مع الإعلان عن الاحتفال بأول أيام عيد الفطر المبارك، واستعداد الأهالى للاحتفال بصلاة العيد، فكت أصفاد الشياطين والجن، والتى ظلت حبيسة بأمر ربها طوال شهر رمضان المبارك، حتى يتيح الله عز وجل للبشر الاغتسال من ذنوبهم بعيدًا عن مغريات الشياطين فالشياطين تفرح بالعيد أكثر من فرحة الصائم، فالبشر يفرحون بأن صاموا شهر كاملاً، ويستعدون لاستقبال جائزتهم وهى الإفطار، أما الشياطين فتكون فرحتها عارمة، فهى فرحة التحرر من الأصفاد والأغلال الإلهية المكبلة بها طوال شهر كامل، لا تستطيع أن تقترب من بنى الإنسان، لذا تسعى فى الأرض فسادًا لتعوض ما فاتها طوال شهر كامل، لتصادف فى أول خروجها من السجن الإلهي، إبراهيم 19 سنة وأيمن 18 سنة شابين فى ريعان الشباب، كان كل همهما هو كيفية أن يجدا مالا للإنفاق خلال الاحتفال بأيام عيد الفطر لتوسوس لهما الشياطين، وتهدى لهما فكرة سرقة توك توك وقتل صاحبه وبيعه لتدبير نفقات العيد، دون التفكير ولو للحظة واحدة، أنهما سوف يكونان سببا فى حرمان أب وأم ينتظران قدوم ابنهما ببعض الجنيهات، ليسعدوا جميعًا بلمتهم فى صباح اليوم الأول لعيد الفطر، وتناسيا فى لحظة غياب العقل عن التفكير أنهما للحظات كانا فى أيام شهر عظيم كله رحمة ومغفرة وعتق من النار، لم يرا سوى بعض آلاف الجنيهات التى تسد حاجاتهما من المخدرات والأطعمة الفاخرة والفسح والرحلات، بعد سرقة التوك توك وقتل صاحبه، حتى وإن كانت على حساب دماء بريئة سوف يعلق ذنبها فى رقابهما إلى يوم الدين، وحسابهما جهنم وبئس المصير يوم القيامة، أما عقاب الدنيا لن يكون أقل من أن يلتف حبل عشماوى حول رقابهما، ليكون القصاص العادل لما اقترفاه من سفك دماء، شاب بريء كل همه أن خرج بعربة التوك توك ويعمل كادحا لمعاونة والده على الإنفاق وتدبير احتياجات عائلته، ويروى نصر أحمد قطب مدرس والد المجنى عليه ل «الوفد» أن نجله مصطفى خرج بعدما تناول آخر إفطار معنا فى آخر يوم فى شهر رمضان، من أجل العمل على توك توك خاص به لإعانتى على نفقات الحياة والمعيشة، وأن نجلى طالب بالتعليم الثانوى الزراعى، ويتمتع بحب الناس وأهالى القرية جميعا، لأنه مهذب ومكافح، وفوجئت باستدعاء من الشرطة، ويصمت والد المجنى عليه محاولا التماسك ومسح دموعه التى تذرف بغزارة على رحيل نجله إلى آخرته وقبره مذبوحا على أيدى أشقياء مجرمين، ويكمل الحديث قائلا: وحينما ذهبت فوجئت بنجلى وفلذة كبدى جثة هامدة مذبوحة من الرقبة، ذبحوه ليلة عيد الفطر المبارك المجرمين، نار مشتعلة فى جسمى و«مش هتطفى النار غير لما أشوف حبل المشنقة ملفوف حول رقبة الجناة، حتى يشفى غليلى ويكونوا عبرة لغيرهم». تبدأ الواقعة حينما تلقى اللواء أسامة متولى مدير أمن المنيا إخطارا من العميد هشام نصر، يفيد بالعثور على جثة لشاب مذبوحة بمصرف مياه قرية الجرنوس بمركز بنى مزار، وبمناظرتها تبين وجود إصابات حيوية بالجثة عبارة عن جرح ذبحى بالرقبة بطول 7 سم من الناحية اليمنى، عدد 2 جرح وخذى من الناحية اليسرى، عدد 2 جرح وخذى بالظهر، عدد 3 جروح طعنات بالصدر، عدد 3 جروح طعنى بالظهر، ويرتدى بنطالاً أسود أسفله شورت رمادى وتي شيرت أبيض أسفله فانلة بيضاء، وعثر بالقرب من الجثة على عربة توك توك بها آثار دماء، وأن الجثة لشخص يدعى مصطفى نصر أحمد 17 سنة طالب بالمدرسة الثانوية الزراعية، ومقيم بقرية ساقولا بمركز بنى مزار. وباستدعاء والده نصر أحمد قطب 42 سنة مدرس إدارى بمدرسة ساقولا الإعدادية، تعرف على جثة نجله ولم يتهم أحداً بارتكاب الواقعة، وتبين من تحريات رجال البحث الجنائى برئاسة العميد عصام خضير رئيس المباحث الجنائية بشمال المنيا، وعصام أبو الفضل رئيس وحدة مباحث المركز، أن وراء ارتكاب الواقعة كلاً من أيمن حسن مرسى عبد العظيم 18 سنة عامل، إبراهيم عاشور عطية دقلة 19 سنة طالب، ومقيمين بقرية أبو الهوى ببنى مزار، حيث قام الأول بالاتفاق مع الثانى على سرقة عربة توك توك وبيعها للإنفاق على الاحتفال بعيد الفطر، وتقابلا مع المجنى عليه وطلبا منه توصيلهما إلى قرية أبا البلد بدائرة المركز. وفى الطريق وبمنطقة زراعية أمام قرية الجرنوس خالية من السكان قاما بإنزال المجنى عليه من التوك توك، وتعدى عليه الأول بمعاونة الثانى بسلاح أبيض وإحداث الإصابات الواردة بتقرير الطب الشرعى، وقاما بإلقاء الجثة بمصرف المياه قرية الجرنوس المجاورة لقرية ساقولا محل إقامة المجنى عليه. تم ضبط المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وأنهما تخلصا من السلاح المستخدم بالجريمة بالزراعات القريبة من مكان الواقعة، وبإرشادهما تم العثور على السلاح المستخدم عبارة عن مطواة قرن غزال عليها آثار دماء، وأضاف المتهمان فى اعترافاتهما، أنهما قاما بتسليم عربة التوك توك متحصلات السرقة إلى شخص يدعى مصطفى رمضان محمد 18 سنة طالب، ومقيم بذات الناحية وإعلامه بالواقعة وطلبا منه بيعها مقابل اقتسام ثمنها. تم ضبط المتهم الأخير وبمواجهته اعترف بدوره فى الواقعة، وفشله فى بيعها فقام بوضعها مكان الجريمة خشية افتضاح أمره. تم التحفظ على المتهمين الثلاثة، وتحرر عن الواقعة المحضر 7791، وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيق مع المتهمين، والتى قررت حبس المتهمين الثلاثة 15 يوما على ذمة التحقيقات.