أوشك شهر رمضان الكريم علي الانتهاء أعاده الله علينا بكل خير وقلبي مع أشقائنا في غزة لا مع حماس التي هي علي الدوام مستعدة أن تضحي بالشعب الفلسطيني من أجل مصالحها وأموالها ودسائسها ومكائدها، وفي رمضان هذا العام كان الموسم الدرامي، مختلفاً في كثير من الوجوه متميزاً في بعضها، وأقل من المتوقع في البعض الآخر، فالظاهرة الملحوظة هذا العام هي الاهتمام النقدي الكبير وغير العادي للنقاد بأعمال رمضان ووصل الأمر إلي أن بعض الصحف خصصت صفحتين أو أكثر للمسلسلات وعرض أحداثها بل ونقدها بعد يومين أو ثلاثة وعندما قمت بعمل أرشيف لما كتبته الصحف والمجلات عن أعمال رمضان وجدتها قد تجاوزت مئات الصفحات. وكان هناك نجوم للنقد علي رأسهم الناقد الكبير طارق الشناوي الذي ما كان يخلو أي نقد تجريه أي جريدة من رأي له. اضافة إلي مقالاته النقدية العميقة المتميزة دون انحياز وربما كان ذلك السبب في غضب البعض من طارق الشناوي- منذ سنوات لأنه لا يجامل أبداً. ولا أجدني متحرجاً اليوم من ابداء رأيي في بعض الأعمال الرمضانية لأنني لا أشارك بعمل في هذا الموسم فقد عرض مسلسل سلسال الدم قبل رمضان ليصنع بنجاحه بشهادة الجميع موسماً درامياً بعيداً عن رمضان ولكثرة الأعمال الرمضانية فإنني سأكتفي بعرض رؤيتي لبعضها وأبدأ بعمل متميز هو الوصايا السبع- لكاتبه محمد أمين الذي أدهشنا العام الماضي بمسلسل نيران صديقة.. وعاد ليدهشنا بعمل آخر هذا الموسم هو الوصايا السبع وميزة محمد راضي انه يقدم أفكاراً جديدة طازجة غير معتادة وتحفل أعماله بمفاجآت واثارة متتالية وكسر لكل ما هو مألوف في الدراما اضافة إلي وجود مخرج متميز أيضاً هو خالد مرعي ساعده عمله السابق كمونتير في خلق إيقاع متميز وكتيبة بارعة من الممثلين ليس بينهم نجم سوبر ستار ولكن الدراما المتميزة حلقت بهم في آفاق عالية. والعمل الثاني الذي أعجبني وجذب انتباهي هو سجن النسا للكاتبة المتميزة مريم ناعوم والمخرجة الرائعة كاملة أبوذكري، ونجمة تجدد نفسها كل عام هي نيللي كريم التي صارت من نجوم الصف الأول اضافة إلي منتج متميز هو جمال العدل. وسر جمال سجن النسا يعود إلي اهتمامه بالتفاصيل الانسانية لمجموعة من السجينات والظروف التي رفعتهن للانحراف اضافة إلي عالم السجينات اللواتيتحولن من سجانات إلي سجينات أيضاً بسبب ظروف حياتهن القاسية. وهذا العمل حافل بالتفاصيل الانسانية وأماكن تصوير طبيعية واللافت للنظر أن نيللي كريم هي أيضاً من قدمت عملاً متميزاً العام الماضي هو «ذات». وكان الأمر يمثل عودة للثنائيات الناجحة في الفيديو كما حدث مع محمد أمين وخالد مرعي. والعمل الثالث هو ابن حلال فأول مرة نري محمد رمضان علي شاشة التليفزيون في عمل من بطولته مع كاتب جيد هو حسان الدهشان ومخرج متمكن رغم انه عمله الأول في الفيديو وبالرغم من أن ابن حلال مستوحي من قصة حقيقية لمقتل ابنة ليلي غفران إلا أن ابن حلال تجاوز قضية القتل وتطرق إلي مواضيع انسانية جميلة ما بين عالم الفقراء والمهمشين وعالم الأثرياء وأصحاب النفوذ الذين يطحنون هؤلاء البسطاء إذا ما اقتضت مصالحهم ذلك ولا يفوتني هنا الاشادة بمنتج العمل صادق الصباح الذي أنتج عملاً آخر لا يقل جمالاً هو «دهشة» للنجم يحيي الفخراني ومن اخراج شادي الفخراني وقد تألق «يحيي» وأبدع كعادته وحول العمل إلي ملحمة انسانية في أجواء صعيدية صميمة بالرغم من أن العمل مستوحي من «الملك لير» لشكسبير وقد أبدع في هذا العمل كل من شارك فيه خصوصاً فتحي عبدالوهاب ونبيل الحلفاوي. ومرة ثالثة أو رابعة يعود لنا يوسف الشريف بعمل مدهش علي نفس نمط أعماله السابقة ذات الطابع البوليسي الحافل بالاثارة والمفاجآت وإن عابه كثرة حوادث القتل والدماء فيه. أيضاً تميزت مي عز الدين في مسلسل دلع بنات وقدمت شخصية جديدة عليها مع مخرجة متجددة دائماً هي شيرين عادل وكذلك أبدع أحمد زاهر في دوره بمسلسل كلام علي ورق وان كان المسلسل أقل تميزاً من أعمال المخرج محمد سامي السابقة. ولا يسعني هنا استعراض كثير من الأعمال الأخري التي كان بعضها متميزاً مثل جبل الحلال بأداء رائع لمحمود عبدالعزيز واخراج متميز لعادل أديب ونص متميز لناصر عبدالرحمن. وكل عام وأنتم بخير.