قال مسؤولون حاليون وسابقون بالإدارة الأمريكية إن تقدم المسلحين السنة في العراق أثار مجددا الجدل داخل إدراة الرئيس باراك أوباما بشأن سياستها في سوريا، مما يزيد الضغط على أوباما للتصرف على نحو أكثر قوة حيال تهديد إقليمي متزايد. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- أن البعض يرى أن أي تدخل عسكري أمريكي ضد تنظيم الجماعة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في العراق لن يكون كافيا، ما لم يتم ضرب معاقلهم الرئيسية في الدولة المجاورة سوريا، حيث تحتل داعش حاليا الأراضي الواقعة على جانبي الحدود. وأشارت الصحيفة إلى أن الكثيرين قارنوا قدرة المسلحين على العبور من ملاجئهم السورية الآمنة إلى العراق بسهولة بالعناصر المتطرفة الموجودة في باكستان، والتي شنت هجمات على مواقع أمريكية في أفغانستان المجاورة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية قوله "إن سورياوالعراق مشكلة واحدة إلى حد كبير. فإذا وصلنا إلى هذا الحد بالفعل، ينبغي علينا النظر إلى سوريا لحل بعض هذه المشاكل". وأوضحت الصحيفة أن إدارة أوباما تضغط حاليا للتوصل إلى اتفاقية سياسية بشأن العراق بإمكانها أن تبث الثقة في الحكومة العراقية، وأضافت أن الإدارة لم تتوصل لاتفاقية حول حجم الضربات الجوية ضد المسلحين الإسلاميين، ولكنها أرسلت بدلا من ذلك فرق تقييم عسكري صغيرة لمساعدة بغداد على استعادة السيطرة على أرض المعركة. ونوهت الصحيفة إلى أن احتمال الحاجة إلى استهداف داعش في سوريا يزيد من صعوبة المهمة عسكريا واستراتيجيا، موضحة أن الجيش الأمريكي جاهد بشدة لجمع معلومات مخابراتية بشأن أهداف داعش المحتملة في العراق التي من الممكن ضربها من خلال شن غارات جوية. ونقلت الصحيفة عن احد المسئولين العسكريين قوله إن المعلومات المخابراتية بشأن معاقل داعش في سوريا محدودة اكثر من ذلك، كما أن مسؤولين دفاعيين بارزين مثل رئيس هيئة الأركان بالجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي يعارضون توجيه ضربات إلى سوريا. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن انتصارات داعش الحاسمة في أرجاء العراق أجبرت إدارة أوباما على الانخراط مجددا في صراعين حاولت البقاء بعيدة عنهما، حيث سحبت الولاياتالمتحدة عمليا جميع قواتها من العراق عام 2011 واتخذت خطوات تجريبية فقط للانخراط في الحرب الأهلية في سوريا