علامات الاستفهام ترتسم أمام تعدد قنوات الرقص الشرقى مثل «التت، المولد، الفرح، شعبيات، الدربكة» وتصوير ما تعرضه على أنه فن راق وهو لا يمت للفن بصلة، فركيزته إظهار مفاتن المرأة الجسدية وجعلها تبدو وكأنها واجهة للعرض وجذب لانتباه الرجال عبر إثارة الغرائز وتأجيج الشهوة، وهو أداء أساء لها وأظهرها بصورة مهينة مبتذلة، إنه التبرج الذى نهى الله عنه. ولا أدرى كيف تأتى لهذا النموذج من النساء أن يسلمن كيانهن لهذا الاستغلال الرخيص لتكرس الواحدة منهن صورة نمطية تخاطب من خلالها الغرائز أكثر مما تخاطب العقول؟ آن الأوان لوقف هذا النزيف اللاأخلاقى والحد من سوء استخدام المرأة كسلعة للاثارة وهى صورة مهينة لها حيث إنها ليست مجرد جسد وإنما هى كائن بشرى له كرامته وإنسانيته وعليه فإن الرقص الشرقى الذى يبث عبر هذه الفضائيات يمثل استغلالا لها كمادة للعرض المسف وهو ما يتعارض مع الشرائع الدينية التى كرمت المرأة، وأكدت على ضرورة قدسية جسدها وأباحت لها العمل الشريف وليس الكسب الخبيث، آن الأوان لفرض ضوابط أخلاقية للحد من سوء استخدام المرأة كسلعة للاثارة إذ إن المرأة ليست مجرد جسد فائر وإنما كائن بشرى له كرامته وإنسانيته. ولهذا يتعين على المرأة الحفاظ على ذاتها بصون نفسها بالبعد عن هذه النفايات. يتماهى مع الرقص الشرقى موجة الاسفاف والابتذال فى السينما المصرية والفضائيات إلى حد العهر وسط تدنٍ فى المستوى وابتذال واباحية واسقاطات وايحاءات جنسية وألفاظ خادشة للحياء والهدف الإثارة. وكأنما اعترى مصر خلل تربوى ودينى وأخلاقى، وكأنما أريد من وراء ذلك كله تحدى سلطة قيم المجتمع وأعرافه ومعاييره. ولا يستقيم وجود هذا الاسفاف الذى يدعو للفسق والفجور فى دولة تؤمن بالاخلاق، لاسيما وهو يمثل امتهانًا لجسد المرأة المصرية ومن ثم فهو بمثابة ترويج سافر للدعارة على الملأ ولا صلة بالفن ولا بالثقافة ولا بالأخلاق، فهو عهر يثير الغرائز ويحرك الشهوة. إنه فن التعرية على الملأ إذا جاز لنا أن نطلق عليه فنًا، آن الأوان لوقف المهزلة التى تتحدث عن أن الرقص الشرقى جزء من تراث المحروسة وثقافتها وملمح للهوية المصرية!! إن هذا الاسفاف هو أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة التحرش التى تشهدها مصر والتى حدت بصحيفة «الواشنطن بوست» إلى أن تتحدث عن أن مصر تحتل المركز الأول فى التحرش الجنسى بالمرأة. حرام أن تشيع الفاحشة ليسود التدنى والرخص الذى لا يستقيم مع أية شرائع دينية كانت أو إنسانية أو أخلاقية. لابد من قطع دابر الفتنة ومنع هذه الآفة التى يصنفها البعض تجاوزًا على أنها فن راق!!