بين كفي الرحي.. ما بين انقطاع دائم للكهرباء وغرق حي بأكمله في مياه المجاري.. يعيش أهالي منطقة الفلكي بالسيوف بشرق الإسكندرية حياة العصور الوسطي.. بعدما واصلت مياه الصرف الصحي حصار منازلهم منذ عدة أسابيع والمسئولين ودن من طين وودن من عجين! فرغم شكاوي المئات من المواطنين بعدم قدرتهم علي النزول لقضاء مصالحهم الشخصية والذهاب لأعمالهم إلا أن حي شرق وشركة الإسكندرية للصرف الصحي، ترفض إنقاذهم بإرسال سيارات كسح المياه لعمل حل جزئي للمشكلة. «الوفد» رصدت المأساة الإنسانية لمئات الأسر متوسطة الحال التي تحاصرهم الأوبئة والأمراض الخطيرة بسبب مياه المجاري. يقول المحاسب محمد فؤاد: لقد قام سكان شارع 14 الفلكي بإرسال شكوي مجمعة لمحافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي يطالبونه بإنقاذهم من المعاناة المستمرة منذ شهر بعد انسداد في مواسير الصرف مما أدي لارتفاع المياه لأكثر من متر وعدم القدرة علي الخروج من الشارع أو العمل وعدم تحرك الصرف الصحي، كما طالبوا المحافظ بسرعة حل المشكلة خوفاً من تعرض أطفالهم لأمراض بيئية جسيمة، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً. وأضاف عماد فؤاد، صاحب ورشة نجارة: إن المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم بسبب تجاهل المسئولين مما تسبب في تعرضه لخسائر بلغت 30 ألف جنيه بعد تلف الأخشاب في مخزنه. ويشاركه في الرأي جمال البنا، صاحب محل بويات، الذي تعرض هو الآخر لخسائر تجاوزت 20 ألف جنيه بعدما تلفت بضاعته بفعل مياه الصرف الصحي التي أغرقت محله، وقام علي إثر ذلك بعمل محضر إداري بقسم المنتزه لمحافظ الإسكندرية ورئيس شركة الصرف الصحي. كما أكد محمد شريف، صاحب مقهي، أن أهالي منطقة الفلكي سوف ينظمون وقفة احتجاجية بالطريق الدائري العمومي احتجاجاً علي غرق منازلهم بمياه الصرف الصحي إذا لم تتحرك أجهزة الدولة لإنقاذهم. ذعر الأهالي ويضيف سامي محمد علي، مدير بالضرائب: سادت حالة من الذعر بين الأهالي بسبب اقتحام مياه الصرف الصحي حجرة الكهرباء التي تحمل رقم 2308 في منطقة الفلكي نتيجة «كسر» في مواسير الصرف، خاصة بعد غرق المحول الكهربي الخاص بالمنطقة في مياه الصرف، التي غطت الأسلاك الموصلة للتيار، مما سيؤدي إلي احتمال حدوث «ماس كهربي» يؤدي إلي نشوب حرائق في المنازل أو «صعق» الأطفال بالكهرباء وتلف الأجهزة المنزلية.