قال محمد الحجازى، الناطق باسم القوات التى يقودها اللواء المتقاعد فى الجيش الليبى خليفة حفتر، إن العملية العسكرية التى تنفذها تلك القوات فى بنغازى (شرقى البلاد) "مستمرة حتى القضاء على المسلحين". قال "الحجازى"، فى تصريح ل"سكاي نيوز عربية"، إن المسلحين يتخذون من المدنيين فى بنغازى دروعاً بشرية، و"هو ما يؤخر حسم المعركة"، بحسب رأيه. شهدت بنغازى الجمعة، عملية عسكرية كبيرة قادتها قوات تابعة لحفتر، قتل خلالها 24 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون، وهي عملية وصفها رئيس الحكومة عبد الله الثني بأنها "غير شرعية". وقتل 24 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 146 آخرين، عندما اندلع قتال عنيف صباح الجمعة، بين قوات حفتر، الذي ارتبط اسمه بمحاولة انقلاب أخيراً، ومجموعتين مسلحتين من الكتائب التابعة لما يعرف باسم "أنصار الشريعة". وقصفت طائرات موالية لحفتر مواقع مسلحي "أنصار الشريعة"، بحسب شهود عيان. أعلن حفتر الذي كان قائداً سابقاً خلال الحرب التي أدت إلى إطاحة نظام معمر القذافي في 2011، أن هذه العملية ترمي إلى "تطهير بنغازي من المجموعات الإرهابية". كان رئيس الحكومة الليبية المؤقت عبد الله الثني، قال إن العملية العسكرية التي شهدتها بنغازي "غير شرعية لأنها جرت بدون أوامر صادرة من الجيش". وأضاف" الثني" في مؤتمر صحفي إن "التسبب في القتال في بنغازي يعرقل جهود بسط الأمن في المدينة، من أجل القضاء على الإرهاب والجماعات الخارجة على القانون"، مضيفاً أن رئاسة أركان الجيش "تحاول ضبط الموقف على الأرض ومنع دخول أي قوات من خارج المدينة والتصدي لأي قوات خارجة على القانون". وقال "ما يحدث في بنغازي محاولة لاستغلال الوضع الأمني للانقلاب على الثورة". وقدر الثني عدد الآليات العسكرية التي دخلت بنغازي ب 120 آلية، وطائرة عسكرية واحدة. وكما نفى رئيس هيئة أركان الجيش الليبي عبد السلام جاد الله، أي تورط للجيش النظامي في هذه المواجهات. وفي تصريح للتلفزيون الوطني، دعا جاد الله "الجيش والثوار إلى التصدي لأي مجموعة مسلحة تحاول السيطرة على بنغازي بقوة السلاح"، لكنه أقر من جهة أخرى بأن ضباطاً ووحدات من الجيش النظامي انضموا إلى قوة اللواء حفتر. وخليفة حفتر المنحدر من الشرق الليبي، انشق عن جيش الليبي في نهاية الثمانينات، وعاد إلى ليبيا للمشاركة في ثورة 2011 بعدما أمضى قرابة 20 عاماً في الولاياتالمتحدة. وتشكل بنغازي مسرحاً لهجمات واغتيالات شبه يومية تستهدف الجيش والشرطة، تنسب إلى مجموعات متشددة عدة مدججة بالسلاح في المنطقة, وذلك ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011. وأقرت الحكومة الانتقالية للمرة الأولى في مارس الماضي بوجود "مجموعات إرهابية" في الشرق، لا سيما في بنغازي ودرنة، وأعلنت "الحرب على الإرهاب". إلا أنه لم يسجل اتخاذ أي إجراء ملموس منذ ذلك الوقت، ولا تزال السلطات العاجزة حتى الآن عن تشكيل شرطة وجيش محترفين، تعاني صعوبات في السيطرة على مجموعات الثوار السابقين الذين قاتلوا النظام السابق.