استولى تنظيم «عناصر الدولة الاسلامية» في العراق على دير في ناحية منطقة الخضر جنوب شرق مدينة الموصل، وطردوا الرهبان والقساوسة منه، وتأتي العملية بعد يوم واحد على انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للمسيحيين لمغادرة المدينة. وقال رجل دين مسيحي رفض الكشف عن هويته ان مسلحي داعش اقتحموا كنيسة ماربهنام في منطقة الخضر جنوب شرق الموصل واستولوا على الدير وطردوا القساوسة منه. واضاف ان المسلحين قالوا للقساوسة هناك لم يبق مكان لكم بيتنا وعليكم المغادرة فورا، واضاف ان القساوسة حاولوا اخذ بعض حاجياتهم، لكنهم منعوهم، وقالوا لهم تخرجون بملابسكم وترحلون من هنا مشيا على الاقدام. وأجبر رجال الدين على السير الى مدينة قرة قوش على مسافة اكثر من 10 كيلو مترات قبل ان تأتيهم قوة من البيشمرجة لتنقلهم الى مناطق خاضعة لسيطرتهم. وهرب المئات من المسيحيين من اهالي مدينة الموصل العراقية اثر انذار وجهه تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشن هجوما كاسحا على مناطق متفرقة في شمال وغرب البلاد. وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لاول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين، مضيفا ان العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل في اقليم كردستان العراق. وقال ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على المدينة منذ اكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وفى سيدني، اعلنت السلطات الاسترالية ان شابا استراليا في ال18 من عمره نفذ هجوما انتحاريا في بغداد الاسبوع الماضي، الامر الذي وصفه المدعي العام جورج برانديس بالتطور المزعج . واسفر التفجير الانتحاري الخميس الماضي قرب مسجد في بغداد عن سقوط عدد من القتلى. وقالت تقارير ان تنظيم الدولة الاسلامية اطلق على الشاب الذي غادر مولبورن العام الماضي الى منطقة الشرق الاوسط، اسم ابي بكر الاسترالي على احد حساباته على تويتر. ووصف برانديس الامر في بيان ب «التطور المزعج»، واعتبر انه مثل جديد على خطورة الوضع في العراق حاليا، واضاف ان الحكومة تأسف لاعمال العنف التي تنفذها الدولة الاسلامية في العراق والشام ومجموعات متطرفة اخرى في العراقوسوريا وهي قلقة جدا من تورط استراليين في هذه الانشطة. واشار البيان الى ان الشاب هو ثاني استرالي ينفذ هجوما انتحاريا في نزاعات العراقوسوريا، من دون اضافة تفاصيل. وكانت جولي بيشوب وزيرة الخارجية أعربت الشهر الماضي عن قلقها الشديد من تورط 150 استراليا «في العمل الارهابي» في العراقوسوريا. وعلى صعيد متصل قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إنه في الوقت الذي تنفذ إسرائيل هجومها على غزة ويسقط الكثير من الضحايا، تحدث مأساة في مكان آخر يبعد عن غزة 1200 كيلومتر، حيث أُجبر مسيحيو الموصل على مغادرة المدينة التي أقاموا فيها 1600 عام. وترى الصحيفة أن داعش كشفت عن وجهها الحقيقي منذ البداية، بعكس النازيين الذين لم يكشفوا عن نواياهم حيال اليهود إلا بعد مرور سنوات على وصولهم إلى السلطة. وأوضحت الصحيفة أن داعش لم تخف هدفها النهائي، وهو تأسيس خلافة إسلامية قائمة على فهم للإسلام يفتقر إلى الحد الأدنى من التسامح، يؤدي إلى تصفية كل من يختلف في فهمه عنها. ومن ناحية أخرى يقوم عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» ببيع النفط والغاز من حقول يسيطرون عليها في شرق سوريا، الى تجار عراقيين ينقلونه عبر صهاريج تعبر الحدود يوميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد السوري أمس الاثنين ان «صهاريج تحمل لوحات عراقية دخلت خلال الأيام الماضية من العراق في اتجاه حقول النفط في الريف الشرقي لدير الزور، لتعبئ وتنقل النفط إلى مناطق في غرب العراق». ووسع التنظيم المتشدد سيطرته على مناطق في شرق سوريا وشمالها خلال الاسابيع الماضية، تزامنا مع الهجوم الكاسح الذي يشنه منذ اكثر من شهر في العراق، والذي سيطر خلاله على مناطق واسعة في شماله وغربه. واشار المرصد الى ان «الدولة الاسلامية» قامت ببيع النفط في داخل سوريا بأسعار مخفضة تتراوح بين 12 و18 دولارا للبرميل، وذلك في محاولة «لكسب التأييد الشعبي في مناطق نفوذها، في ظل الازمة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري في كافة المناطق، وخصوصا في مناطق سيطرة الدولة الاسلامية.