حددت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الخامس والعشرين من يونية المقبل موعدا لانتخابات مجلس النواب الذي سيتسلم السلطة من المؤتمر الوطني العام، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وتتهم القوات الموالية لحفتر المؤتمر الوطني بدعم جماعات «إرهابية»، بينما يرد أعضاء في المؤتمر ومسئولون في الحكومة باتهام قوات حفتر بالانقلاب على الثورة التي أطاحت بنظام القذافي. يأتي ذلك في الوقت الذي نأت فيه واشنطن بنفسها عن تأييد اللواء الليبي خليفة حفتر، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تجر أي اتصالات معه مؤخرا كما انها لا تدعم او تتغاضى عن اي اعمال ميدانية في ليبيا.وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين «لم نتحدث إلي حفترمؤخرا. لا نتغاضى عن او نؤيد ما قام به على الارض ولم نقدم العون فيما قام به».وأضافت «نواصل دعوتنا لجميع الاطراف الاحجام عن العنف والسعي للحل عن طريق السبل السلمية». وتمر ليبيا بأزمة هي الأسوأ من نوعها منذ سقوط نظام معمر القذافي في أغسطس من عام 2011، حيث أعلن حفتر إطلاق حملة عسكرية ضد من يصفهم بالإرهابيين والتكفيريين، في إشارة إلى مجموعات إسلامية مسلحة، بعضها يتحالف مع الحكومة المؤقتة في طرابلس. وكانت القوات الموالية للواء حفتر قد اقتحمت الأحد مقر المؤتمر الوطني قبل أن تعلن تجميد عمله ونقل سلطاته إلى لجنة صياغة الدستور، بينما اقترحت الحكومة تجميد عمل المؤتمر لحين إجراء انتخابات برلمانية جديدة.وقال شهود إن انفجارات ومعارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات سمعت بالقرب من معسكرين للجيش في العاصمة الليبية طرابلس أمس .وقال سكان إن عدة انفجارات مدوية وقعت بالقرب من ثكنة اليرموك في حي صلاح الدين لكن لم يتضح السبب. ويبدو أن اطلاق النار والانفجارات خمدت فيما بعد. ووقعت أيضا معارك ضارية بالقرب من معسكر للجيش في ضاحية تاجورا الشرقية. وأعلنت رئاسة أركان القوات الجوية في ليبيا يوم الثلاثاء الماضى انضمامها إلى «عملية الكرامة» التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد الجماعات المسلحة في بنغازي. وطالب قائد القوات الجوية، العميد جمعة العباني، الشعب الليبي بدعم الجيش الوطني الليبي في هذه العملية وبعد إعلان العميد جمعة العباني، رئيس أركان الدفاع الجوي، انضمامه لعملية الكرامة، هاجمت غرفة ثوار ليبيا مقر رئاسة أركان الدفاع الجوي بمنطقة «بئر الأسطى ميلاد»، وطال القصف بعض منازل المدنيين. وعلى إثر هجومها دعت غرفة ثوار ليبيا عناصرها كذلك إلى الانسحاب من الجيش بشكل مؤقت وعاجل. وأفاد مستشفى طرابلس الطبي وصول حالات وفيات وإصابات على خلفية سقوط صواريخ على مساكن مدنيين في منطقة الخلة والسدرة. كما أعلنت الداخلية فى بيان لها ليل الثلاثاء إنضمامها إلي عملية كرامة ليبيا. يذكر أن المؤتمر الوطني العام قام بتأجيل جلسة التصويت على منح الثقة لحكومة معيتيق واعتماد الميزانية إلى جلسة يوم الأحد المقبل.وكانت إدارة الاستخبارات العسكرية قد أعلنت يوم الثلاثاء، دخولها في عملية الكرامة التي يتولاها الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، كما أعلن مجلس الرحيبات العسكري انضمامه، وذلك منذ يومين إلى معركة «الكرامة» وبهذا، يتواصل إعلان التأييد لعملية «الكرامة» التي أطلقها اللواء خليفة حفتر ضد التطرف في ليبيا، بانضمام سابق الثلاثاء من قبل مديرية الأمن الوطني بطرابلس إلى العملية.وبرزت المواجهة المفتوحة التي أعلنتها فصائل الجيش الوليد بمكونات قديمة وحديثة، مع بقاء حالة الانقسام مسيطرة على المشهد الأمني والسياسي في ليبيا، إلى جانب سحب دول عربية وأجنبية لبعثاتها وإغلاق سفاراتها استشعاراً بخطر قادم. من جانبها، تداعت فرق ووحدات عدة في الجيش الليبي إلى دعم ما سمتها معركة الكرامة، أحدثها القوات الخاصة بالجيش الليبي التي انضمت إلى اللواء خليفة حفتر في حملته على المتشددين بعد اخفاق الحكومة المركزية في طرابلس في بسط سيطرتها.وبدوره القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي خليفة حفتر، اكد استمرار عملية الكرامة التي تشنها قوات عسكرية موالية له لتطهير ليبيا من المتطرفين وجماعة الإخوان المسلمين.