آلمني هذا العنوان.. ولكنني صممت علي تركه بعد جولتي في أزقة وحواري ومقاهي وأسواق المدينة الشعبية والخمس نجوم. أحسست بألم الناس وقرفها من كل شيء.. ولم أجد البسمة المعروفة دائماً علي وجه البورسعيدي الودود.. لا أمن ولا مرور.. لا نظام، بلطجة في كل مكان، شوارع مكتظة بالباعة البلطجية. الحوار فقد معناه بين البشر.. الكل يجتهد ن يحصل علي الجنيه بأي طريقة، مغالاة في الأسعار.. مافيا ميكروباص المدينة وهم يحطمون سيارات المحافظة التي تخدم خطوط المواصلات.. جمع عليهم بلطجة وسفالة سواقي التاكسي، لابد من تركيب عدادات. أما خدمات الحكومة فحدث ولا حرج، إهمال، وساطة، رشوة عيني عينك، وخاصة المرور والأحياء، وبصراحة كله.. الدنيا خربانة.. لأ مش دول المصريين. أثناء سيري ساعة العصاري في سوق الحميدي، ومنه علي شارع كسري العتيق سمعت حكاوي عن مافيا الجمارك.. تصدق ولا شيكاغو يا جدع.. تحايل علي السرقة والرشوة. كانت البضاعة تصل الميناء في كراتين، وكل كرتونة معروف فيها كام دستة.. ألغوا الكرتونة، ووضعوا البضاعة في أجولة خيش، والعدد في الليمون. يدعي المستورد أنه فقد backinglist، مستند عدد البضاعة، فيحرر له محضر بغرامة 2000 جنيه ودمتم.. ويقدر رقما يمثل نصف اللي مستورده، ويدفع عليه القيمة الجمركية ويتهرب من دفع الباقي، وكله سبوبة ومصلحة.. ملايين الجنيهات تضيع علي الدولة بيد رجال الدولة، وفي نفس الوقت نطالب الناس بالتبرع، وبنشحت ثمن العيش. وجبت صلاة العصر، دخلت المسجد العباسي العتيق العظيم، وجلست بالصدفة بجوار صديق قديم طلب مني أن أؤكد علي وزير المالية عدم التنازل عن القانون الخاص بتقدير الرسوم الجمركية علي البضائع، منطقة حرة بالكيلو وليس بالعدد لتفادي التهرب، والفساد وحدد للكيلو جرام رسوما 14 دولارًا، لأن أصحاب المصالح بيضغطوا ويخلقوا المشاكل لمنع تنفيذ القرار، ومن هنا نحن نناشد الوزير. قادتنا أرجلنا لحي الإفرنج وشارع البازار، لأن متعة التسوق وأنت صائم لها مذاق خاص في رمضان.. قابلنا شخصاً نعرفه من زمان، نازلاً من سيارة فارهة غالية، قالوا لي آه آه هوه.. لقد أصبح زعيم جماعة المهربين.. تجد في بورسعيد الآن أصحاب ملايين من التهريب. حدود ومنافذ بورسعيد سايبة ياولاد ومفتوحة ع البحري، تصور الحاوية تخرج من الجمرك بعد سرقة نصف الرسوم اللي عليها، طوالي تخرج خارج المدينة لتهرب داخل المحافظات، يعني الدولة خربانة من جوه الجمرك ومن بره المنافذ ومن عارف الأمن والجيش واقفين بيعملوا إيه؟! سؤال محير للجميع.. يا يت نجد إجابة عند مسئول! ثاني يوم اتعزمت علي الفطار في النادي اليوناني القابع علي ضفة القناة ناحية بورفؤاد اللي كانت جميلة.. بصراحة أكلة سمك فخمة لها معني كبير هذه الأيام. صدمت بمظاهرة من السيارات.. أكثر من 100 سيارة مكدسة عشوائياً أمام رصيف المعديات في بورسعيد.. أزعجني هذا وجعلني أفكر في العودة فوراً، ولكن لم أتمكن لأنني محاصر من كل جانب بالسيارات التي تلوث أسماعنا بكلاكسات تزعجه من غير داعٍ. تزاحم خطر لا رقيب ولا حسيب، وممكن سيارة تندفع إلي المياه وتغرق، وحصل ده منذ شهور وغرقت أسرة بالسيارة بكاملها لعدم وجود أمن ونظام.. الدنيا سايبة. تخيلت وجود سيارة مفخخة.. والله سهل جداً، وتنفجر في عرض القناة بالمعدية واللي عليها وهنا تكون الكارثة. يا محافظ، يا مدير الأمن أين أنتم، تجلسون خلف الجدران المكيفة.. حرام عليكم يا تعملوا وتحللوا الآلاف اللي تقبضوها، يا تقوموا تروحوا وتلبسوا البيجامة. الشرطة متواجدة في الأماكن الراقية فقط، خوفاً من البلطجية، حاجة تكسف أن الحكومة خايفة.. حقول إيه حسبي الله ونعم الوكيل. كل ده فساد وعندي الكثير من الفساد المستشري في كل مكان، المرور مثلا القبض علي ودنه!! الفساد في الأزقة والحواري وكل مكان في بورسعيد. لو هناك حزم وعدل وحكومة قوية لحولت كل المسئولين إلي المحاكمة بتهمة الخيانة وإهدار المال العام.. الشعب الغلبان مازال ينتظر الوعود ودايخ ومتحمل رفع الدعم وحده.. ولم يتغير شيء وصابر علي الفقر والجوع والمجرمين. يا عالم العمل الجاد محتاج إدارة قوية شريفة.. لا يحتاج دولارات، الموظفون والعمال موجودون، ولكن الإدارة والنخبة فاشلة لأنها تبحث عن المصالح الشخصية فقط. الشعب المصري في كل مكان وشعب بورسعيد يئن من المعاناة والإهمال والغلاء.. لا بد من حكومة قوية تجبر من سرق ونهب الشعب علي أن يسدد الفاتورة نقداً ومن حريته فوراً.. أعتقد أن الشعب المصري ومصر لن تتحمل ثورة الجياع القادمة. وللمرة العاشرة أقول مصر عايزة حد يحبها. المنسق العام لحزب الوفد