بقدر صعوبة مفارقة البيت العتيق، والرغبة فى الاستمرار فى النظر الى الكعبة ،الا ان لكل شىء نهاية مثلما كانت له بداية، وعندما لا تجد مفرا من الوداع، فإن الهروب بالنعاس اثناء الطريق من مكة الى زيارة الحبيب، والتطلع الى نور الله فى الارض ورحمته المهداة، يكون بلسما شافيا يخفف عنك مشقة ومعاناة الرحيل عن كعبته والحجر الأسعد وباب الملتزم ومقام ابراهيم وحجر اسماعيل والركن اليمانى، وعندما تفيق من رحلة الهروب بالنعاس،تجد روائح الحبيب المصطفى تطل عليك من أبواب المدينةالمنورة، ويتملكك شعور فياض منعش من حدود منطقة إبيار على إلى أن تطل عليك ملامح النور من فوق قبة مسجد سيد الخلق محمد عليه صلوات الله وتسليماته. وما أحلى وأروع لحظات السلام عليك يا حبيبى يا محمد،الكل من الرجال يتشوق للوصول الى شباك الحبيب، والطاقة الذهبية التى تفصل ما بين مرقده الشريف وكل من آمن بالرسالة، وكان الشوق والاشتياق زاده للسلام على نور السموات والأرض وخاتم الأنبياء والرسل، وكلما تقترب من اللوحة التى تحمل حديثه الشريف، ما بين منبرى وبيتى روضة من رياض الجنة، تسرى فى جسدك قشعريرة لطيفة، وتتدفق على قلبك وعقلك كل أشكال السلام على الحبيب، وتتقاذف اسماء كل من حملك أمانة تبليغ السلام والاشتياق والتعطش الى زيارته والتزود من نوره، وما أحلى وأجمل تكرار السعى للسلام عليك يا حبيبى يا رسول الله،وما ابدع من ترك الناس تنعم بحبه وحب من أحبه من صحابته وآل البيت،وأصبح عاديا ومألوفا ان ترى الهواتف والكاميرات وأجهزة الحاسوب الصغيرة فى ايادى العباد من التنعم بتصوير المشهد ،والاحتفاظ بذكراه العطرة، ووجدتنى افعل مثلما يفعلون،وبالفعل حصلت على ما سمح لى الحبيب بالحصول عليه،وعندما ازداد طمعى،وحاولت الحصول على المزيد ،وأدرت زر الفيديو فى هاتفى،واستمتعت بان التقط كل ما يدور حولى حتى وصلت الى شباكه،بعد قرابة ساعتين من صلاة العشاء،واقتربت بهاتفى من شباكه وطاقته الذهبية وكانت رأسى وعينى تسبق آلة التصوير،وسلمت عليك ياحبيبى،وانتقلت للسلام على سيدنا ابو بكر وسيدنا عمر، وعلى بيتك الكريم وكل آل البيت سواء من كانوا حولك او قريبين منك، وخرجت مودعا، وأصبحت خارج مسجد الحبيب، وقلت لنفسى لقد حصلت على كنز بديع من الذكريات لرحلة السلام عليك يا شفيعى، وكانت المفاجأة عندما تفحصت هاتفى، ولم اجد الفيلم الذى حلمت به، وعلمت انك ياحبيب الروح لم تسمح لى، وكنت أتمنى ان تسمح، ولكنها رغبة احترمها، وإرادة الله قد نفذت،ولكنها كانت رسالة لى من. النور الصافي ،سوف انتظر سلامك وسلام أحبابك فى الزيارة المقبلة، وكان لابد ان نقول يارب لا تحرمنا ولا تحرم كل أحبابنا من زيارته، والصلاة والسلام عليه، فهو الزاد والماء والهواء،اللهم أمين أمين يارب العالمين.