مأساة فتاة التحرير تحولت إلى وسيلة جديدة لبرامج التوك شو لجذب المشاهد، حتى ولو كان هذا على حساب سمعة امرأة ووضعوا القضية فى أولوية خريطتهم البرامجية وكل مذيع يخرج علينا ينهش فى جسد الفتاة المتحرش بها، مما جعل خبراء الإعلام يصرخون ويطالبون بالكف عن الاتجار بسمعة الناس والالتفاف حول الوطن، متهمين الإعلام الخاص بأنه ينفذ أجندة رأس المال ليلاعب رأس الدولة، وأن مواثيق الشرف الإعلامى تحمى الدولة وشعبها من براثن رؤوس الأموال التى يهمها أن تربح الملايين على جثث الناس الغلابة. الإعلامية الكبيرة نجوى أبوالنجا، تقول: إن التحرش ظاهرة انتشرت بعد الفوضى التى عاشتها مصر خلال السنوات الماضية، وعدم تطبيق عقاب رابع على المتحرش مما أعطى فرصة لأعداء مصر لاستخدام بعض الشباب فى تنفيذ مخططهم بالإساءة إلى جسد المرأة، خاصة أننا مجتمع له عادات وتقاليد والتشهير بالضحية ينصب فى التشهير بالمرأة ككل وإحراجها أمام ذويها والمجتمع فى حين أنها الضحية. وقالت: حاول مذيعو التوك شو بنفس النبرة الحنجورية أن تحتل قصة فتاة التحرير الصدارة ونقل عنهم تليفزيونات العالم، وبدأ الاتحاد الأوروبى الذى شعر بأنه أهين من الدكتورة ميرفت التلاوى، رئيس المجلس القومى للمرأة، عندما طردتهم من أحد المؤتمرات عندما قال إن مصر مليئة بالتحرش فأخذ القضية رداً على إهانته وتاجر بها، كما جعل الإعلام أمريكا تدين الحادث وتصدر بياناً بأنها قلقة من انتشار التحرش فى مصر، وقالت «أبوالنجا»: أتذكر عندما كنت رئيس القنوات المتخصصة وقبلها رئيس شبكة الشباب والرياضة أن شباب الإعلاميين كان الوطن بالنسبة لهم كرامة وأى خدش للمرأة هو إهانة لهم، ووضعوا خطة لتغطية الظواهر الاجتماعية لمناقشتها والعمل على القضاء عليها حتى لا تنتشر وتضر بسمعة مصر. ولكن الآن نناقش الأمور بشكل سيئ، ولا ننتظر لمصلحة الوطن، وكان لزاماً على الفضائيات أن تطبق ما قاله الرئيس السيسى بنشر القيم الأخلاقية وإنفاذ القانون بكل حزم للتصدى لظاهرة التحرش. الإعلامية قصواء الحلانى، ترفض الاتجار بسمعة الفتاة التى تتعرض للتحرش لأنها ضحية وكان على الإعلام أن يقف بجانبها دون إذاعة الفيديو المنقول من موقع رصد الإخوانى لتشويه نساء مصر، وإطفاء بهجتهم برئيسهم المنتخب، وقالت «قصواء» إن المرأة المصرية على مر التاريخ لها دور إيجابى فى نهضة مصر وتقدمها، فهى الأم والزوجة والابنة التى تحمل حباً للوطن وتحس بقيمة كل حباية رمال فى أرض المحروسة، والجماعات التكفيرية وبعض العناصر التى تريد سقوط مصر هى المتهم الأساسى فى فعل الحادث البشع، حتى لا تعود السياحة مرة أخرى، وأطالب بإعدام المجرمين فى ميدان عام حتى يكونوا موعظة للجميع، ولم تحل قضية التحرش إلا بالإعدام لمرتكبيها. د. خالد صلاح الدين، أستاذ بإعلام القاهرة، قال: شاب المعالجة الإعلامية الأخيرة لوقائع التحرش الجنسى الجماعى العديد من الإشكاليات وأوجه القصور ودأبت وسائل الإعلام على انتهاك خصوصية النساء والفتيات اللاتى وقعن ضحية لتحرش الجنسى من خلال ذكر أسمائهن فى التغطية الإخبارية وهو ما يتنافى مع أخلاقيات الإعلام فى مثل تلك القضايا التى يضر نشرها والبث فيها حتماً بسمعة الضحايا، كما خرجت بعض هذه الوسائل عن المهنية عندما حملت الفتيات المسئولية عن وقائع التحرش نظراً لإثارتهن الشباب وتواجدهن مكانياً بالقرب من التجمعات الشبابية، كما طرحت بعض وسائل الإعلام فى تقاريرها الإخبارية أن الاحتفالات فى مصر لا تخلو من أحداث التحرش الجنسى فى غياب تام للأمن مما يعكس صورة ذهنية سلبية عن المجتمع المصرى لدى المجتمع الدولى، وأن الأمن لا يقوم بواجبه وتناسى الإعلام أن كل يوم يسقط شهيد من الشرطة للدفاع عن مصر وشعبها، وأضاف «صلاح الدين» أن حادثة التحرش جعلت «مراسلون بلا حدود» توصى المؤسسات الصحفية بالامتناع عن إرسال المراسلات الصحفيات إلى مصر. وناشد صلاح الدين وزارة الداخلية بالتدخل لمنع فيديو التحرش للسيدات من على مواقع «فيس بوك» و«تويتر» والمواقع الصحفية حفاظاً على سمعة مصر.