أكد باحثون بريطانيون صعوبة تعويض تأخير الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي بسبب التأثيرات البيولوجية للتقدم في العمر، من حيث إنها تقلل فرص الحمل من ناحية، وتؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب أو حتى الإجهاض، من ناحية أخرى. ونقلت صحيفة (تليجراف) البريطانية الصادرة اليوم عن مقالة منشورة بمجلة "أطباء النساء والولادة"، أن بعض التغييرات التي تطرأ على نوعية العمل ونمط الحياة تؤدي بالنساء إلى الحمل في سن متأخرة على الرغم من انخفاض معدل الخصوبة في تلك السن، الأمر الذي يسفر عن بعض العواقب الوخيمة مثل العقم المرتبط بالعمر والتعرض لمخاطر صحية أثناء فترة الحمل. وأضافت الصحيفة أنه لهذا السبب يحاول العلماء حالياً تمديد فترة الخصوبة لدى النساء، وخصوصاً في الغرب، حيث شهد معدل المواليد في الغرب انخفاضاً على مدار العقود الأخيرة، حيث تفضل النساء ممن هم في سن الانجاب تأجيل تكوين الأسرة بغية إثراء حياتهم المهنية والتعليمية في ظل اعتقاد الكثير منهن أن علاج العقم من شأنه السماح لهن بالإنجاب وقتما يشئن. وأوضح كل من لين كوك وسكوت نيلسون من جامعة جلاسكو في تلك المقالة انخفاض متوسط عدد الأطفال لكل امرأة في بعض دول البحر المتوسط ليصل إلى 1.29 طفل في اليونان، على سبيل المثال، في الوقت الذي كشف مكتب الإحصاءات الوطنية النقاب عن ارتفاع معدل الخصوبة الكلي في انجلترا وويلز ليبلغ 2.0 ليدخل البلاد في أكبر طفرة للمواليد على مدار 40 عاماً، وذلك بسبب اتجاه النساء المسنات والمهاجرات إلى إنجاب أعداد أكبر من الأطفال. وأضاف الكاتبان أن بعض التقنيات مثل التلقيح الاصطناعي قد تساعد على ارتفاع معدل المواليد، إلا أن فرص نجاحها تكون أكبر في النساء الأصغر سناً حيث يوجد في المبيض عدد أكبر من الخلايا الصالحة لتكوين البويضات. ويسمح التبرع بالبويضات وتجميد الأجنة بتمديد فترة الإنجاب حيث نري كثيراً من النساء ينجبن أول اطفالهن بعد بلوغهن سن الأربعين، ولكن التلقيح الاصطناعي له مخاطره الخاصة، حيث يؤدي غالباً إلى ولادة توأمين أو ثلاثة توائم، مما قد يؤدي بدوره إلى حدوث مضاعفات أثناء عملية الولادة. وبالاضافة إلى ذلك، فإن الأمهات الأكبر سناً أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسمنة، كما أن النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الخامسة والثلاثين فقط أكثر عرضة لموت الجنين داخل الرحم مما يستدعي اللجوء إلى إجراء عملية قيصرية.