حول مفاوضات السد مع إثيوبينشرنا أربعة مقالات بشأن سد النهضة في إثيوبيا وألقينا الضوء علي حقيقة جغرافية وچيولوچية مهمة تتعلق بنقص عوامل الأمان للسد في خطة حكومة إثيوبيا، وقد استندنا الي دراسات أكثر من عشرة علماء متخصصين في الجيولوجيا مؤكدين أن سد إثيوبيا مقام في منطقة زلازل وسوف يتعرض حتما لزلزال مدمر يجرف السد في طوفان هائل للمياه التي ستغرق ولاية النيل الأزرق وربما تخفي الخرطوم من الوجود مما جعلنا نرسل مقالاتنا الأربعة في خطابات مسجلة لسعادة سفير السودان في القاهرة باعتباره المعني الأول بسلامة السودان الذي عشنا فيه عشر سنوات استاذا للقانون الدولي العام في فرع جامعة القاهرةبالخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية ومشاركا بالرأي في مشاكل السودان بدءا من الثورة الشعبية عام 1964 ومؤتمر المائدة المستديرة بشأن جنوب السودان عام 1965، وهو ما حفزنا لإصدار كتاب عن وسائل حل مشكلة جنوب السودان ولم يؤخذ بها مما أوصل السودان لانفصال الجنوب وما يحدث فيه الآن من أحداث مؤلمة بسبب التنازع علي السلطة وفقدان السلام والأمان للشعب السوداني في الجنوب. واليوم ننشر أنباء عن استئناف المفاوضات حول السد الإثيوبي بين ممثلي لمصر والسودان وإثيوبيا وصرح وزير الري المصري الدكتور حسام المغازي بأن ملف السد في أيد أمينة وأن المفاوضات بين دول حوض النيل ستعقد في الخرطوم في منتصف أغسطس المقبل وأن التفاوض لن يكون سهلا وسيتم خلاله التأكيد علي عدم المساس بكمية المياه الواردة الي مصر، والاطمئنان علي أن السد آمن من ناحية المواصفات العالمية، وهذا هو ما نهتم به بصفة خاصة ونشرنا عنه مقالاتنا الأربعة وقد حذرنا فيها من نقص الدراسات العلمية والميدانية عن موقع السد الذي قال عنه خبير الزلازل العالمي الدكتور رشاد القبيصي بأن منطقة سد النهضة تعرضت لعشرة آلاف زلزال خلال ثلاثة وأربعين عاما وأن البحيرة الملحقة بالسد، في أثناء وبعد الملء سوف تتسبب في حدوث زلازل كبيرة حتي 6.5 درجة بمقياس ريختر مما يهدد سلامة السد واندفاع مياه البحيرة لتغرق ما أمامها بدءا من السودان حتي مصر، وأضاف في حديثه لجريدة «الأهرام» في 9 يونية 2013 بأن سد النهضة وقع في منطقة الأخدود الأفريقي الشرقي المعروف بنشاطها الزلزالي العالي تاريخيا وحديثا، وكذلك معروفة بالتحركات النشطة للقشرة الأرضية في هذا الموقع وأن إقامة السد والبحيرة عليه وما يسببانه من أحمال كبيرة وتشحيم للفوالق النشطة به وتسهيل الحركة عليها، ومن ثم إحداث زلازل يضاف الي ذلك الضغوط المسامية للصخور بعد ملئها بالمياه، كل ذلك سوف يسهم بدرجة كبيرة في إحداث زلازل عنيفة بالمنطقة.. وأنه تم تجميع بيانات ما يقرب من عشرة آلاف زلزال تفوق قوتها نحو أربع درجات بمقياس ريختر، وقد حدثت جميعها بالقرب من موقع السد خلال الفترة من عام 1970 حتي اليوم مما يؤكد أن هذا التاريخ الزلزالي مرشح للزيادة من حيث العدد والقوة إذا ما انشئت بحيرة أمام سد النهضة بهذا الحجم (73 مليار متر مكعب من المياه»، وهذا كلام خطير جدا نضعه تحت نظر وفد مفاوضات مصر مع السودان وإثيوبيا ونقترح علي الدكتور حسام المغاوري وزير الري المصري ضم الدكتور رشاد القبيصي الي الوفد المصري في مفاوضات منتصف أغسطس المقبل للاستفادة من خبرته العلمية الموثقة والتي استفدنا منها عندما عقدنا مؤتمرنا المهم في نادي جامعة المنصورة حول مخاطر بحيرة منخفض القطارة، وإثبات صحية حدوث زلازل تهدد الإسكندرية ومطروح مما جعل الرئيس مبارك يأمر بإيقاف العمل في مشروع منخفض القطارة إنقاذا للبلاد من حدوث الزلازل وحماية للأراضي الزراعية من الإسكندرية هي مدينة طنطا من تسرب المياه المالحة.. ونثق في أن ضم الدكتور رشاد القبيصي الي وفد مصر برئاسة وزير الري سوف يكون مفيدا في طرح خطورة الزلازل المحتم حدوثها عند امتلاء بحيرة السد بالمياه التي تقول عنها إثيوبيا إنها ستصل الي ثلاثة وسبعين مليار متر مكعب. ومصر لا تطالب بعدم بناء السد الإثيوبي لتوليد الكهرباء والمساعدة في تنمية شعب إثيوبيا.. ولكنها تطالب بتفعيل المبدأ الذي اتفق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس وزراء إثيوبيا في مؤتمر القمة الأفريقي الذي يقول إنه «لا ضرر ولا ضرار» أي لا مانع لدينا من إقامة السد لتوليد الكهرباء ولكن مع ترك المياه تنطلق الي السودان ومصر بما لا يضرهما وهذا ما نصت عليه اتفاقية مجاري المياه الدولية لعام 1977 التي شرحناها في مقالاتنا السابقة.. والله الموفق. أستاذ بكلية الحقوق - جامعة المنصورة