الصروح الطبية في المنصورة ترشح هذه المدينة بجدارة ان تكون العاصمة الطبية لمصر .. ولأني من أهل المنصورة ولا أخفي تعصبي المرضي لهذا البلد الجميل مكانا وناسا وتاريخا - فقد وقفت مبهورا أمام مركز جراحة الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة والذي يعتبر بكل المعايير الطبية والعلمية والعصرية وجها حضاريا مشرفا لمصر وللعلم وللطب، خاصة ان على رأس هذا الصرح الطبي شابا اربعينيا هو الاستاذ الدكتور أمجد فؤاد مدير المركز والذي تشرفت بلقائه لوقت قصير بعد يومين ترددت فيهما على المركز مع شقيقتي المصابة بانسداد تام في القناة المرارية ، ولم اتصل بأي مسئول في المركز وسعيت لاختبار مدى جودة الخدمة المقدمة ومدى الالتزام باللوائح والقواعد المعمول بها ، وأشهد أنني رأيت واحدا من أحدث المراكز الطبية التي تقدم افضل الخدمات للمرضي من كافة انحاء الدقهلية خاصة ومحافظات الوجه البحري بوجه عام وخلال 48 ساعة دخلت شقيقتي المركز واجريت لها كافة الفحوصات وتم تركيب دعامة لها لفتح القناة المرارية وخرجت ثاني يوم العملية وبيدها كارت تعود به للمركز في اي وقت ومسجل عليه كل التعليمات الطبية . هذا العمل الرفيع المستوى بمركز الجهاز الهضمي بالمنصورة يقدم لعشرات وعشرات المرضي يوميا وهو ما يجعلني اقول صراحة ودون أي تردد انه نموذج مشرف للطب والأطباء وقيادة واعية وواعدة بالكثير في المستقبل وأن كل عمل ناجح ومميز خلفه عقول علمية منظمة وأفكار شديدة الصلة بالعصر والعلم والمعرفة ، ولم يستوقفني شيء خلال يومين بالسؤال إلا ماشاهدته بصالة الاستقبال الجميلة الأثاث والديكور والحكاية انني اقتربت من واجهة زجاجية خلفها عدد من الموظفين وملصق على جانبيها لوحتان لحملة « هل صليت على النبي محمد اليوم « وتحت هذا السؤال عبارة « حملة جمع مليون مصل على النبي « والحقيقة أن مركز الجهاز الهضمي ليس هو المكان الذي توضع به مثل هذه الشعارات غير المبررة واعتقد ان جلال النبوة وقدسية الدين من الأمور التي لايجب الزج بهما في مراهقات جماعة هنا أو موظف هناك .. وعلى كل حال فروعة المركز أخذتني سريعا من حالة الامتعاض التي تسببت فيها صبيانية ومراهقة بعض المهاويس .. وأعود للقول إن مركز جراحة الجهاز الهضمي بالمنصورة يستقبل اكثر من 30 الف مريض سنويا. وكانت نقلة نوعية هائلة حين افتتح المركز وحدة لعمليات زراعة الكبد من متبرع حي وقد نال المركز سمعه طبية في هذا المجال بعد أن اجري أول عملية زرع كبد من متبرع حي بأيدي أطباء المركز عام 2004إلي إن وصل عدد عمليات زرع الكبد حتي الآن أكثر من 312 حالة بنسبة نجاح بلغت 84% .. وبمنتهى السلاسة والدقة ايضا يتم تعامل المريض مع المركز من لحظة دخوله الكترونيا، حيث يعتمد المركز على شبكة اليكترونية توفر لأي قسم ولأي طبيب كافة المعلومات عن حالة المريض بمجرد الدخول باسمه والرقم الذي سجل به وهذا النظام الالكتروني عبارة عن برنامج تم تصميمه وبرمجته خصيصا للعمل على شبكة المعلومات الخاصة بالمركز بغرض توفير الوقت والمجهود علي المريض والطبيب والعاملين من خلال متابعة المريض إلكترونياً بمجرد دخوله المركز. هذه المنارة العلمية والطبية الراقية والرائعة بالمنصورة تكتسب قيمتها ليس فقط من جودة الخدمات المقدمة للمرضي، ولكن ايضا من خبرات البحث العلمي الكبيرة والمهمة في كافة المجالات الخاصة بالجهاز الهضمي واهمها أبحاث خاصة بأورام الجهاز الهضمي والكشف المبكر على أورام الجهاز الهضمي وأبحاث خاصة بالبنكرياس وأورامه وأبحاث خاصة بالكبد وأبحاث عن دوالي المريء وحركية الجهاز الهضمي وأبحاث القنوات المرارية وأبحاث الليزر.. هنيئا للمنصورة مراكزها الطبية والحضارية الوجه والقلب وفي مقدمتها مركز الكلي ومركز جراحة الجهاز الهضمي .. وهنيئا للمنصورة ابناءها المتميزين والموهوبين علميا واداريا وفي قلب الصورة الدكتور محمد غنيم والنجم القادم بثقة دكتور امجد فؤاد ..