تعد الملاريا مرض يصاب به الإنسان، دون باقي الكائنات الحية، ويسببه طفيلي قاتل تنقله إناث البعوض من النوع أنوفيلس Anopheles، ولم يقضى على الملاريا في دول نامية كثيرة. كانت هناك محاولات للقضاء علي الملاريا عالميا إلا أنها فشلت لمقاومة البعوض للمبيدات الحشرية ومقاومة طفيليات الملاريا للأدوية، إذ أن الملاريا توجد في 100 دولة و40% من سكان العالم معرضون لخطرها، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلي أن الملاريا تنتشر في قارة أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط وبعض بلدان أوروبا وجنوب شرق أسيا وغرب المحيط الهادي إلا أن 90% من الإصابات تتركز في إفريقيا خاصة غرب ووسط وشرق القارة. وفى سياق متصل هناك نوعان من الملاريا، حميدة وخبيثة، أما الحميدة فهى أقل خطورة وأكثر استجابة للعلاج، و أما الخبيثة قد تكون شديدة الخطورة، وقاتلة أحياناً، وفى حالة الشك أن الحالة خبيثة، يجب توفير الرعاية الصحية بأسرع وقت. وتبدأ أعراض الملاريا في الظهور غالبا ما بين عشرة أيام إلى أربعة أسابيع من لسعة البعوض، ولكن في بعض الحالات، قد تظهر الأعراض بعد سنة، اعتمادا على نوع الطفيلي الذي أصاب المريض. و من أبرز اعراض الملاريا الرعشة والانتفاضة والحمي والعرق والصداع والغثيان والقئ وآلام في العضلات وبراز مدمم ويرقان وتشنجات واغما ءات، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة قد تصاحبه قشعريرة وعرق غزير وصداع. وفى الآونة الأخيرة عاد مرض الملاريا ليداهم أسوان، وأصاب 12 شخصا شفى اثنين منهم ومازال البقية تحت الرعاية الصحية، بينما أكد وزير الصحة الدكتور عادل العدوى أن المرض لم يأت من داخل مصر بل إنه من قبل الوافدين من السودان. وفي هذا السياق رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من الأطباء المتخصصين لمعرفة أسباب المرض و طرق الوقاية منه و العدوى به و الإجراءات الوقائية التى يمكن اتباعها. أكد الدكتور عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائي أن جميع الحالات المصابة بمرض الملاريا مستقرة تماما وأنها منحصرة في منطقة الشيخ مصطفي بقرية العدوي فقط بأسوان. وأضاف قنديل في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" اليوم الأحد أن الإجراءات الوقائية التي أعلن عنها في بيان وزارة الصحة أمس لا يقتصر تطبيقه علي القرية المتواجد بها الإصابة فقط بل علي كل مراكز محافظة أسوان وأيضا جميع مراكز محافظة الأقصر, لافتا إلي أن فحص القرية وإجراء تقصي حشري والتعاون مع جهة مكافحة البعوض والتنسيق مع وزارات الري والزراعة والبيئة والتثقيف الصحي داخل البيوت هم أهم الإجراءات الوقائية المتبعة. وفي سياق متصل أشار وكيل أول وزارة الصحة للطب الوقائي إلي أنه سيتم الاستمرار في الإجراءات الوقائية لمدة لا تقل عن شهر, مؤكدا أنه من الصعب تحديد موعد أو فترة زمنية للقضاء علي المرض بصورة كاملة. و من جانبه أكد الدكتور سمير الرفاعي، مدير وحدة الوباء والترصد بوزارة الصحة، أن نوع الملاريا الموجودة في أسوان حالياً هو نوع "حميد" ليس له أي مضاعفات على الصحة، مؤكداً على أن أعراضها طبيعية ويتم الشفاء منها عقب 48 ساعة من تناول العلاج، وفي حالة عدم تناوله يزول المرض تلقائياً خلال أسبوع أو 8 أيام مما لا يدعو للقلق من المرض. وناشد الرفاعي في تصريحات ل"بوابة الوفد"، اليوم الأحد، المواطنين في أسوان بعدم مغادرة منازلهم في الصباح الباكر، أو وقت الغسق، لأنه توقيت نشاط البعوض ولدغه للإنسان، إضافة الي مقاومة الحشرات باستخدام النموسيات والمبيدات الحشرية وطارد للحشرات، فضلا عن التوجه مباشرة لمستشفى الحميات حال الشعور بأعراض المرض وهي السخونية العادية وقد يتبعها رعشة وعرق. وأكد الرفاعي وجود علاج الملاريا في مستشفيات أسوان والمراكز الصحية بها كافة، لافتاً إلي أن الحالات كافة. و على صعيد آخر اكد الدكتور صلاح عبد المنعم مدير مستشفي حميات امبابة ان انتشار مرض الملاريا في اسوان هو ظاهرة "فذة" لان وجود هذه البعوضة في حد ذاتها في مصر يعد امرا فذا نظرا لان مصر خالية من هذا النوع من البعوض منذ 10 سنوات و قد يكون عاد نتيجة المستنقعات المتواجدة في اسوان او من الوافدين من السودان. واضاف عبد المنعم في تصريحات خاصة لبوابة الوفد ان البعوض المتسبب في الملاريا غير معدي و لكنه ناقل للمرض مؤكدا انه لا داعي للقلق من المرض قائلا "ازمة و لها حل و سهل و بسيط" لافتا الي ان الاصابة بالمرض ليس لها فئات عمرية محددة.