المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية، يتابع -في صمت- الخطر الذي تشكله "إسرائيل" في تكثيف عدوانها الوحشي ضد الفلسطينيين في غزة. ويرى سفراء ودبلوماسيون وشخصيات سياسية ودينية عربية وأجنبية اجتمعوا في موسكو، بمناسبة إحياء يوم القدس العالمي، موقف المجتمع الدولي يعبر عن نهج ازدواجية المعايير التي أصبحت مقياسا رسميا في العلاقات الدولية لبعض الدول حيث يجري تطبيق القانون الدولي اختياريا ووفق رغباتها ضد البعض ولا يتم ضد البعض الآخر ويجري الدفاع عن حقوق الإنسان وتطبيق الشرعية الدولية في الأماكن التي تشير إليها الدول المتغطرسة في العالم بينما تتغاضى عن ذلك إزاء السياسة والممارسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية وفي وقف هذا العدوان الشرس على الشعب الفلسطيني في غزة. وكان سكان قطاع غزة استغلوا الهدنة الإنسانية، التي تستغرق 12 ساعة مع إسرائيل، في العودة إلى منازلهم وجمع الإمدادات الضرورية والبحث عن المحاصرين أسفل الأنقاض. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن فرق الإغاثة انتشلت 60 جثة من أسفل الأنقاض، نقل 35 منها إلى مستشفى "الشفاء". وعشية الهدنة، قتلت غارات إسرائيلية 19 فلسطينيا على الأقل خلال الليل في منزل عائلة بالقرب من خان يونس، شمالي قطاع غزة. كما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده. واعترض نظام "القبة الحديدية" ثلاثة صواريخ أطلقت باتجاه بلدة عسقلان، جنوبي إسرائيل. وبحسب مسؤولين، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 935 شخصا منذ بدأت إسرائيل غاراتها على القطاع يوم 8 يوليو، وفي الفترة ذاتها، قتل 38 إسرائيليا. وأعلنت إسرائيل أنها سوف تواصل "رصد وتحييد" أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الهدنة التي بدأت في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي. "جمع الجهود" تستضيف العاصمة الفرنسية باريس محادثات دولية تهدف للتوصل إلى هدنة أطول. ويلتقي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظرائه من تركيا وقطر ودول أوروبية عدة على أمل التوصل إلى وقف أطول أمدا لإطلاق النار. وبالرغم من الإخفاق في وقت سابق، أعرب كيري عن ثقته في إمكانية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن الهدف من المحادثات هو "جمع الجهود الدولية حتى تتهيأ أوضاع وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن." وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية بأن إسرائيل رفضت مقترحا بشأن وقفا طويل الأمد لإطلاق النار. ومن جهتها، أعلنت حركة حماس أنها لن تقبل بأي هدنة طويلة الأمد لا تؤدي إلى رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ عام 2007. وفي الضفة الغربيةالمحتلة، قتل 5 فلسطينيين في اشتباكات مع إسرائيليين أمس أثناء مظاهرات لإبداء الدعم لغزة. وكان الفلسطينيون في الضفة أعلنوا "يوم الغضب" احتجاجا على عملية إسرائيل العسكرية في القطاع. وتقول إسرائيل إن الهدف من عمليتها العسكرية في غزة هو منع حماس من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومنذ ذلك الحين وسعت القوات الإسرائيلية نطاق العملية.