يحتفل ملايين المصريين، غدًا الإثنين، بعيد شم النسيم، سائرين على خطى أجدادهم من قدماء المصريين الذين لاحظوا ازدهار النباتات وتفتح الأزهار واخضرار أوراق الأشجار فى موسم معين من العام. كما تختلف طقوس الاحتفال بهذا العيد عن بقية أعياد المصريين، يتحول الاحتفال بعيد "شم النسيم" مع إشراقة شمس اليوم الجديد إلى مهرجان شعبى تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم أنواعًا معينة من الأطعمة التى يتناولونها فى ذلك اليوم، مثل: البيض والفسيخ "السمك المملح" والخَس والبصل والملانة "الحُمّص الأخضر"، ويرمز كل نوع من هذه المأكولات إلى اعتقاد معين لدى الفراعنة، حيث يرمز البيض إلى خلق الحياة، والخس إلى حلول الربيع، والبصل إلى إرادة الحياة والتغلب على المرض. وعلى الرغم من أن "شم النسيم" يمثل للأطفال فرحة بعيد ينطلقون فى الحدائق والمنتزهات للعب والمرح، إلا أن العيد تحول لموسم للتحرش بالفتيات الصغيرات التى لا تزيد أعمارهن عن 16 سنة, مما يجعل فكرة الاستمتاع والانطلاق تقابل بعدة مخاوف من التحرش, بالإضافة إلى الظروف السياسية والأمنية الصعبة التى تمر بها البلاد، وتثير علامات الاستفهام حول إمكانية استمتاع المصريين بالاحتفال التاريخى. وفى مثل تلك المناسبات تحذر وزارة الصحة كل عام من انتشار الأسماك الفاسدة من "الرنجة والفسيخ", اللذين يحدثان حالات تسمم جماعى للمواطنين, وتنشر الهيئة العامة للخدمات البيطرية تحذيرية، وخطوات تُتبع لضمان سلامة وأمن الأسماك للذين يتناولهم المصريون طوال اليوم. وتؤكد الهيئة أنه يمكن القيام بإعداد الفسيخ والرنجة كوجبة غذائية آمنة بالطريقة السليمة عن طريق تسخين الفرن عند درجة حرارة 100 درجة مئوية ولمدة ربع ساعة، ثم يوضع الفسيخ أو الرنجة ملفوفًا فى ورق الألمنيوم لمدة عشر دقائق لإفقاده سميته، والتى تمثل خطورة شديدة على الصحة، وهناك طريقة أخرى وهى غلى الماء لمدة لا تقل عن عشر دقائق فى درجة حرارة 100 درجة مئوية، ثم نضع فيها الفسيخ أو الرنجة لمدة عشر دقائق أخرى، وهذه الطريقة تفيد مرضى الضغط العالى؛ إذ أنها تقلل من الملح وتحسن طعمه عن طريق تخفيفه بالماء. شاهد الفيديو
