وكأن كارثة احتلال قوات داعش لما يقرب من ثلث مدن العراق، وكذلك مساحة مشابهة لمدن سوريا.. بحيث صارت الأراضى الممتدة من العراق إلى سوريا والتى يسيطر عليها تنظيم داعش تصل الى دولة كاملة.. إنما لم يكفنا ذلك ليقوم إرهابيو داعش بفرض الجزية على الأقباط أو إشهارهم إسلامهم.. أو القتل ذبحاً.. مما دفع بمئات الآلاف من الأقباط من سكان تلك المدن الى الهروب الى مناطق أخرى لا يسيطر عليها تنظيم داعش الذى أعلن قيام الدولة الإسلامية على تلك الأراضى. وصار الجلد والرجم وحتى الذبح من الرقبة هو أسلوب العقاب لدى داعش التى تدعى الإسلام، كل ذلك والعالم العربى فى غيبوبة تامة لا حس ولا خبر.. وكأنما الخطر بعيد عنهم وليس على أعتاب أقدام منهم! وحتى الغرب وأمريكا بالذات التى كشرت عن أنيابها وقت غزو داعش للموصل وما حولها وفرار الجيش العراقى.. وأعلن الغرب وأمريكا أنهم سيواجهون إرهاب داعش.. ولكن مرت الأيام والأسابيع دون أن يفعل الغرب شيئاً.. ولا يزال حكام العراق فى غيبوبة ينتظرون قدوم داعش وسيطرته على ما تبقى من العراق. نفس الحال فى سوريا التى مزقتها الحرب الأهلية وليبيا التى تمزقت بالفعل بين الفصائل المتقاتلة ومنها داعش.. ولدرجة تدمير مطار طرابلس بما عليه من طائرات مدنية واحتلال آبار البترول وتصدير الميليشيات للبترول لحسابها.. وبحيث صارت ليبيا مرتعاً للإرهابيين خاصة على حدودها مع مصر تُصدر لنا إرهاباً قاتلاً.. تمثل في الحادثة الأخيرة التى قتل فيها ما يزيد على عشرين جندياً وضابطاً مصرياً قبل أسبوعين.. وقبل الإفطار بنصف ساعة.. ليعيد للأذهان حادث قتل الإرهابيين لجنودنا على الحدود فى سيناء وقت الإفطار. وبالرغم من كل ذلك الإرهاب المتفشى فى العالم العربى بحيث لم تبق سوى دولة وحيدة داخل حزام نار الإرهابيين تقاومهم وهى مصر التى فتحت جبهات جديدة للإرهاب فيها فى الجنوب أيضاً على الحدود الليبية كل ذلك وترى أمريكا تناقش منع المعونة عن مصر.. بدعوى عدم دعم مصر للديمقراطية!!. وكان الهدف الحقيقى مما تفعله أمريكا بتغاضيها عن داعش وأمثالها والتضييق على مصر.. هو سقوط مصر فى أيدى الإرهابيين لتسقط المنطقة كلها وبعدها الخليج بأكمله فى يد داعش والقاعدة. وهكذا ينكشف المخطط الغربى الأمريكى لإسقاط مصر أيضاً.. ولتتحول المنطقة العربية بأكملها الى دويلات متناحرة وهو ما يوشك أن يحدث فى ليبيا وسورياوالعراق. ولأن شر البلية ما يضحك.. فقد وجه زعيم طالبان فى أفغانستان الملا عمر رسالة تهنئة لكل المسلمين فى أقاصى الأرض.. لاحظ أقاصى الأرض هذه.. وذلك بمناسبة عيد الفطر.. ووقع الملا عمر تهنئته بلقب «خادم الإسلام وأمير المؤمنين»!! وهكذا صار الملا عمر هو أمين المسلمين.. ولكن أنصار داعش لم يعجبهم ما فعله الملا عمر.. وقاموا بمهاجمته باعتبار أن زعيم داعش هو أمير المسلمين الذى يجب على كل المسلمين فى شتى أنحاء الأرض طاعته وحدث تلاسن ما بين مؤيدى الجبهتين على الفيس بوك وتويتر وغيرهما!! وهكذا وقعنا بين شقى الرحى ما بين الملا عمر وزعيم داعش ومن منهما أحق بلقب أمير المؤمنين!! ولم يكتف تنظيم داعش بذلك بل إنه أصدر أوامره بمنع إقامة صلاة العيد فى مساجد الموصل ومحافظة نينوى العراقية لكونها من البدع..وكذلك منعت زيارة القبور وقامت بهدم العديد من المراقد والمساجد الشيعية فى العراق، وقبلها حرمت داعش لمس النساء للخيار باعتبار ذلك من المحرمات.. إضافة الى فرض النقاب، وعدم ارتداء النساء للبنطلونات أو الاستماع للموسيقى.. وإجبار أهالى الموصل للاستماع الى خطبة زعيم داعش قبل أسابيع ومن امتنع عن ذلك كان مصيره الجلد! كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر العالم الإسلامى اللاهى بالاحتفال بعيد الفطر.. بدلاً من حشد الجيوش لقتال داعش وأمثالها.. فى حين تنشغل قطر وتركيا بإفشال المبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة.. ليستمر قتل الأطفال والنساء وتدمير ما تبقى من غزة!!