أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أن مكافحة الفساد وتحجيمه هو دور يحتاج جهودنا وسواعدنا جميعا بلا استثناء، الدولة والمواطنين جنبا إلى جنب، مشيرا إلى أن الفساد إذا استشرى فإنه يأتى على الأخضرِ واليابس ولا يترك وراءه شيئا. وذكر البيان الصادر عن مجلس الوزراء، أن ذلك جاء خلال الكلمة التى ألقاها محلب، اليوم الخميس، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى اجتماع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد بمقر هيئة الرقابة الإدارية. وقال محلب، فى نص كلمته خلال الاجتماع، أن دستور 2014 فى المادة 218 يؤكد على التزام الدولة بمكافحة الفساد وتعزيز قِيم النزاهة والشفافية ضماناً لِحُسن أداء الوظيفة العامة والحفاظ على المال العام، ووضع ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد. وأضاف أن تكليف الرئيس للحكومة كان واضحاً ومكملاً لما جاء فى الدستور، ويُؤسس لمصر الجديدة، التى قامت بثورتين عظيمتين لمحاربة الفساد، حيث كلفتم سيادتكم الحكومة باتخاذ كافة التدابير التى تضمن سيادة القانون واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الفساد قبل أن يُولد، وأهمها إثابة المُحسن ومُعاقبة المُخطئ واختيار الكفاءات والكوادر، بِناءً على معيار الكفاءة، والقضاء على الواسطة والمحسوبية. وقال "كما جاء فى تكليف سيادتكم للحكومة القيام بِتدْشِين مصر دولة المؤسسات، وضرورة وضع خُطة شاملة للإصلاح الإدارى - الذى يُعد حٓجٓر الزاوية فى مكافحة الفساد - تستهدف استكمال مؤسسات الدولة تأسيساً على الخبرات المُتراكمة، وما تم إعداده من دراسات قيمة، وأفكار وطنية للإصلاح الإداري، والبناء عليها، بحيث يتم وضع نظام مُحكم، مُحدد الأهداف، وقابل للتنفيذ والتقييم، وبأسلوب علمي، يتبنى التُكنولوجيات الحديثة، وينهض بكل قطاعات الدولة، فى إطار زمنى محدد". وأوضح محلب "لا يسعنا التحدث عن مكافحة الفساد، والسعى نحو الإصلاح الإداري، دون الالتزام بالمبادئ الأساسية للحٓوْكٓمة، والتى تستوجب ضرورة عمل المؤسسات بكفاءة، وفعالية، لتحقيق احتياجات المجتمع، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وتُرسى مٓبدأٓى المساءلة والمحاسبة، اللذين طالما افتقدهما بشدة الجهاز الإدارى للدولة، وكذلك مبدأ الشفافية، من حيث التزام جميع مؤسسات الدولة نحو الإفصاح عن قراراتها وسياساتها، وتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة فى اتخاذ القرار". وأشار إلى أنه "لا يمكن أن يٓتأٓتّى هذا إلا من خلال وضع وتنفيذ إستراتيجية واضحة للإصلاح الإداري، تٓرْتقى بالنظم الإدارية، وتُرسخ لثقافة مُؤسسية، تُكافح الفساد، وتُعلى قيمتى العمل والإنتاج، وتضمن سيادة القانون، وتحقيق العدل، وتمثيل جميع فئات المجتمع دون تحييد أو تهميش". وأكد أنه "اتساقاً مع ما ورد بالدستور، واتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، فقد تم إصدار القرار رقم 493 لسنة 2014، بإنشاء لجنة وطنية لمكافحة الفساد، والقرار رقم 1022 لسنة 2014 لإنشاء لجنة فرعية برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية للقيام بوضع وتنفيذ سياسات لمنع ومكافحة الفساد، تقوم على أساس النزاهة والشفافية، ومشاركة المجتمع المدنى، على أن يتم إجراء تقييم دورى، للتشريعات والنظم الإدارية، لبيان مدى كفايتها لمنع الفساد ومكافحته". كما تتولى اللجنة تكليف الأجهزة الرقابية بتنفيذ سياسات مكافحة الفساد، والتوعية بمخاطره، مع منحها الاستقلالية اللازمة، التى تتيح لها أداء وظائفها، وأخيراً وضع اتفاقية الأممالمتحدة لمنع الفساد موضع التنفيذ، اتساقا مع التزام مصر بتنفيذ كافة الاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها. ولفت "إلى أن إن عمل الأجهزة الرقابية الآن لا يقتصر فقط على الرقابة اللاحقة بل يمتد إلى الرقابة السابقة ليكون لها الدور الوقائى الذى يمنع ويساعد فى الحماية من الوقوع فى حالات فساد، وذلك من خلال التنسيق فيما بينها، لضمان تكامل الأدوار وليس تعارضها". واختتم محلب كلمته بالقول "نعلم أن أمامنا العديد من التحديات لدفع مصر إلى مصاف الدول المتقدمة، نعلم أن هناك فساداً فى بعض القطاعات، ولكننا سنقاتل بشراسة حتى نقضى عليه... متسلحين بإيماننا وجُهودنا الدؤوبة، والالتزام الجاد بخطة الإصلاح التشريعى والإداري، التى بدأنا تنفيذها، وهو ما سيعطى رسائل إيجابية للمواطن المصرى، وسٓيُحسن من مناخ الاستثمار، ويشجع المستثمرين". وأضاف "أنها رحلة طويلة وشاقة، ولكنها ليست مستحيلة إذا ما تآزرنا معاً.. فهدفنا واحد، هو مصلحة هذا الوطن، ومصلحة أبنائه، موجها التهنئة إلى أعضاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد، والسادة أعضاء اللجنة الفرعية المنبثقة عنه، لما قاموا به من عمل، وما أبدوه من اهتمام بالغ لوضع اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد فى حيز التنفيذ، ولتكون الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، التى يجرى الانتهاء من إعدادها صكا وطنيا جديدا، ودليلا مرجعيا، للأخذ بالأساليب العلمية لمكافحة الفساد، بالتنسيق الكامل بين جميع الوزارات والأجهزة الرقابية، لوجود إرادة سياسية حقيقية لذلك، كما وجه التهنئة لرئيس وأعضاء هيئة الرقابة الإدارية على كل ما قدموه ويقدمونه للوطن فى الحفاظ على المال العام، ومحاربة الفساد بكافة أنواعه، إضافة لكل شرفاء هذا الوطن، وهم كثيرون، وأقدم لهم جميعا الشكر والعرفان.. داعيا الله أن يحمى مصر وشعبها وجيشها".