لا يمكن النظر إلى حادث الفرافرة بمعزل عن مخطط الولاياتالمتحدة ومشروعها الرامى لتفتيت المنطقة العربية وتقسيمها إلى دويلات. ولما كان هذا المشروع قد تعثر جزئيا فى مصر بعد ثورة 30/6 وعزل الإخوان فقد لجأت إلى التحريض السافر وتمويل العمليات الإرهابية على امتداد حدود مصر الشرقية والغربية والجنوبية. بهدف انهاك قوى الجيش المصرى واستنزاف قدراته على عدة محاور, خاصة مع وجود أنظمة داعمة للإرهاب بالدول المجاورة. كما تهدف هذه العمليات إلى زعزعة ثقة المصريين فى جيشهم والسخط عليه وما يمثله ذلك من ضغوط نفسية فضلا عن الابعاد السياسية والترويج لعجز الرئيس السيسى عن حماية الحدود المصرية وتحقيق الاستقرار بما يؤدى لخلخلة الجبهة الداخلية. ولا أنكر ان ثمة اخطاء وقعت فى حادث الفرافرة تتعلق بالمعلومات والتنبؤ ودرجات الاستعداد والتأمين وتوفير الامكانيات والتموين والامداد لنقاط حرس الحدود التى تكاد تكون منعزلة وسط الصحراء وهى من المفترض انها بمثابة محطات انذار مبكر, مما يستوجب المحاسبة. إلا اننى أرفض قسوة البعض فى توجيه انتقاداتهم من المكاتب المكيفة لأن ذلك يعنى نجاح مخطط الأمريكان والجماعات الإرهابية. ان مشكلة الإرهاب الذى تواجهه مصر فى الحدود الصحراوية شديدة الوعورة الممتدة شرقا وغربا وجنوبا فى آن واحد والتى تعد موانع طبيعية بالنسبة للحروب النظامية تحولت إلى ميزة للارهابيين للاختباء فى الكهوف بمعاونة بعض العربان من ذوى الولاءات المزدوجة وزاد من صعوبة الأمر رعاية الدول المجاورة (إسرائيل ليبيا السودان) للإرهاب وتحولت إلى كماشة لاستدراج الجيش المصرى إلى حرب مع عدو لا يعرف ماذا وأين ومتى يوجه ضربته لتصبح مصر لا قدر الله نسخة مكررة من العراق وسوريا وليبيا. اننى انتمى إلى محافظة الوادى الجديد وأعلم تمامًا صعوبة المهام التى تقوم بها قوات حرس الحدود فى تلك المنطقة الموحشة التى تزيد فيها الحرارة على 50 درجة ويقلق منامهم الذئاب والضباع والعقارب والحيات ذات الاجراس المسماة ب«الطريشة» ناهيك عن كهوف يسكنها الإرهابيون والمهربون ودروب لا يعلم بمجاهلها سوى العربان. لقد صرح «موردخاى كير» المحاضر بمركز بيجين السادات للابحاث الاستراتيجية بعد ثوره 30/6 بأن الارهابيين يتحصنون فى الكهوف ويستعدون لحرب شرسة ضد الجيش المصرى سيكلفه النصر فيها خسائر فادحة وفى أماكن تتحول فيها الدبابة إلى أرنب يصبح فريسة للصيد. وهو ما يعنى ان المعركة ضد الارهاب طويلة ومكلفة. وأرجو من جهابذة الفضائيات الا يتحولوا إلى خنجر فى ظهر الوطن بحسن نية أو بتمويل أمريكى.