حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التعامل بشكل فوري مع الأزمة الإنسانية المتفجرة في شمال العراق، وتقديم مزيد من الدعم للقوات الكردية التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عبر حدود تمتد إلى 600 ميل. وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - "إن أوباما محق في رفض تقديم دعم جديد للحكومة العراقية طالما لايزال رئيس الوزراء نوري المالكي على رأسها، غير أنه يجب أن يتعامل فورا مع الأزمة الإنسانية في شمال العراق، وإذا كان الجسر الجوي العراقي لتقديم إمدادات لليزيديين الذين تقطعت بهم السبل غير مجد، فينبغي على الولاياتالمتحدة بحث اتخاذ إجراء أخر لإنقاذ اللاجئين". وأشارت إلى أن إدارة أوباما يجب أيضا أن تمد الأكراد بالأسلحة الثقيلة التي طلبوها، وإذا ما اقتضت الضرورة تستخدم القوة الجوية الأمريكية لمنع مسلحي "داعش" من التقدم أكثر، موضحة أن أزمة إنسانية طاحنة يتعرض لها أبناء الأقلية اليزيدية الذين اختبأوا في جبل سنجار هربا من مسلحي "داعش"، الذين يهددون حاليا بالاستيلاء على أكبر سدين في العراق ويتقدمون صوب أربيل عاصمة كردستان العراق. ورأت الصحيفة أن الخسائر البشرية المحتملة والتهديدات التي تتعرض لها المصالح الأمريكية يمكن أن تصبح أكبر بكثير مما يحدث في قطاع غزة، الذي استولى على انتباه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومسؤولين بارزين بالبيت الأبيض خلال الأسابيع الأخيرة. وأضافت أن أبناء الأقلية اليزيدية يواجهون ما يمكن أن يوصف بأنه إبادة جماعية على أيدي مسلحي "داعش"، الذين يتهمون الطائفة بالهرطقة، وفي الوقت نفسه تسعى حكومة كردستان (أقوى حليف متبقي للولايات المتحدة في المنطقة) جاهدة لتظل متماسكة أمام قوات "داعش"، غير أن رد فعل إدارة أوباما حيال هذا الوضع الطاريء يظل هزيلا، وترددت أنباء بشأن موافقة مسؤولين أمريكيين على إمداد مباشر بالذخيرة للقوات الكردية التي تسعى لإعادة السيطرة على سنجار وتنسق هجمات للقوات الجوية العراقية ضد أهداف "داعش". ولفتت إلى أن القوات الكردية لاتزال تعاني من سياسة أمريكية قديمة تجاه العراق تعطي أولوية للإبقاء على حكومة مركزية قوية في بغداد أكثر من مساعدة الأكراد الموالين للغرب، مبينة أن أوباما نشر نحو 800 من القوات الأمريكية في العراق في وقت سابق من هذا الصيف لتقييم تهديد "داعش" وحماية السفارة الأمريكية وتنسيق المساعدات، إلا أن الإدارة الأمريكية أحجمت عن تقديم مبادرات مساعدات جديدة كبرى أو عمل عسكري أمريكي، قائلة "إنها ترغب أولا في رؤية تشكيل حكومة عراقية تمثل جميع الأطياف على نطاق واسع". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهدف قد لا يتم تحقيقه في المستقبل القريب، أو أنه لا يمكن أن يتحقق في الأصل، وفي الوقت نفسه تستمر قوات "داعش" المتطرفة في التقدم سواء داخل العراق أو سوريا.