللى بيكون هنا من زمان بيكون عايز يأجر لنا. فيما أكدت آمنة عبد المعبود – سايسة - أن غلاء الأسعار وكثرة متطلبات الحياة هي التي جعلتها تعمل سايسة وأنها برغم أنها بنت إلا أنها لا تتعرض لمضايقات من الشباب، مشيرة إلى أنها تشعر بظلم حيال من يصفونهم بالبلطجية قائلة: "احنا جدعان مع الجدع وكويسين مع الكويس أنا عارفة إن الناس تعبانة وعلى قد حالها".