الحالة التى تعيش فيها مصر الآن عبر عنها المثل الشعبى أن لكل غربال له شدة.. هذه الحالة تمثلت فى أكثر من موقف خلال الأيام الماضية وخاصة بعد الإلغاء الجزئى على دعم الطاقة.. هذا الإلغاء أدى إلى زيادة أسعار المواصلات واكتوى بناره مرتادو الميكروباص والمينى باص خاصة المملوك للجمعيات التعاونية للنقل الجماعى والشركات وفور صدور القرار اجتمعت الحكومة مع ما يسمى قيادات نقابة النقل البرى ووضعوا تسعيرة.. وجعلوا فى كل سيارات السرفيس مراقباً أو أكثر يسألك كم دفعت والتزم عدد كبير من السائقين بالتسعيرة الجديدة وهى أسبوع واحد واختفى هؤلاء المراقبون من المواقف.. وعادت ريمة لعادتها القديمة كل سائق يحدد التسعيرة التى يريدها وعاد الاستغلال. وساعد على هذا اختفاء المرور من الشوارع فى أوقات الذروة ونحن فى الأيام العشرة الأخيرة من رمضان والجميع يستعد للعيد من شراء ملابس ومستلزمات العيد والزحمة فى الأسواق وخاصة بعد الإفطار وحتى السحور وهى الفترة التى يتعمد الاختفاء فيها رجال المرور من الشوارع ويتركون الناس يواجهون مصيرهم مع الفوضى المرورية كما هى الفترة التى يحدث فيها الاستغلال البشع للناس. ولأن غربال الحكومة سرعان ما ترهل وتمزق وظهر هذا الترهل فى الرقابة على ما يسمى سيارات جمعيات وشركات - المينى باصات - النقل الجماعى فإن كان سائقى الميكروباص زادوا الأجرة من 30 إلى 75% فهؤلاء زادوها بنسبة تراوحت مابين 100 و150% دون رقيب أو حسيب، رغم أن هذه الجمعيات تعاونية وتعمل على التصدى لجشع سائقى الميكروباص، وكانت هذه السيارات لديها تذاكر تقدمها للناس إلا أنه بعد ثورة يناير اختفت هذه التذاكر. هذا غير ما تقوم به من تقطيع المسافة والوقوف فى منتصف الشارع إلى جانب الألفاظ التى يستخدمها معظم سائقى هذه السيارت والتباعين.. وهذه الجمعيات وفقاً لقانون التعاونيات لها امتيازات وإعفاءات، إلا أنها أصبحت أكثر استغلالاً وجشعاً ولا نعرف الجهة التى تراقبها، خاصة فى ظل الأرباح الهائلة التى تحققها هذه الجميعات، ومن حقنا نسأل أين تذهب هذه الأموال؟ ولأن الفشل المرورى المزمن فى مصر، خاصة فى القاهرة والجيزة وحالة الاسترخاء واللامبالاة التى عادت إلى هذا الجهاز وإلى رجاله وأصبحت هناك شوارع مستعصية على أى مرور فى مصر.. وتواكب معه حالة الفساد المنتشر فى المحليات وخاصة فى جهاز ما يعرف بالسرفيس زاد من عملية الاستغلال البشع للمواطنين الغلابة الذين يركبون هذه المواصلات. ففى أسبوع واحد شهد المصريون حالة من الانضباط من الجميع لأن أجهزة الرقابة نزلت الشارع بعد أن شدت الحكومة غربالها، إلا أن هذه الحالة انتهت لأن غربال الحكومة سرعان ما تحول إلى إطار خشبى فارغ.