كشف مركز الوفد لدراسات الحركة الوطنية المصرية للكشف عن عدد من الوثائق والصور الفوتوغرافية والمواد الفيليمية النادرة حول العلاقات المصرية – السعودية بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الي مصر . وقال الاعلامى شريف عارف رئيس المركز اننا بصدد تنظيم معرض حول تاريخ العلاقات المصرية – السعودية يتناول مواقف الدعم المتبادل بين حكومات الوفد المتعاقبة والقيادة السعودية، واضاف ان المواقف السعودية المساندة والداعمة لمصر لم تكن وليدة اللحظة أو مرتبطة بالمواقف الراهنة في المنطقة، وإنما ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وتمتد لعقود طويلة ماضية، حيث كان ملوك السعودية وشعبها مساندين ومؤيدين لمصر في ثوراتها، كثورة 1919 وحتى ثورة 30 يونية، وكذلك حروبها ضد الاحتلال البريطاني والعدوان الثلاثي وإسرائيل. فهناك برقيات ووثائق تاريخية نادرة كشفت كثيراً من الدعم السعودي لمصر، والاهتمام الذي يوليه ملوك السعودية لمصر وشعبها، والتعاون بين حكومتي البلدين فيما يتعلق بتنفيذ بعض المشروعات، كما تظهر مدى الحب والتعاون والتضامن بين الشعبين الشقيقين، إضافة لصور نادرة حول لقاءات الملك سعود - رحمه الله - مع الزعيم الوطني المصري سعد زغلول، وصورة أخرى تجمع الملك فيصل - رحمه الله - عندما كان وزيراً للخارجية مع الزعيم المصري مصطفى النحاس. وأضاف رئيس مركز حزب الوفد لدراسات وتوثيق الحركة الوطنية المصرية ان لدينا ما لا يقل عن 20 ألف وثيقة نادرة تؤرخ لتاريخ الحركة الوطنية المصرية، ووثائق تؤكد عمق العلاقات والمواقف بين المملكة ومصر، ومنها وثائق نادرة بتوقيع الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز، وكذلك مجموعة كبيرة من المخاطبات والمراسلات المكتوبة بخط اليد صادرة بين القيادة السعودية ومكتبها الاستشاري الذي تم إنشاؤه في القاهرة لمتابعة الإجراءات المطلوب تنفيذها، وكان اسمه «المكتب العربي السعودي للشورى» ومقره 13 شارع الأمير فؤاد بالزمالك. ويتضح من هذه الوثائق متابعة القيادة السعودية لخطط الإعلام وتوجيه الرسائل الإعلامية إلى داخل المملكة وخارجها، والتعاون الوثيق مع مصر، وتلبية كافة الاحتياجات التي تطلبها الحكومة المصرية، ومتابعة البرامج التي تنفذها مصر ضمن اتفاقيات مشتركة بينها وبين السعودية،والمشاركة في كل الفعاليات العربية، والحرص المتبادل على مشاركة كل الدول العربية في احتفالات المملكة، خاصة الاحتفال بعيد الجلوس، وهو ما يتضح من خلال برقيات تليغرافية متبادلة بين مسئول المكتب في القاهرة إبراهيم الشورى وعبدالله بلخير الذي كان مسئولاً عن الإذاعة والصحافة السعودية، إضافة إلى وثائق تكشف مشاركة الجيش السعودي في حرب تحرير فلسطين عام 1948. الرسائل المتبادلة بين القيادة السعودية والمكتب الإعلامي في مصر، كما يقول شريف عارف تتضمن توجيهات وأوامر ملكية يتعلق بتنظيم رحلات الحج سنوياً، وكيفية طباعة كتيبات إرشادية إعلامية عن موسم أداء الفريضة، كما تتضمن مجموعة رسائل خاصة بتكليفات من المكتب الخاص بالأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - قبل أكثر من 50 عاماً، ورسائل أخرى من سمو الأمير عبدالله بن عبدالرحمن الفيصل، تتعلق بمفاوضات خاصة لإتمام وتنفيذ بعض المباني في العاصمة الرياض عام 1375 هجرية. وتحتوي الوثائق النادرة أيضاً على مجموعة من الرسائل المتبادلة بين مستشار جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز حول طباعة كتب عن رحلات أدبية داخل المملكة، ومنها كتاب تحت عنوان «في بلاد عسير»، والذي يتناول أهم المعالم السياحية في عسير، إضافة لذلك توجد ضمن الوثائق برقية توضح اهتمام الإذاعات العربية، ومنها الإذاعة المصرية بالاحتفال بذكرى جلوس الملك سعود بن عبدالعزيز. وهي صادرة من جدة في 15 أبريل عام 1375 هجرية ومرسلة من عبدالله بلخير، رئيس الإذاعة إلى مدير المكتب في القاهرة إبراهيم الشورى، وهذا نصها: «بخصوص احتفال الإذاعة السورية واللبنانية بذكرى جلوس الملك وإنها بحاجة لأشرطة خاصة حتى تستطيعوا إذاعتها، فإنني موافق على ذلك، لكن أرجو الإسراع حتى لا تفوت المناسبة، وعليكم أن تعلنوا إذاعتها للجماهير في برنامج يسمى «مشاركة العالم العربي للسعودية في أفراحها بذكرى جلوس الملك». ويشير «عارف» أنه يعكف حالياً على إدخال جزء جديد يتعلق بالتوثيق الفيلمي والفوتوغرافي، ومنها مجموعة من الأفلام توضح مساندة الشعب السعودي وقياداته لكل التحركات المصرية في مقاومة الاحتلال الإنجليزي ودعم الجهاد الوطني، ومنها أيضاً صور نادرة للملك سعود بن عبدالعزيز الذي حضر لمصر بعد ثورة 1919 مندوباً عن جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، مرحباً ومؤيداً للجهود المصرية للاستقلال، إضافة لرحلات ومشاركات قام بها الملك فيصل إلى القاهرة عندما كان وزيراً للخارجية لمتابعة فعاليات واجتماعات تأسيس الجامعة العربية. ويقول إن هناك مادة فيلمية أخرى حول الكفاح العربي، ومنها أحد الأفلام النادرة التي تم تصويرها بالقاهرة عام 1951، ويوضح مظاهرات المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وضمنها مسيرة للطلاب السعوديين بالقاهرة، رافعين لافتة تقول «الجالية السعودية بالقاهرة تؤيد مطالب المصريين في الاستقلال.. تحيا الوحدة العربية».