لما قالت نادية الجندى سلم لى ع البرنجان فى فيلمها الشهير خمسة باب مع عادل امام أصدر الدكتور عبد الحميد رضوان وزير الثقافة وقتها قرارا بمنع عرض الفيلم وقرارا اخر بوقف عرض فيلم درب الهوى بطولة يسرا وأحمد زكى وفاروق الفيشاوى ومديحة كامل لاحتوائه على مشاهد فاضحة بل ان الفيلم كله عبارة عن وصف للحياة فى درب طياب احد احياء القاهرة التى كان مصرحاً بوجود بيوت الدعارة فيه قبل ان يصدر قانون حظر فتح بيوت الدعارة. ولكن السبكى ونجمته الهيفاء وهبى يبدو انهما قررا اعادة فتح المواخير فى دور السينما وبعد ان ادخل السبكى مصطلحات وضيعة الى الشارع المصري مثل اديك فى الجركن وحاجات غريبة مقرفة لاقت رواجا كبيرا بين الشباب والاطفال لانهم للاسف الشديد عقولهم فارغة وليس هناك اى تربية ولا تعليم ولا قدوة ولا حاجة أبداً وأصبح القشاش والالمانى هما القدوة وانتشرت لغة افلام السبكى وهز الوسط والرقص الخليع الصوفى نارى ولا قت الأغانى الهابطة والمناظر القذرة انتشاراً واسعاً وأصبح السبكى محتكرا للسوق تماما بعد ان خرجت السينما الحقيقية وأصبحت الكلمة العليا لسينما المواخير والدعارة والتحرش ولا عجب ان نرى انتشاراً هائلاً للتحرش فى شوارع مصر والمترو والميكروباص والأتوبيس والجامعة وكل الأماكن فيها تحرش حتى أن الحكومة كل عيد تشدد من الإجراءات الأمنية بعد صلاة العيد للحد من ظاهرة التحرش ولا أدرى كيف بعد صلاة العيد يكون التحرش. المهم أن قرار السيد المهندس المحترم إبراهيم محلب رئيس الوزراء بوقف عرض فيلم حلاوة روح هيفاء وهبى والسبكى اثار الكثير من اللغط ولا تجد أى تجمع سواء فى العمل أو فى الجامعة أو فى النادى أو فى المقاهى أو فى المواصلات العامة الا للحديث عن الفيلم وقرار محلب والاغلبية طبعا مع القرار الذى يرون أنه تدخل متأخر لحماية الناس من هذا الانحطاط ووصل الأمر بالبعض الى القول بأنه حمى مصر من موجة فظيعة من التحرش فى شم النسيم غداً الإثنين حيث يخرج البنات والأولاد الى المتنزهات فى القناطر وحديقة الحيوان وغيرها ومن المؤكد أن التحرش سوف يكون على ودنه وكل عيل مفكر نفسه الطفل اللى فى الفيلم وأنه بيتحرش بالست هيفاء وهبى عندما يتحرش بأى بنت غلبانه أو حتى مش غلبانة. وأنا أرى أن الفيلم الذى لم أشاهده اتعمل له دعاية إضافية بمليون جنيه بقرار المنع هذا لأن كل الدنيا نفسها تشوف اللى اتمنع إيه بالضبط وبعدين نحن الآن فى عصر لا يمكن منع أى شئ لأن السيديهات موجودة والكمبيوتر موجود والفيس بوك موجود وبكرة تلاقى السبكي بيوزع لحمة مع سي دي الفيلم هو يعنى المنع من السينما دا منع وبعدين حتى دخول السينما يحتاج تذكرة ونزول من البيت وخروجة يعنى انما الاخطر ان الفيلم موجود فى كل بيت. ولكن السؤال هو هل من حق رئيس الوزراء او حتى رئيس الجمهورية ان يمنع فيلم او كتاباً او مقالاً او جريدة او مسرحية او برنامجاً، طيب ماهو برنامج باسم يوسف دعارة يمكن اكثر من هيفا ليه رئيس الوزراء ما يمنعوش. النقطة الخطيرة هنا أن الابتذال والمتاجرة بالغرائز موجود فى كل زمان وكل مكان ومع تسليمنا أن الفن الهابط اخطر من الإرهاب والمخدرات إلا أن قراراً بمنع فيلم هو قرار يفتح باب جهنم لأن المبدأ نفسه مرفوض وطالما أن الرقابة أجازت الفيلم خلاص يبقى اللى عاوز يتفرج يروح السينما يقطع تذكرة ويخرج يتحرش امسكوه وحاكموه. يبقى أن نقول إن السبكى أمامه محكمة القضاء الإدارى واعرف أن القضاء الإدارى أعاد عرض فيلمى درب الهوى وخمسة باب ورجعت نادية الجندى تسلم ع البرنجان زى ما حترجع هيفاء يولعوا لها السيجارة من بين رجليها ويولعوا فيها وتحزق فساتينها وتبين للعيال تضاريسها. المنع ليس هو الحل. فكرة للتأمل: هى البلد ناقصة مشاكل هيفا.