دعا الدكتور محمد رأفت محمود، نائب رئيس اتحاد الجامعات العربية، والرئيس الأسبق لجامعة أسيوط، القائمين على شئون التعليم العالى إلى عدم الاعتماد بصورة كلية فى اتخاذ قراراتهم على نتائج تصنيف الجامعات، وذلك لعدم تطبيق معايير شاملة خلال عملية التقييم. جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها فى الندوة، التى نظمها اليوم الاثنين في مركز تطوير التعليم بالجامعة، بعنوان "المعايير الدولية لتقييم الجامعات"، التى قدم خلالها شرحاً علمياً وأكاديمياً للمعايير المستخدمة فى تقييم الجامعات التى تتضمن النشر العلمى، نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، تأثير الجامعة، عدد البرامج الدراسية، موقع الجامعة، مدى التعاون العلمى مع الجامعات الأخرى، مكانة الأساتذة وحصولهم على جوائز دولية مرموقة، عدد ما تضمه من طلاب وأساتذة أجانب، وعدد أساتذتها ممن يقومون بالتدريس فى جامعات أجنبية، كما قدم شرحاً كذلك لعدد من التصنيفات العالمية والمعايير التى يعتمد عليه تصنيف كل منهم على اختلاف جنسياتهم ومميزات وعيوب ما يقدمه كل تصنيف. أوضح أن عملية تقييم الجامعات تقدم عوناً حقيقياً للطلاب فى اختيارهم للجامعة المتقدمة فى مجال تخصصهم والمفيدة لدراستهم فى مرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا، وذلك عن طريق توفير مناخ من الشفافية بشأن المجالات البحثية داخل تلك الجامعات، موجهاً النقد لاعتماد تلك التصنيفات على البحث العلمى فقط دون النظر لجودة العملية التعليمية، فالتصنيف يعمل على تقديم جدول لترتيب الجامعات دون تشخيص للعملية التعليمية وإبراز مواطن القوة والضعف بها، مما يمثل إجحافاً لحق الجامعات المحدودة العدد، على رغم تقديمها لأبحاث مميزة، أو لجامعات تفتقر التسويق الجيد لإمكاناتها وما تملك من معطيات، كما تقتصر عملية التقييم على عدد محدود من الجامعات التى تحتل ترتيباً عالمياً، التى لا يتجاوز عددها الألف جامعة، دون النظر إلى 17 ألف جامعة أخرى منتشرة فى مختلف دول العالم. وفي كلمته خلال افتتاح الندوة أوضح الدكتور محمد عبدالسميع رئيس جامعة أسيوط أن الجامعة هى قاطرة التنمية مؤسسة عريقة وراسخة تحظى بمكانة علمية مرموقة بين نظيراتها على المستويين المحلى والدولي، وذلك بفضل بنيتها التحتية الكاملة وما تضمه من نخبة من أعضاء هيئة التدريس من ذوى الكفاءة والخبرة المميزة, مضيفاً أن الجامعة قطعت شوطاً كبيراً في مجال الجودة إلى أن حصلت 7 كليات على الاعتماد الأكاديمي, وكذلك حصول العديد من المعامل الأكاديمية بالجامعة على الاعتماد. وأضاف أن التقييم يعد ضرورة وجزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية بما يسهم في رفع المستوى العلمي والوصول للنشر الدولي وحفظ كيان الجامعة على شبكة المعلومات العالمية, ولهذا يتعين على أسرة الجامعة معرفة معايير هذه التصنيفات وإعادة النظر فيها حتى يأتى التقييم مناسباً لوضع الجامعة ومكانتها. ومن جانبه أوضح الدكتور عمر سيد خليل مدير المركز أن التراجع الملحوظ للجامعات المصرية في التصنيفات العالمية يمثل ناقوس خطر، ومن هنا جاءت أهمية تنظيم هذه الندوة التى تهدف إلى بحث سبل تحسين مركز جامعة أسيوط لتحتل مكانة متقدمة بين الجامعات الدولية ومواكبة ما يشهده العالم من ثورة فى المجالين العلمى والبحثى، وتوضيح المعايير المتبعة فى تصنيف الجامعات للعمل على تطبيقها داخل الجامعة، وتشجيع البحث العلمي وتطويره للاستفادة منه في رفع كفاءة الجامعة وبناء مجتمع المعرفة وذلك بحضور هذا الحشد العلمى المميز. وفى نهاية الندوة قام الدكتور محمد عبدالسميع بتقديم درع الجامعة للدكتور محمد رأفت تقديراً لمكانته العلمية الرفيعة عربياً ودولياً وما قدمه من إنجازات خلال سنوات رئاسته للجامعة التى مثلت فترة مضيئة فى تاريخ جامعة أسيوط. شهدت الندوة كوكبة كبيرة من الحضور تتمثل فى نواب رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات ووكلائها، إلى جانب عدد من القيادات السابقة للجامعة، وأعضاء فريق الجودة والمشروعات ولفيف من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بمختلف كليات الجامعة.