مصر لن تسقط ولن ترضخ للإرهاب، وكل قطرة دم لشهيد مصرى فى أى بقعة على أرض هذا الوطن، لن تزيد الشعب المصرى إلا إصراراً على مواجهة الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره إلى الأبد.. حادث الفرافرة الذى استشهد فيه 22 من خيرة أبناء هذا الوطن على أيدى مجموعة من الإرهابيين أدمى قلوب المصريين لأنه مثَّل الخسة فى أبشع صورها بسبب الطريقة الغادرة التى تعرض لها الجنود الصائمون عندما فوجئوا بالهجوم بصواريخ ال«آر بى جى» والمتفجرات وسط الصحراء القاحلة من قبل مجموعة لا دين لها ولا ضمير ولا تمت للجنس البشرى بعلاقة.. فالجرم الذى ارتكبته اتسم بالغدر والخيانة والخسة قبل انطلاق أذان المغرب بقليل وفى شهر رمضان المحرم. هذا الحادث الخسيس يأتى ضمن سلسلة من الحوادث الإرهابية التى شهدتها مصر منذ إزاحة الجماعة الإرهابية عن السلطة، وكلها حوادث تشير بجلاء إلى أن الجماعة التى سبق واحتضنت كل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وقامت برعايتها فى سيناء وغيرها من الأماكن، كما قامت بالإفراج عن قياداتها من داخل السجون المصرية لإعادة تنظيم صفوفها وتنظيماتها، هى التى تحاول الآن إعادة الجماعة إلى السلطة من خلال الأعمال الإرهابية، ولا يمكن أن تغفل ارتباط ما يحدث من إجرام مع الهذيان الذى يصدر عن لسان محمد مرسى وقيادات الجماعة أثناء محاكماتهم وترديدهم العودة إلى السلطة فى إشارات واضحة لجماعات الإرهاب بالتصعيد من أعمالهم. ما حدث فى الفرافرة لا يمكن فصله عما يحدث فى ليبيا من الفصيل نفسه الذى يقوم بكل أشكال الإرهاب والقتل والتخريب فى الأراضى والمدن والمطارات الليبية، بعد أن لفظه الشعب الليبى وخسر معركته فى البرلمان والسلطة.. ولا يمكن فصله أيضاً عما يحدث فى تونس التى استشهد فيها 14 عسكرياً أيضاً منذ أيام على أيدى هذه الجماعات.. ولا يمكن فصله عما يحدث فى العراق وغيرها من البلدان العربية التى ترتفع فيها الرايات نفسها السوداء وكلها تشير إلى أن هذه الفصائل الإرهابية تعمل بنظام ومنهج واحد للقفز على السلطة أو الفوضى الهدامة. أيضاً ما حدث فى الفرافرة لا يمكن فصله عما يحدث فى غزة التى تعانى حرباً ضروساً واعتداءات إجرامية من الكيان الصهيونى راح ضحيتها مئات الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال كل ذنبهم أنهم يرضخون تحت حكم حماس التى لم تفقد أحداً من قياداتها أو أعضائها.. ومع إن مصر تدخلت لوقف هذه المذبحة لكن رفض حماس يزيد من معاناة الشعب الفلسطينى، ويبدو أن حماس مازالت تنتظر تعليمات الدوحة بعد أن فقدوا مرشدهم وقاداتهم فى مصر الذين أجبروهم منذ أكثر من عام على التهدئة والالتزام بأمن إسرائيل!! معركتنا مع الإرهاب مستمرة لأننا نعلم أن الصفعة المصرية لأمريكا وذيولها كانت قوية فى 30 يونية عندما أسقط المصريون السيناريو الأمريكى بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد وتقسيم مصر والدول العربية إلى دويلات صغيرة متصارعة كما يذهب العراق الآن.. المعركة مستمرة لأن أمريكا مازالت تراهن على الجماعة حتى الآن، ومازالت تترك ذيولها مثل قطر وتركيا وغيرهما تقدم للجماعة كل المساعدات فى محاولة بائسة لإعادة إحيائها. باختصار.. الشعب المصرى لن يُرهب ومصر لن تسقط والجماعة لن تعود، وكلنا جنود فى هذه المعركة حتى اقتلاع الإرهاب من جذوره ومحقه.