أبرزت الصحف العالمية تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول الحكم الصادر بحق 3 من صحفيي قناة الجزيرة فيما يعرف بقضية "خلية الماريوت". واهتمت الصحف الأمريكية والبريطانية خاصة بما أكده السيسي، خلال لقائه بعدد كبير من الإعلاميين أمس الأول، بأن القضية ألحقت أضرارًا كبيرة بسمعة مصر في العالم، وأنه كان يتمنّى لو كان قد تم ترحيل الصحفيين من مصر بدلا من محاكمتهم وإصدار أحكام بالسجن عليهم تتراوح بين 7 إلى 10 سنوات. قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية إن السيسي اعترف للمرة الأولى بأن الأحكام القاسية الصادرة بحق الصحفيين الثلاثة كان لها تأثير سلبي للغاية على سمعة بلاده، وقال إنه كان يأمل بأن يتم ترحيلهم بدلا من محاكمتهم. وأشارت إلى أن تصريحات السيسي تمثل أول "اعتراف علني" من جانب مسئولين مصريين بأن القضية ألحقت الضرر بالعلاقات المصرية مع المجتمع الدولي. إلا أن الصحيفة شددت أيضاً على أن السيسي لم يذكر ما إذا كان سيُصدر عفوًا عن الصحفيين الثلاثة وهم الأسترالي بيتر جريسته والمصري الكندي محمد فاضل فهمي، والمصري باهر محمد. ورأت الصحيفة الأمريكية أن السيسي سعى من خلال تلك التصريحات إلى "تفنيد المزاعم" بأن القضية ذات "دافع سياسي"، و"انعكاس للتوتر السياسي" بين مصر وقطر، الدولة الخليجية التي تمتلك شبكة الجزيرة. من جانبها أكدت صحيفة "الوول ستريت جورنال" الأمريكية أن تصريحات السيسي أصابت الكثيرين بالحيرة الشديدة تجاه موقف السيسي من القضية، خاصة في ظل تصريحاته السابقة التي أكد فيها استقلالية القضاء وعدم التدخل في أحكامه مطلقاً. كما أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية تعليق شقيق الصحفي الأسترالي بيتر جريسته، التي قال فيها إنه تأثّر كثيرا بكلمات السيسي حول القضية، وأنه يأمل في الوصول إلى حل إيجابي للقضية. وفي هذا السياق، فإن الرئيس السيسي أصبح في مأزق بعد تلك التصريحات، فقد أكد سابقاً أن القضاء مستقل ولا يمكن التدخل في أحكامه، وبالتالي فإن صدور قرار بترحيل الصحفي الأسترالي من شأنه أن يُعقّد القضية، لأن الطبيعي أن يتم الإفراج عن الصحفيين المصريين الآخرين الصادر ضدهما أحكامًا بالسجن أُسوة بزميلهم الأسترالي. وعلى الجانب الآخر فإن تصريحات السيسي يمكن أن تكون بمثابة محاولة لنزع فتيل التوتر مع الإعلام العالمي، على أن يتم التعامل مع القضية بصورة مختلفة من السلطات القضائية في الاستئناف المقدّم من المتهمين على الحكم الصادر بحقهم.
