وظللنا سنوات نحاول أن نحصل علي معاش الشهيد حتي حصلنا عليه سنة 1976 وكان المعاش وقتها 170 قرشا وطالبتنا القوات المسلحة بمبلغ 27 جنيها كانت عجزا في مهمات الشهيد وبالفعل ظل ابي يسدد فيها لسنوات حتي اتم سدادها .. هذا ماقاله السيد حسن عطوة شقيق شهيد حرب 73 والذي تم العثور علي رفاته بموقع قناة السويس الجديدة بعد التعرف عليه من النحاسة المكتوب عليها اسمه وبجواره ملابسه وعظامه.. وهكذا هي مصر فيها من يحميها بروحه ودمه ويظل يدفع لها من ماله وحق ابنائه وذويه حتي بعد استشهاده.... كما ظل يدافع عنها طوال حياته حتي فاز بالشهادة... تري كم من الشهداء ممن لم يعثر علي رفاتهم في صحراء سيناء وكل مدن القناة وكل ميدان حرب ودفاع عن الوطن... وظل ذووهم يدفعون كل مليم عجزاً في عهدة ربما فقدت يوم فازوا بالشهادة .... تري كم من الشهداء الذين تم التعرف عليهم في كل حرب خاضتها مصر او فرضت عليها تري كم من مصابي الحروب الذين مازالوا علي قيد الحياة حتي الآن.. كم اعطوا وكم دفعوا من الروح والدم والمال، من هنا لابد لنا من وقفة فالدولة المصرية لم تتسامح في عجز قيمة مهمات لشهيد ربما تكون فقدت يوم لحق بربه.. وأصرت علي تحصيلها من ذويه بعد تاريخ عظيم من دفاع بالروح والدم عن وطن يستحق الدفاع عنه بكل من نملك .. لكن هل حان الوقت لإرساء العدل.. هل حان الوقت ان نسترد حقوق الوطن من لصوص لم يكن لهم يوما في دنيا النضال والكفاح موضع قدم ... هل حان الوقت ان تستريح روح الشهيد الذي عثر عليه هو وأكثر من مليون روح شهيد دافعوا عن تراب هذا الوطن بوجود عدل يزلزل الأرض تحت اقدام مافيا استوردت للشعب الموت رغم ان الشهيد ارتضي لنفسه الموت مقابل الحياة لنا... وحتي الآن لم تسترد من المافيا حق الوطن.. هل حان الوقت لكي نسترد اراضي الدولة او فارق التسقيع من رؤساء ووزراء ومحافظين وضباط كبار استغلوا مواقعهم ونهبوا الأراض بأسمائهم وأسماء ابنائهم علي حساب الوطن... هل حان الوقت ان نسترد أراضي نواب مجلس شعب حصلوا عليها استغلالاً لعضويتهم في البرلمان مخالفين بذلك مواد الدستور والقانون ولوائحه، كما استردت الدولة عجزا في عهدة شهيد ربما فقدها يوم لقاء خالقه... هل حان الوقت ان تسترد الدولة المليارات المهربة خارج البلاد والمخزنة داخلها من رموز الخصخصة... هل حان الوقت ان تسترد الدولة حقوق الوطن والشعب وأطفال الشوارع وساكني القبور والفلاحين والعمال واشدالناس فقرا واكثرهم مرضا ممن وظفوا البرلمان لتشريع قوانين الباطل والبهتان وسن قوانين حماية الفساد والاحتكار.. يا سادة إن رب الأرض والسماء وما بينهما لن يرضي إلا بعدل يقتص من لصوص البلاد لضحاياها... فيشاء الواحد الأحد في نفس الوقت الذي يستعرض زعيم مافيا الاحتكار قوته ونفوذه وجاهه وماله علي أرض السويس عقب خروجه من السجن بكفالة مالية وقبل ان تسترد الدولة حقوقها منه وحقوق الشعب مزهوا بنفسه متوهما ان الزمان سيعود بعزة مرة اخري... في نفس الوقت تخر ج من باطن أرض السويس رفات شهيد رمضان 73 في تحد وكأنها تقول أنا الشهيد الذي دفعت روحي ودمي ودفع اهلي وابنائي عجز عهدتي في سبيل الله رضاء له ودفاعا عن وطني... لا تلوثوا باقدامكم رمال وطني الطاهرة ولا تعيثوا فساداً في قنالها ... فروح وأرواح ملايين غيري ستظل بأمر الله ترفرف علي حدود الوطن وترابه حتي وإن صمت الاحياء وارتضي الجبناء عودة لكم... فلا أرواحنا ولا ابنائنا من بعدنا سترضي بمن يستعبد أو يستبد شعبنا أو يحتكر أو يسرق قوتنا او يدنس ترابها ورمالها... انا الشهيد وليس الميت أليس سبحانه هو القائل في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) صدق الله العظيم... حقا لقد انتفضت ارواح الشهداء في السماء ورفاتهم في الارض غضبا من عودة لصوص البلاد بعد ان صمت وجبن الاحياء... لقد استردت الدولة حقها في عهدة الشهيد محمد حسن عطوة بعد ان قدم روحه فداء للوطن ولم تسترد حقها في مقومات وطن وحقوق شعب باكمله من عصابة السفاحين والجلادين.