ليس كل رجال الأعمال مشبوهين وليس كلهم فوق مستوى الشبهات هم مثل كل الفئات الأخرى فيها الشريف وفيها المنحرف، وعندما طالبت رجال الأعمال بالاستجابة لمبادرة الرئيس السيسى لدعم الاقتصاد المصرى من مالهم، اقترحت على كل رجل أعمال التنازل عن ملعقة من طبق المهلبية الذى كونه بعضهم من كده وعرقه وهذا صحيح وبعضهم كونه من الأساليب إياها التي كانت يتيحها نظام مبارك للمرضى عنهم، وهؤلاء كانت لهم مواصفات خاصة ومازالت آثارها علي وجوههم تشير عليهم وتجعل المرء يشم رائحتهم عن بعد ولا يستطيعون أن يتخفوا حتى لو لبسوا كل أردية الفضيلة والتقوى. الإعلام ليس جهة تحقيق أو محاسبة ولكنه كاشف للمعلومات التى تصله من مصادرها المؤكدة والمؤكد أن هناك فئة من رجال الأعمال ركبت موجة نظام مبارك وجمعت أموالها بخلاف آليات السوق مؤهلاتهم الشطارة والفهلوة وحمل المباخر والنفاق، وشعارهم: امش جنب الحيط حتي تستولى علي كل الغيط، فشكل بعضهم حزب زواج المال بالسلطة ودعم بعضهم موقفه بالحصول علي مقاعد فى البرلمان ساعدتهم علي إصدار تشريعات فاسدة تحمي مصالحهم، لدرجة أن البرلمان كان يناقش مشروع قانون لمنع الممارسات الاحتكارية وأجبره أحد هؤلاء علي اضافة مادة لمحاسبة الشريك الذى يبلغ عن الممارسات الاحتكارية، كما تم تمرير ثغرة فى قانون حماية الآثار تتيح للصوص الآثار الاحتفاظ بما نهبوه من مقابر الأجداد، كما مرت مشروعات قوانين اقتصادية مازالت تخرج لسانها حتي الآن لحماية لصوص المال العام وتحصن امبراطورياتهم. ملايين الكيلو مترات من الأراضى استولى عليها رجال أعمال نظام مبارك، أحدهم حصل علي المتر بمبلغ 25 جنيها وذهب إلي البنك وقدر له المتر بسعر 250 جنيهًا وحصل بالسعر الجديد علي قروض بالمليارات أقام عليها امبراطوريات ضخمة يذل بها الشعب المصرى، لم يرث هؤلاء شيئًا من بابا لكنهم حصلوا علي مؤهلات تحدوا بها العلماء مثل الفهلوة، وشوية شوية تعلموا اطعم الفم تستحى العين! انزعج بعض رجال الأعمال من الدعوة لدعم الاقتصاد المصرى الذى كانوا أحد أسباب انهياره، بعد سيطرتهم علي الفرخة التى كان يتغذى الفقراء على بيضها، وخرجوا يعلنون أنهم ليسوا المقصودين وحدهم بالدعوة للتبرع، وهذا صحيح، الدعوة موجهة لجميع المصريين كل حسب مقدرته لكن انتم الذين هلبتم الأموال ماذا انتم فاعلون، نعرفكم بالاسم، ونستطيع فتح ملفاتكم لنكشف كيف جمعتم هذه الثروات وها انتم تمارسون الاحتيال، بعض رجال الأعمال وعدوا بإقامة مشروعات من مالهم الخاص كما وعدوا فى السابق ولحسوا وعودهم اعتمادا علي الذاكرة التي تنسى، طرحوا أفكارهم وسط زفة اعلامية فى شكل اعلانات. بعض هؤلاء لا يملكون طبق مهلبية فقط ولكن يحوزون حلل مهلبية هلبوها من الدولة وعلي حساب المواطن الفقير، هم يريدون الحصول علي آخر حلة يملكها الوطن، عينهم عليها، ويطبقون طريقة جحا عندما استلف حلة الجيران لطهى طعامه وأعاد لهم داخلها حلة صغيرة، وعندما سألوه عن السبب قال لهم إن الحلة التي استلفها منهم ولدت واخلاقه لا تسمح له بالاستيلاء علي شىء ليس من حقه فشكره الجيران، وبعد أيام استلف الحلة الكبيرة مرة أخرى، ومرت أيام، ولم يعد جحا الحلة إلي أصحابها، وعندما سألوه عنها، قال: الحلة ماتت اثناء الولادة، فسأله الجيران فى دهشة يا كذاب هل الحلة تلد؟ فقال جحا فى خباثة: ولماذا صدقتم انها تلد عندما أعدتها لكم فى المرة الأولى بمولودتها الصغيرة. بيل جيتس رجل الأعمال الأمريكى تبرع بنصف ثروته للشعب الأمريكى مساهمة منه فى تحقيق البعد الاجتماعى وغيره كثيرون فى دول العالم، ولم يلف أو يدور أو يعد بمشروعات وهمية وقال أموالى تحت أمر الشعب. وعندما دعا الرئيس السيسى الشعب المصرى للمساهمة فى دعم الاقتصاد، كان أول المبادرين مباشرة بعد انتهاء خطاب الرئيس بدقائق هو الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد وأعلن صراحة تبرعه بنصف دخله السنوى للاقتصاد المصرى، وتبعه العديد من الشرفاء، بالتبرع، لكن بقايا نظام مبارك لا يتغيرون فقد وعدوا بمشروعات، وهم يعلمون أنهم لن ينفذوها، اعتمادا علي البيروقراطية، وضعف الذاكرة، فيطويها الزمن وتنسي مع الوقت بعد الهوجة، ويفلتون كما فلتوا بثروات الشعب، ولكنهم مازالوا يتبجحون فى الاعلام للدعاية لأنفسهم، ومازالوا يخططون علي طريقة جحا وحكايته مع حلة الجيران. بلاش نصب رئيس مدارس صناعية وإيشى جامعات وعيش يا مواطن!!