وقعت عيني بالصدفة علي مقال لكاتبة تدعي ياسمين الخطيب تحت أسم «كُلجية و أفتخر» مقال تصر صاحبته علي تقسيم الشعب ما بين «نحن و أنتم» للأسف هذا النوع من الكتابة المتغطرسة الكريهة_ التي تعتبر إحدى مخلفات 25 يناير_أصبحت أسلوب ومنهج الكثير من الكتاب الذين ظنوا أنفسهم قد امتلكوا مصر و احتكروا الوطنية ، ولأن الموضوع زاد عن الحد وخرج عن أصول اللياقة قررت الرد علي بعض ما جاء في هذا المقال من باب تصحيح الوقائع و توضيح الحقائق ووضع الأشياء في حجمها الطبيعي. تقول الكاتبة« ازداد السخط والهجوم على ثوار يناير الذين أطلق عليهم فلول النظام الأسبق لقب شمامي الكُلة» .......... يقال في الأمثال كما تدين تدان وأنتِ يا سيدتي و أمثالك من الثوار أول من اخطأ في حق الغالبية العظمة من الشعب الرافض لأفعالكم الثورية الطائشة وكنتم تنعتوهم ب الفلول ولأن البادي أظلم فقد دارت الدوائر وجاء دورهم لينعتوكم ب شمامي الكُلة ... يعني بالبلدي وحدة بوحدة. تقول الكاتبة« بالتوازى مع الاحتفال بنجاح «السيسي»، ظناً منهم فى غير محله أنهم بنجاحه ملكوا الأرض ومن عليها، فازدادوا طغياناً وعتواً، وكأنهم لم يعوا بعد أنهم انتقصوا من شعبية الرجل بتصدرهم المشهد» .......... نجاح المشير لم يمر علية سوي بضع أيام وأظن أنها مدة غير كافية لحدوث طغيان وعتو من الفلول!! ومع ذلك ربما أكون مخطئة لذا اسمحوا لي أسأل: حد فيكم شايف طغيان يا جماعة؟! طيب الأخ اللي واقف هناك في أي عتو عندك؟! والست اللي قاعدة ورا حاسة بأي طغيان وعتو هنا ولا هنا؟! وأي شعبية تلك التي نقصت والمشير نجح باكتساح منقطع النظير؟! هل الكاتبة بالفعل تدرك ما تقول وتعي ما تكتب؟ أم أنها غير متمكنة من أدواتها وليس لديها القدرة علي اختيار الألفاظ المناسبة و المنطقية لوصف ما تريد قوله دون مبالغات تعبيرية تخل بمضمون المقال. تقول الكاتبة « بل إنهم لم يدركوا بعد أن الفضل يرجع إلينا في كل ما أتاهم من خير» ......... عن أي خير تتحدثين سيدتي وما هو نوع الخير الذي تقصدينه؟ نحن لم نري من ثورتكم وربيعكم المزعومة سوي: 1:الركود الاقتصادي 2:ارتفاع التضخم والدين الداخلي و الخارجي 3:انهيار الجنيه أمام الدولار 4:انخفاض احتياطي النقد الأجنبي إلي أدني مستوي 5:الفوضى والعنف 6:الانقسام والتناحر 7:الانفلات الأخلاقي 8:دماء تسيل و أرواح تزهق 9: محاولة تفكيك المؤسسات 10:استباحة الدولة داخليا و خارجيا 11:كسر القانون وهيبته 12: ارتفاع معدلات البطالة 13:انعدام الأمن فهل تعتبري كل هذه الكوارث خيرا؟ يا مثبت العقل والدين يا رب! تقول الكاتبة « فنحن الذين رفضنا التوريث، وتظاهرنا اعتراضاً على تزوير انتخابات برلمان 2010، وعلى تجبر الداخلية، ونحن الذين دعونا إلى ثورة يناير » .......... لكي تكوني منصفة سيدتي لابد أن تقولي و نحن أيضا من كسرنا الداخلية و جعلنا مصر بؤرة للعملاء و المتآمرين يرتعون علي أرضها كيفما شاءوا. اما عن أحداث يناير فكان مخطط لها منذ 2004 حيث عملت المخابرات الأمريكية علي هذا الملف لسنوات طويلة، فضلا عودي إلي موقع «يوتيوب» لتشاهدي حديث كونداليزا ريس واعترافها بذلك و بأن النشطاء والمنظمات الحقوقية و المدنية ما هم إلا أدوات استخدمت لتنفيذ هذا المخطط. تقول الكاتبة« نحن الذين نددنا بمقتل عماد عفت و جيكا، و الجندى، وكل زملاء الميدان الطاهرين الذين سبقوا إلى التصديق، فسبقوا إلى حياة الخلد» .......... ولماذا لم نسمع لكم صوتا أو تنديدا عندما استشهاد محمد أبو شقرة ومحمد مبروك والمئات من ضباط وجنود الجيش والشرطة الم يدفع هؤلاء أرواحهم دفاعا عن مصر التي وضعتموها علي طبق من ذهب و أهديتموها للإخوان؟ ولماذا أكلت القطة ألسنتكم وقت حرق المجمع العلمي علي يد أحمد دومة زميلكم في الميدان أم أنكم تعتبرون هذا العمل الخسيس من الأعمال الثورية؟!. تقول الكاتبة« خرجنا نحن فى يناير، حاملين قلوبنا على أيادينا، وخرج الفلول معنا فى 30 يونيو، حاملين الصواريخ الملونة.. هل نستوي مثلاً؟!» .......... بكل تأكيد لا نستوي لأن من خرجوا في 30 يونيو خرجوا لاستعادة الدولة التي ضاعت علي أيديكم خرجوا بحثا عن الأمن والاستقرار بعد سنوات من الفوضى والعبث فكيف يستوي من حافظ علي الدولة مع من أضاعها؟ تقول الكاتبة« نحن أصحاب الحلم والفكرة والفعل، وأنتم مدينون لنا بفرحتكم، لولانا ما خُلع مبارك وما تولى السيسي» .......... بل أنتم أصحاب الهم و الكرب والمأساة التي ألمت بمصرنا الحبيبة منذ 25 يناير و أن كنتم تتباهون بخلع مبارك فأنتم السبب في وصول مرسي الخائن وعصابته الإجرامية إلي سدة الحكم لنعيش أيام و ليالي من الفزع والخوف والإرهاب الذي طال الجميع، فلولا ينايركم الأسود وعصير الليمون ما عرفت الجماعة طريقا لقصر الاتحادية ، اما عن تولي السيسي منصب الرئيس فالفضل يعود إلي حزب الكنبة الذي نزل بالملايين إلي الشوارع يستنجدون به لإنقاذ مصر في حين الثوار و النشطاء كانوا يهتفون يسقط حكم العسكر ،عسكر كاذبون ، لا نريد حاكما عسكريا .. والفضل بل كل الفضل إلي 23 مليون و780 ألفا و 104 من الشرفاء الذين منحوه أصواتهم في ظل مقاطعة كٌلجية يناير فلا فضل لكم في نجاحه ولا فضل لكم في فرحة الشعب، كنا نتمنى أن نطوي صفحة الماضي ونحن علي مشارف عهد جديد لنعود مرة أخري شعب واحد كما كنا منذ قديم الأزل لكن يبدو أن هناك من يصر علي استمرار التقسيم ونعرة التنابز بالثورات. د.أوعاد الدسوقي