عندما ندافع عن أهالينا الفقراء يتهموننا بالمزايدة السياسية.. ولا أدري من يدافع عن فقراء مصر الذين يتحملون دائما فاتورة أي اصلاح، بينما اغنياء مصر - وهم كثر - يجلسون في بروج مشيدة لا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم أو المساس لمصالحهم. وعندما قررت الحكومة رفع اسعار الوقود صرخنا وحذرنا وقلنا إن الفقراء - وحدهم - من يتحملون الثمن وهم بمفردهم الذين سيدفعون ثمن المشاريب!! ولكن لم يسمع لنا أحد، واتهمونا بالمزايدة السياسية وتأليب الناس وتحريض الفقراء، ومع ذلك لم تسمع لنا الحكومة واستمرت في غيها ونظر الفقراء لها ولسان حالهم يقول مقدروشي على الحمار اتشطروا على البردعة!! رغم أن عدد المليونيرات في مصر أكثر من عددهم في الامارات الشقيقة وتم تطبيق الزيادة فاشتعلت الأسعار ناراً في كل شىء وأي شىء خاصة طعام الفقراء والذي يقتصر في الغالب على العيش والفول والطعمية فمن ناحية العيش فقد وجهت الحكومة لطمة للفقراء عندما رفعت سعره بحوالي 30٪ مع تطبيق منظومة الخبز الجديدة رغم اعلانها السابق بعدم المساس بأسعار الخبز وقد لجأت الحكومة لحيلة خبيثة لرفع سعر الرغيف المدعم بأن «خصمت» من وزن الرغيف 40 جراماً فبعد أن كان وزنه 130 جراماً أصبح في ظل المنظومة الجديدة 90 جراماً مع ثبات سعره عند 5 قروش للرغيف يعني أن الحكومة سرقت من وزن الرغيف حوالي 35٪ من حجمه!! هذا عن العيش الحاف. نأتي الى «الغموس» وهو الذي يقتصر عند الفقراء على الفول والطعمية فقد أصاب السعار اسعار الفول والطعمية وساندوتشاتها فقد وصل سعر الساندوتش الى جنيه ونصف بعد أن كان جنيهاً واحداً ولما سأتل صاحب مطعم اخبرني بأن كيلو الفول ارتفع في ساعة واحدة من خمسة جنيهات الى ثمانية جنيهات.. وبما أن «قدرة» الفول تسع 16 كيلو فول فكانت تكلف صاحب المطعم فيظل السعر القديم 80 جنيها، اما بالسعر الجديد للفول والذي تجاز ثمانية جنيهات فقد أصبحت «القدرة» تتكلف 128 جنيهاً كاملة أي أن ثمن ما تحتويه «قدرة» الفول ارتفع 48 جنيه كاملة وفي ضربة واحدة!! لهذا قام اصحاب المطاعم برفع سعر ساندوتشات الفول والطعمية بعد ان اشتعلت اسعار الفول. والآن ماذا بقى للفقير بعد أن اشتعلت اسعار العيش والفول والطعمية ماذا بقى له إذن؟! أما اذا تجرأ المسكين وذهب «للتنفيس» عن نفسه بشرب كوب شاي على المقهى المجاور لمنزله فسيجد صفعة جديدة في انتظاره فقد ارتفع أيضاً سعر كوب الشاي الى 2 جنيه، أي تضاعف سعر كوب الشاي الذي كان المسكين لا يدفع فيه أكثر من جنيه واحد قبل يوم واحد من تطبيق قرارات رفع اسعار الوقود ليصبح 2 جنيه كاملة. إذن ماذا بقى للفقراء في مصر يا سادة غير الانتحار بأيديهم ليذهبوا الى دنيا قد تكون ارحم بهم من هذه الدنيا التي لا ترحمهم! رغم أن الفقير هو أول المواطنين في مصر الذي يدفع الضرائب المستحقة على الجنيهات القليلة التي يتقاضاها.. بل إن الدولة تخصمها من المنبع قبل أن يتسلم الفقير مرتبه!! ياسادة لقد قلتها سابقاً إن السبب الرئيسي الذي ادخل عبد الناصر لقلوب الناس كان انحيازه لفقراء مصر وبسطائهم والذين كانوا بالنسبة له هم «البوصلة» التي تتجه ناحيتها كل القرارات حتى بعد ان هزم في 67 هزيمة نكراء تمسك به الشعب ورفض تنحيه فلماذا تبدأون عهداً جديداً ب «عصر» المواطن الغلبان في حين تركتم حيتان الاراضي وأبطال الفساد يمرحون ويمشون في الأرض مرحاً يقيني أن هناك مؤامرة لاغتيال «شعبية» السيسي حتي يجعلوا المواطن ينصرف عنه ويلعن أيام حكمه وهي أكبر خسارة للسيسي الذي لن ينجز أي عمل أو يتحقق أي نجاح الا بالالتفاف الشعبي حوله فهل يفطن الرئيس لهذا المؤامرة، ويقولها بملء فيه: «الا الفقير»، فكلما قلت سابقاً عندما وصفوا رفع سعر الوقود بالدواء المر قلت لهم يا سادة لا تنسوا ان الدواء المر اذا تعاطاه المريض على معدة خاوية فسيكون سبباً في هلاكه، فماذا بقى في معدة الفقير بعد أن استعصى عليه كل شىء حتى العيش الحاف؟!