أدانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان واقعة قيام أحد أمناء الشرطة بالتمثيل بجثة أحد المتوفين داخل مستشفي الخانكة بالقليوبية، موضحة أن هذا الأمر يعد انتهاكا صارخا للحق في سلامة الجسد، كما أنه يتعارض مع المواثيق والاتفاقيات الدولية التي كفلت هذا الحق، وكذا الدستور المصري والأعراف والتقاليد المتوارثة. وأكدت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس، أن ما حدث يمثل جريمة يعاقب عليها القانون وفقًا لنص المادة 60 من الدستور المصري، وكذا المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مطالبة النائب العام بالتحقيق الفوري والعاجل في هذا الواقعة، وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة العادلة لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على جسد أي إنسان سواء كان حياً أو ميتا. وقال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة، أن التمثيل بجثة مواطن هو أمر يتنافى مع المشاعر والتقاليد والقيم الراسخة في المجتمع المصري، مشيراً إلى أن وجود مثل هذه الوقائع في مجتمعنا هو أمر غريب لم نعهده لكونه يتنافى مع التقاليد السمحاء للشعب المصري. وشدد أبو سعدة على ضرورة محاسبة أمناء الشرطة المتهمين في تلك الواقعة، مشيرًا إلى أن هذه الواقعة هي استمرار لما سبقها من وقائع التعذيب سواء داخل السجون المصرية أو التي تتم داخل أقسام الشرطة، وهو ما يعد إحدى الجرائم التي يجب القضاء عليها بشكل كامل لكونه ينتهك أبسط حقوق الإنسان الأساسية ألا وهو حقه في الحياة والحرية والأمان الشخصي. وطالب أبو سعدة بضرورة إعمال القانون، ومواد الدستور المصري، التي تنص على إعمال حقوق الإنسان، في التعامل مع المتهمين والمحبوسين. كان قد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية أمس الأربعاء مقطع فيديو يظهر مجموعة من أمناء الشرطة، وهم يمثلون بجثة مواطن، كما ظهر خلال المقطع أحد الأمناء وهو يضع السيجارة في فم القتيل، بينما يسخر آخر منه في مشهد فج يتنافى مع المشاعر الإنسانية.