3 يوليه 2013 ... تاريخ لا ينسى في هذا اليوم توجهت صباحا الى مكتبي بماسبيرو وكنت أعلم أن الساعات القادمة ستكون فارقة في تاريخ الوطن خاصة ان النظام الإخواني الحاكم في ذلك الوقت قد فقد سيطرته على مفاصل الدولة خاصة الجيش والشرطة والاعلام وكل الأجهزة السيادية في الدولة واصبح رئيس الدولة معزولا في قصر الاتحادية ولم تكن لديه قناة اتصال غير مكتب الارشاد . وكان التليفزيون الرسمي قد قرر قبل ذلك اليوم وتحديدا يوم 28 يونية الانحياز للشعب مع الالتزام بالمهنية الكامل في التغطية الاخبارية فكان توزيع شبكة المراسلين على المناطق بشكل متوازن حيث تجمع الإخوان في ميداني رابعة العدوية و النهضة بشكل اساسي بينما تركزت الجماهير الرافضة لحكم الاخوان امام قصر الاتحادية وفي ميدان التحرير . وطلبت من قطاع القنوات الاقليمية امداد ماسبيرو على مدار الساعة بالمواد المصورة لأي فعاليات جماهيرية في المحافظات التي تغطيها هذه القنوات واعتمدنا على تقسيم الشاشة لنقل أي احداث مصورة خاصة من خلال النقل المباشر واعتبرنا ان يوم الجمعة 28 يونية بروفة جنرال لما سوف يحدث يوم الاحد 30 يونية وخلال فترة حكم الاخوان كان كانت هناك ضغوط بشكل مستمر على الاعلام لاسيما قطاع الاخبار واتحاد الاذاعة والتليفزيون عموما من قبل إعلام الرئاسة المتمثل في مجموعة من التابعين لمكتب الارشاد ولذلك رفضت اي تدخل من قبل المسؤولين عن الاعلام في الرئاسة في توجيه التغطيات وطلبت من وزير الاعلام عدم تواجد اي منهم في مبنى ماسبيرو حرصا على سلامتهم لان فريق العمل التنفيذي خاصة في اخبار التليفزيون من محررين ومخرجين ومراسلين ومذيعين لن ينفذوا اي تعليمات منهم وتحديدا شخص معين اعتاد التواجد في المبنى وسيتعرض للاذى ان حضر يوم 28 او 30 يونية وبالفعل اختفى هذا الشخص الذي كان يطلق على نفسه لقب ( مستشار ) وعرفت انه متواجد مع مساعديه في رابعة واشتكى لي المخرج في الموقع من تدخله في عمله بصورة سافرة . وقد حاول الاخوان يومي 28 و29 يونية استعراض قوتهم في الحشد وكان وزير الاعلام يتابع التغطية من قناتي مصر 25 و الجزيرة ويقارن بما ينقل على التليفزيون المصري ويبدي امتعاضه اكثر من مرة من عدم التركيز على تجمعات الاخوان . بينما يرى مستشارو الإعلام في الرئاسة أن التوازن الذي يتبعه التليفزيون الرسمي أمر غير مهني من وجهة نظرهم التي نقلوها من خلال الاتصالات الهاتفية والرسائل القصيرة سواء معي أو رئيس الاتحاد او مستشار وزير الاعلام او حتى الوزير نفسه الذي اصبح في وضع لا يحسد عليه لانه وصل الى مرحلة لم يكن في مقدوره اتخاذ اي قرار وقررت عدم الرد عليهم لدرجة أن أحدهم هدد وتوعد وأخذ يهزي بكلمات يعاقب عليها القانون من خلال اتصال مع أحد الزملاء بعدما فشل في الاتصال بي على هاتفي المحمول وطلبت من مكتبي أن يكون اتصاله من خلال السكرتارية وزاد الامر توترا بعدما أصدر الاتحاد بيانا تمت اذاعته عبر القنوات التليفزيونية والشبكات الإذاعية اعلن فيه بشكل واضح انحيازة للجماهير لأن التليفزيون المصري هو ملك للشعب لدرجة أن الوزير اتصل برئيس الاتحاد وأخبره بالنص (ان تليفزبون الدولة لم يعد مع الرئيس). وفي الجزء الثاني نواصل متابعة الساعات الحاسمة قبل اذاعة بيان قوى الشعب المصري والقوات المسلحة يوم الثالث من يونية.