تتمتع محافظة الشرقية بوجود عدد كبير من الآثار، حيث يوجد بها ثلث آثار مصر بخلاف المواقع الأثرية التى لم تكتشف ومازالت هناك عمليات تنقيب وسرقات تتم قبل وبعد الثورة وتلك الثروات تجسد تاريخنا العريق، ويجب أن توضع خطة من قبل الحكومة للسيطرة على تلك المواقع الأثرية، والحفاظ عليها من لصوص وأباطرة الآثار، فهناك موقع أثرى كبير يقع بمركز بلبيس تابع للوحدة المحلية لقرية «غيتة» بقرية «السلام» يسمى «تل اليهودية» يقع على مساحة 35 فداناً، وقد زحفت المنطقة السكنية على حافة هذا المكان الأثرى وتم سرقة الكثير منه كما يشاع وذلك على مدار السنوات الماضية وهيئة الآثار فى غفلة أو تتعامل مع المشهد تحت شعار «ما باليد حيلة». يقول محمد حلمى، من سكان المنطقة، إن «تل اليهودية» أو عزبة الأعصر التابعة لقرية السلام ب«غيتة» تقع على مساحة 35 فداناً وقد سبق وتم عمل استكشاف وحفريات لاستغلال آثار المنطقة قبل عام 1980 على مساحة خمسة أفدنة وتم ضم تلك الأرض لتكون امتداداً عمرانياً للمنطقة السكنية لعزبة الأعصر بعد أن ثبت عدم وجود آثار ثم توقفت هيئة الآثار عن التنقيب ولا ندرى لماذا؟ بل إن الهيئة اكتفت بتعيين خفير أعزل بدون سلاح. وطالب «حلمى» الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، بتشكيل لجنة للتنقيب عما بداخل هذا التل الكبير المرتفع والذى لا يعلم أحد ما بداخله من كنوز وآثار. ويضيف أحمد عبدالغنى محمود أن المكان يعد أحد مخازن سيدنا يوسف وهناك آراء أخرى تذكر أن المكان مدينة قديمة مدفون بها «بنيامين» شقيق سيدنا يوسف، حيث كان يعيش بالقرب من هذا المكان، ومنذ سنوات جاءت بعثة من فرنسا لزيارة هذا المكان ويقال إنهم أحفاد نابليون قائد الحملة الفرنسية على مصر وشاهدهم البعض من أهل القرية وهم يصعدون التل وانتابتهم نوبة بكاء شديدة والشاهد من ذلك أن هذا المكان بالتأكيد له علامات فى تاريخنا القديم، خاصة أن المكان يتبع منطقة أرض«جاشان» الأرض التى عاش ومات بها سيدنا يعقوب والأسباط. ويؤكد زين العابدين غالى أن المنطقة تتعرض للسرقة من مافيا الآثار، وقد سبق منذ سنوات وقبل الثورة بأيام أن تم القبض على اثنين من لصوص الآثار بعد قيام محمد عبدالنبى، كبير مفتشى الآثار، ومعه بعض الحراس بعمل كمين ليلى وذلك بعد تبادل النيران من سلاح آلى مما أحدث ذعراً بالمنطقة المحيطة للآثار، وتم الاتصال بالشرطة، التى تقاعست فى الحضور إلا بعد ثلاث ساعات، الأمر الذى أدى إلى هروب اللصوص بعد هجوم من بعض البلطجية بالسلاح وتمكنون من الهرب لأن المنطقة تعد ظهيراً صحراوياً، واكتفى المسئولون بتحرير محضر شرطة حمل رقم 8363 إدارى بلبيس تعدى على الآثار سنة 2010. ويشير عادل محمد السيد، عضو مجلس محلى مركز بلبيس السابق، إلى أن هناك تقاعساً من المسئولين بشرطة الآثار بالشرقية، فقد سبق وقام المجلس الشعبى المحلى لقرية «غيتة» ومجلس محلى مركز «بلبيس» بعد الثورة قبل إلغاء المجالس المحلية بمخاطبة منطقة الآثار بالشرقية ولم يتحرك أحد رغم تخصيص ميزانية لعمل حفريات والتنقيب ولم يتحرك أحد، فتم سحب المبلغ المخصص للتنقيب إلا أن ذلك التنقيب غير الشرعى مستمر دون رقيب أو حسيب. ويؤكد المهندس محمد زكى أن الأقاليم أو المراكز والقرى البعيدة عن العاصمة دائماً تجد تجاهلاً أو عدم اهتمام من المسئولين ولابد أن تعمل الحكومة فى وجود وزير نشيط مثل الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، على مزيد من الاكتشافات الأثرية وزيادة المواقع الأثرية، خاصة فى المحافظات والمدن لمزيد من الجذب السياحى فى هذه المناطق الريفية المجهولة، فالشرقية بها ثلث الآثار وقد تم اكتشاف أثرى غير مسبوق يساهم فى زيادة مساحة الخريطة السياحية بمصر، خاصة أن بلبيس بها سياحة دينية متمثلة فى مسجد سادات قريش وهو أول مسجد فى مصر وأفريقيا، كما بها طريق العائلة المقدسة وعلى بعد كيلومترات نجد سياحة الصيد بمنطقة الباسة المجاورة لبلبيس وصيد الصقور بمنطقة الطحاوية والخيول العربية أى أن مركز بلبيس ممهد للجذب السياحى ويحتاج الاهتمام من قبل الآثار. وأضاف هشام عبدالمؤمن، مدير عام آثار الشرقية، أن «تل اليهودية» بالتحديد يوجد به مدينة أثرية من العصر الرومانى ولكن ظروف الهيئة الآن لا تسمح بالتنقيب أو الحفريات نظراً للظروف الصعبة التى تمر بها البلاد وعدم وجود إمكانيات مادية تساعد على التنقيب، ولكن إذا كانت هناك رؤية لإقامة بعض المشروعات من قبل المحافظة أو مجلس المدينة فلا مانع للهيئة أن تقوم بعمل الحفريات، وذلك بعد تقديم طلب للوزير ويتم سداد مصروفات العمل بالحفريات والتنقيب وذلك لاستغلال الأرض أو الجزء المنقب عليه كما حدث من قبل وتم التنقيب على مساحة خمسة أفدنة من التل وتم تسليمها للمحافظة فى هذا المكان، ويكون التنقيب فى المنطقة المنخفضة للتقليل من التكلفة وسرعة الانتهاء، أما بخصوص التعديات فقد تم السيطرة على الموقف الآن، ولم تقدم بلاغات بأى تعديات.