سادت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين جموع المواطنين في مختلف المحافظات بسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربى، الأمر الذي أدى إلي تحول قري ومراكز الجمهورية إلي كتل من الظلام الدامس، خاصة أن درجات الحرارة زادت على 40 درجة مئوية في بدايات الشهر الكريم. يعاني كثير من المناطق المتفرقة بالقاهرةوالجيزة، من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائى لمدد تزيد علي خمس ساعات في اليوم أو أكثر، الأمر الذي أدى إلي استياء كثير من المواطنين، واشتكى معظم أهالي قري ومراكز ومدن العاصمة من انقطاع التيار الكهربائى يومياً وبشكل أثار غضب الكثير من الأسر البسيطة والتي لا تملك الرفاهية وخاصة مع دخول شهر رمضان الكريم. أكد عبدالمعز عبدالله أن أكثر من 120 ألف نسمة بقرية المنوات يفطرون بعد يوم طويل وشاق علي أضواء الشموع وجباهم تتقطر عرقاً علي موائد الطعام ويأتي الفجر علينا وتتألم الأطفال من ارتفاع درجة الحرارة، والظلام الذي أصبح عنواناً رئيسياً داخل قري ومراكز محافظة الجيزة، مما أدى إلى شعور تلك القري بالقهر وأن الأزمة ستستمر خلال شهر رمضان الكريم وهذا ما أكده مسئولو الكهرباء بالمحافظة. ومن جانب آخر فقد أكد حازم فرج، مهندس، أن انقطاع التيار الكهربائى في كثير من المناطق الحيوية داخل القاهرة الكبرى أصبح شيئاً يفوق الحدود وفوق طاقة البشر فكيف لعاصمة الدولة أن تعيش في زمن العصور الوسطى وبها عدد كبير من المؤسسات والشركات والمستشفيات وينقطع بها التيار الكهربائي بهذا الشكل المستفز ويؤثر ذلك عن انقطاع مياه الشرب وخاصة في الأدوار العليا التي تحتاج إلي كهرباء لتشغيل مواتير رفع المياه. وأكد سليم محمود من أطفيح أننا نعيش أسوأ أيام فلا يوجد مياه ولا كهرباء ولا نستطيع أن نتواجد داخل المنازل بسبب درجة الحرارة المرتفعة، هذا فضلاً عن فساد كثير من الأطعمة التي تكلف البسطاء كثيراً من الأموال بسبب انقطاع التيار الكهربائى. ففي محافظة الإسماعيلية اشتكي المواطنون من الأزمة التي كادت تتحول إلى مأساة حقيقية، بعد انقطاع التيار الكهربائى فترات طويلة، دون سابق إنذار من قبل المسئولين في ظل ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي صاحبه انقطاع تام لمياه الشرب عن المنازل، نتيجة عدم توافر مولدات تغذي محطات المياه كبديل عن الكهرباء. اضطر عدد كبير من المواطنين في قري ومراكز المحافظة إلي شراء الكشافات الصينية والشموع والتي تزايدت أسعارها بشكل كبير. وقال هشام إسماعيل، أحد مواطنى المحافظة: «إن التيار الكهربائى انقطع أمس أكثر من 4 مرات علي فترات في ظل حرارة الجو، دون مراعاة ظروف المرضى وصيام شهر رمضان المبارك. وفي محافظة الغربية سادت حالة من الغضب بين أهالي المحافظة بسبب انقطاع التيار الكهربائى المستمر، مما أثر ذلك علي مناطق الإنتاج خاصة في المدن الصناعية. من جانبه أكد نبيل مطاوع كيف نطالب بالعمل والإنتاج في ظل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى بصورة تتعدى الأربع أو الخمس مرات يومياً والمرة الواحدة تتعدى الساعتين فيما يعادل نصف اليوم تقريباً نعيشه بلا كهرباء وكأننا رجعنا لعصور ما قبل الظلام. وناشد «مطاوع» المسئولين ضرورة إيجاد حل لتلك الأزمة التي تزداد سوءًا يوماً بعد يوم ولم نشاهد أي تغيير. واشتكي أهالي محافظة الفيوم من الانقطاع المتكرر للكهرباء في مختلف أنحاء المحافظة مع اليوم الأول في شهر رمضان بمعدل 6 ساعات انقطاع في اليوم. وأكد المواطنون أن ما يحدث مهزلة لابد من وضع حد لنهايتها. وفي محافظة الدقهلية توقفت الحياة، خاصة في بداية شهر رمضان الكريم وأصيبت الأنشطة التجارية داخل السوق التجاري بالمدينة بالشلل، وتوقفت حركة البيع والشراء بسبب انقطاع الكهرباء بشكل شبه مستمر، والغريب أن هذه الأزمة أدت إلي قيام عدد كبير من المساجد بأداء صلاة التراويح علي أضواء الكشافات والشموع. وتسبب انقطاع الكهرباء المتكرر وبشكل دائم يصل إلي 5 ساعات يومياً في حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين التي توقفت جميع أعمالهم بسبب تلك الأزمة. الأمر الذي أدى إلي دعوة المساجد بحملة تبرعات سريعة لشراء مولدات كهربائية لإنارة المساجد خلال شهر رمضان، فيما لجأ عدد من المصلين بالقري التي نعاني من انقطاع مياه الشرب إلي الترع التي تجاور تلك المساجد للوضوء. وفي محافظة الفيوم سادت حالة من الغضب العارم بين الأهالي بعد انقطاع التيار الكهربائى لساعات طويلة خاصة أوقات صلاة التراويح وصلاة الفجر. وأكد عمرو عبدالعزيز أحد أهالى مدينة الباجور أن انقطاع الكهرباء زاد على الحد ليلة أمس الأول وأفسد فرحة الأهالي بأول ليلة بشهر رمضان، مشيراً إلي أنه أدي صلاة التراويح في الظلام والحر مطالباً الحكومة بالحلول الجذرية لمواجهة الأزمة. ومن جانبه أكد محمد عسل، وكيل وزارة الكهرباء بالمنوفية، أن درجة الحرارة المرتفعة أدت إلي زيادة الاستهلاك وبالتالى ارتفاع الأحمال وانقطاع الكهرباء، مشيراً إلي ضرورة ترشيد الاستهلاك وهو الحل الذي تملكه الوزارة في الوقت الحالى. وأشار إلي أنه خاطب وكيل وزارة الأوقاف للتنبيه علي المساجد للاستغناء عن الأنوار المستخدمة في الزينة بالشوارع وأمام الجوامع وترشيد استهلاك التكييفات خلال أداء الصلوات وخاصة صلاة التراويح.