أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 26 مليون إنسان يتعرضون للتسمم بالمبيدات سنويا، يموت منهم 220 ألف فرد سنوياً. وتندرج المبيدات الحشرية في المرتبة الخامسة ضمن الأسباب الرئيسية لحوادث التسمم، حيث يتعرض الأطفال للخطر بمعدل 9 مرات إذا استخدمت أمهاتهم المبيدات خارج المنزل. ويرتفع معدل إصابة الأطفال بالليوكيميا بمعدل 6٫5 مرة إذا استخدمت أسرهم المبيدات بالمنزل. وبالرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية من الإفراط في استخدام المبيدات ومحاولات الحكومة ووزارة الزراعة للحد من استخدام المبيدات إلا أن مصر تستهلك 8 آلاف طن سنويا تستخدم في الزراعة. تبلغ تكلفتها 900 مليون جنيه. ويصل حجم الإنفاق علي المبيدات مقارنة بمستلزمات الإنتاج الزراعي في مصر حوالي 6٪ بتكلفة قدرها 60 جنيها للفدان. في دراسة أجراها الدكتور محمد عبدالحميد رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية أوضح أن استخدام المبيدات في مصر سنويا إلي عدد السكان يصل إلي 72٫5 جرام سنويا، في حين أن المتوسط العالمي يصل إلي 385 جراماً للفرد سنويا، أي ان يقل عن المستوي العالمي 5 مرات. وأشار إلي أن محصول الموز أكثر محاصيل الفاكهة تكلفة للمبيدات حيث تصل إلي 13٪ من جملة مستلزمات الإنتاج. ويبلغ عدد المركبات المسجلة في مصر بناء علي الاسم العام 205 مبيدات و573 مستحضراً تجارياً، موضحا ان المبيدات الحشرية ذات السمية الحادة الأعلي تسود في الدول النامية بينما تسود مبيدات الحشائش في الدول المتقدمة تصل كمية المبيدات الرواكد في قارة أفريقيا 100 ألف طن تصل تكلفة التخلص منها 500 مليون دولار. وأشار «عبدالحميد» في دراسته إلي أن مبيدات الحشائش تمثل 48٪ من الاستهلاك العالمي يليها المبيدات الحشرية 25٪ يليها المبيدات الفطرية 24٪. يعتبر محصول الذرة من أكثر المحاصيل استهلاكا للمبيدات علي مستوي العالم يليه الخضر والفاكهة ثم فول الصويا ثم القطن وتعتبر الصين من أكبر منتجي ومستهلكي المبيدات علي مستوي العالم. ويعتبر معهد الإيكاما في الصين هو الجهة الوحيدة المانحة لشهادة التسجيل التي تعبر عن جودة وأمان المبيد. وتعتبر الهند أكبر دولة مصدرة للمبيدات إلي مصر بكمية تبلغ 1600 طن تليها الصين 900 طن ثم ألمانيا 880 طناً وبلجيكا 700 طن. تستورد مصر المبيدات من 27 دولة. وأشار رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية في دراسته، إلي أنه بحساب التكلفة مقابل المنفعة في استخدام المبيدات فإن التقدير الاقتصادي يشير رلي ان كل جنيه مصري يتم إنفاقه لابد أن يكون العائد الاقتصادي له 4 جنيهات. تدمر الآفات ما يزيد علي 305 من إنتاج العالم من المحاصيل الغذائية. وتتسبب الآفات الحشرية علي المستوي العالمي للزراعة في فقد حوالي 14٪ وتسبب الأمراض والحشائش فقداً بنسبة 13٪ لكل منهما. ويصل الفقد العام الذي تسببه الآفات 35- 42٪. وتصل حالات التسمم بالمبيدات في الدول النامية إلي 13 ضعف الدول المتقدمة والتي تستهلك 85٪ من الإنتاج العالمي. ويرجع ارتفاع حالات التسمم الحاد بالدول النامية إلي ضعف نظم الرقابة والنقص في التدريب والوعي وانخفاض مستوي أدوات الحماية الشخصية بالإضافة إلي قصور التشريعات. وأكد الدكتور محمد عبدالمجيد أن أي مبيد يدخل مصر يكون مصحوباً بكل الدراسات الموثقة عالميا عن أمانه النسبي، من خلال تقويم المخاطر إضافة إلي كافة التقارير الوبائية حتي يمكن السماح بتجربته تحت الظروف المصرية. وأكد الدكتور أشرف المرصفي مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية ضرورة ترشيد استخدام المبيدات للحصول علي منتجات خالية من متبقيات المبيدات في مصر حفاظا علي صحة المواطن المصري والمستهلك الأجنبي بما يحقق طفرة اقتصادية عند تصدير المحاصيل الزراعية. وأشار الدكتور المرصفي إلي ان المنيا سجلت أعلي نسبة في الزراعات الخالية من متبقيات المبيدات يليها الشرقية ثم الفيوم وبني سويف. أما المحافظات التي سجلت أعلي نسبة في الإصابة بمتبقيات المبيدات علي زراعتها، فهي الإسكندرية والبحيرة والقاهرة والجيزة اللاتي سجلت أعلي معدلات في تلوث الزراعات بالمبيدات ومتبقياتها. وأشار إلي ان الفلاحين بدأوا إدراك خطورة المبيدات علي صحة الإنسان والحيوان وهو ما يعني نجاح حملة الإرشادات الزراعية التي تقدمها وزارة الزراعة. وطالب المرصفي بزيادة حجم جريمة الإرشادات الزراعية لدي المحافظات التي تسجل أعلي نسب من التلوث. وأكد الدكتور أشرف المرصفي انخفاض نسب التلوث بمتبقيات المبيدات في الفترة من 2010.