تشرفت جمهورية مصر العربية اليوم الخميس، بالمشاركة فى غسل الكعبة المشرفة بماء زمزم المخلوط بالورد والمسك، ممثلة فى سفيريها عفيفى عبدالوهاب سفير مصر بالرياض والسفير عادل الألفى القنصل المصرى العام فى جدة. كما يتشرف صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، بالمشاركة فى هذا العمل الجليل، بحضور الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين الدكتورعبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة فضل البار، وأمين منظمة التعاون الإسلامى الدكتور إياد مدنى، وكبير سدنة بيت الله الحرام، وسدنة بيت الله الحرام، وسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسى للدول الإسلامية المعتمدين لدى المملكة. أكد الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن غسل الكعبة المشرفة يأتى انطلاقًا من مكانة الحرمين الشريفين في هذا الدين، ومنزلة الكعبة المشرفة في نفوس المسلمين عامة، واهتمامًا من القيادة الرشيدة خصوصاً بهما، وبكل ما يتعلق بالحرمين الشريفين، وما يولونه إياهما من الاهتمام والرعاية والحرص والعناية، وتطبيقًا لما جاءت به الشريعة المطهرة، وما حثت عليه نصوص الكتاب والسنة من تعظيم البيت وتطهيره. أضاف السديس: لقد جاءت السُنة الغرّاء بتطبيق هذا النهج الرباني، حيث كان غسل الكعبة سنة نبوية، وسار على ذلك النهج النبوي الصحابة والأئمة والخلفاء والولاة عبر التاريخ، فلم تزل الكعبة المشرفة محل عنايتهم واهتمامهم حتى منّ الله على هذه البلاد المباركة بالإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، فجعل البيت العتيق محل الاهتمام والعناية والحرص والرعاية، وتشرّف بغسل الكعبة المشرفة مرارًا ولم يزل هذا الأمر الجليل محل اهتمام ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة من بعده، رحمه الله، فهي مأثرة من مآثرها ومفخرة من مفاخرها حتى هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث يجد الحرمان الشريفان الرعاية المميزة، والعناية المتألقة، إعمارًا وتطويرًا، خدمةً وتطهيرًا،وقد تشرف بغسلها مرارًا، وينيب أمير منطقة مكةالمكرمة أحيانًا، حيث يقوم ومرافقوه من الأمراء والعلماء وسدنة بيت الله الحرام وأعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي وعدد من المواطنين وقاصدي بيت الله الحرام بغسل الكعبة المشرفة في حدث إسلامي مهيب، وموقف إيماني رهيب، ومناسبة دينية عظيمة، وفرصة شرعية كبيرة، ولحظة تاريخية مجيدة، يتم من خلالها غسل الكعبة من داخلها وتدليك جدرانها بقطع القماش المبللة بماء زمزم الممزوج بدهن العود والورد. أوضح الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبي، كبير سدنة بيت الله الحرام، أن غسل جدار الكعبة يتم من الداخل ب45 لتراً من ماء زمزم، و50 تولة من الورد الطائفي والعود الكمبودي الفاخر، باستخدام قطع قماش مبللة بماء زمزم الممزوج بدهن الورد. وقال طه الشيبي لجريدة "عكاظ": إن فتح باب الكعبة الشريفة يتم بعد صلاة الفجر بساعة في يوم غسلها، حيث يدخل الملك أو من ينوبه إلى داخل الكعبة الشريفة ويصلي ركعتين داخلها في المكان الذي صلى فيه الرسول "صلى الله عليه وسلم"، كذلك يدخل ضيوف الدول الإسلامية الكعبة المشرفة للصلاة فيها بعد ذلك، ويشارك سمو الأمير مع سدنة بيت الله الحرام في غسلها، وبعد الانتهاء من مراسم الغسل التي تستمر من ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، يطوف سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بالكعبة الشريفة. وأوضح كبير السدنة أنه لا يستطيع أن ينام ليلة غسل الكعبة المشرفة لاهتمامه بهذه الشعيرة، كونها المناسبة الروحية التى ينتظرها بفارغ الصبر، حيث يحرص على الذهاب إلى المسجد الحرام قبل صلاة الفجر، ويستمر حتى انتهاء مراسم الغسل وإغلاق باب الكعبة المشرفة. وعن دور السدنة في خدمة مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول الشيخ الشيبي: نتولى عملية تنظيف المقام وتبخيره وعادة ما يكون فتح باب مقام إبراهيم محدداً للتنظيف فقط. ووصف الشيخ عبدالقادر الشيبي الكعبة من الداخل بأنها: أرض عادية وبها ثلاثة أعمدة وسقف، وفي السابق كان هناك من يقدم هدايا للكعبة عبارة عن أباريق وسطول من النحاس والفضة تستخدم للغسيل ثم تباع عند الحاجة لإصلاح شيء بالكعبة، ولكن الآن وفي عهد حكومتنا الرشيدة أصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة تحظى باهتمام كبير من الدولة، أيدها الله، فلم يعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا.